قال الدكتور أكينوومي أديسينا رئيس مجموعة البنك الأفريقي للتنمية إن الاستدامة المالية لا ينبغي أن تكون مجردة، ويجب أن يترجم نمو الاقتصادات بشكل مباشر إلى آثار إيجابية على حياة الناس، و لكي تكون الدولة مستدامة ماليًا، يجب على مواطنيها أولاً أن يكونوا مستدامين ماليًا، ففي أعقاب جائحة كوفيد-19، واجهت الاقتصادات الأفريقية تحديات مالية خطيرة، وعمليات إغلاق اقتصادي وتقييد التجارة، كما أدى توسيع الإنفاق العام إلى اتساع العجز المالي للبلدان.
وأضاف أديسينا في تصريحات صحفية أنه في حين أنفقت الاقتصادات المتقدمة 19 تريليون دولار على الحوافز المالية لدعم مواطنيها، أنفقت البلدان الأفريقية 83 مليار دولار فقط، وقد أدى ذلك إلى تباطؤ وتيرة الانتعاش الاقتصادي في أفريقيا واتساع التباين الاقتصادي، ومن المؤسف أن مستوى الدين العام في العديد من البلدان مرتفع للغاية، وستدفع أفريقيا هذا العام 74 مليار دولار لخدمة الديون الخارجية، وهو ما يمثل زيادة كبيرة مقارنة بـ 17 مليار دولار في عام 2010.
و أشار إلى أن بعض البلدان الأفريقية تنفق على خدمة الديون أكثر مما تنفقه على الأمن الغذائي والصحة والتعليم، وقد تفاقم هذا الأمر أيضًا بسبب تغير المناخ الذي دمر أجزاء كثيرة من أفريقيا، من الجفاف إلى الفيضانات، ولذلك تحتاج أفريقيا إلى زيادة الدعم المالي، وخاصة من خلال التمويل الميسر من بنوك التنمية المتعددة الأطراف مثل البنك الأفريقي للتنمية.