EN
على الرغم من شهرة سلسلة هاري بوتر الشيقة، قصة المؤلفة جوان رولينج الذي يصادف اليوم ٣١ يوليو ذكرى ميلادها وراء هذه الحكايات هي أيضًا قصة استثنائية. قبل نجاحها الكبير، كانت رولينج تعيش في ظروف صعبة، إذ كانت أمًا عازبة تعتمد على إعانة البطالة من الحكومة البريطانية.
لم يكن أحد يعرف عنها شيئًا تقريبًا حتى منتصف ثلاثينياتها من العمر، فقد كانت متواضعة في مظهرها وطريقة حديثها الإنجليزية الراقية، ولم تُميّزها سوى شعرها الأصفر اللامع.
على الرغم من تحصيلها الأكاديمي المتواضع في المدرسة والجامعة، وخبراتها الحياتية الصعبة مع زواج غير سعيد، تمكنت رولينج من تحويل حياتها تحولًا مذهلاً. فقد أصبحت واحدة من أثرى الأدباء في العالم، وتعيش في قلعة اسكتلندية فاخرة من القرن التاسع عشر.
جوان رولينغ
جوان، امرأة في الثلاثينيات من عمرها، كانت تعاني من حزن شديد بعد وفاة والدتها. للتغلب على هذا الحزن، لجأت إلى الكتابة بشكل متكرر، حيث كانت تكتب قصصًا ثم تتخلص منها بإلقائها في درج مكتبها أو القمامة.
في إحدى المرات، وهي في القطار متجهة إلى المنزل، خطرت على بالها فكرة كتابة رواية خيالية عن مغامرات صبي في عالم سحري. بدأت جوان العمل على هذه الرواية دون توقف، وأمضت كل وقتها في الكتابة سواء في المنزل أو المقهى.
عندما انتهت من كتابة الرواية، قدّمتها إلى دور النشر، ولكن جميعهم رفضوها ووصفوها بأنها رواية سخيفة وطويلة ومملة. استمرت جوان في البحث عن دار نشر تقبل بنشر روايتها حتى وجدت دارًا صغيرة وافقت على النشر.
السبب الرئيسي وراء موافقة هذه الدار الصغيرة كان أن ابنة مالك الدار أعجبت بقصة روالدنغ وألحت على والدها للموافقة على نشر الرواية. وافق المالك على مضض، واشترط على جوان اختصار اسمها إلى "جي كي رولينغ" حتى يبدو الكتاب أكثر جاذبية للقراء. وبالفعل تم نشر الرواية تحت هذا الاسم.
نشر رواية هاري بوتر
في البداية، تم نشر الرواية الأولى بعدد محدود من النسخ، لا يتجاوز الـ 1000 نسخة فقط، مقابل أجر زهيد لا يتعدى 1500 جنيه إسترليني حصلت عليه الكاتبة الشابة. على عكس التوقعات، لاقت الرواية نجاحًا هائلاً بمجرد صدورها، وأصبحت الجزء الأول من السلسلة الأدبية الشهيرة "هاري بوتر".
استمرت الأجزاء المتتالية من السلسلة على مدار عقد من الزمن، لتصبح ظاهرة أدبية في أدب الخيال العلمي الإنجليزي. لاحقًا، تم بيع حقوق الروايات إلى شركات الإنتاج السينمائي، لتتحول إلى سلسلة أفلام "هاري بوتر" التي حققت إيرادات ضخمة.
نتيجة لنجاح السلسلة الأدبية والسينمائية، أصبحت جي كي رولينغ واحدة من أثرى الأدباء حول العالم. فقد تحولت من امرأة تعيش على إعانة بطالة حكومية إلى مليارديرة، تقطن في قصر أسكتلندي فاخر، وتبلغ مبيعات كتبها أكثر من 500 مليون دولار حول العالم، بمتوسط إيرادات سنوية تصل إلى 100 مليون دولار.
