أثار اغتـ ـيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في قلب طهران، تساؤلات بشأن كيفية تحديده كهدف رغم تواجده داخل مبنى تابع للحرس الثوري، وفي خضم التشديدات المكثفة التي أحاطت بتأمين احتفال تنصيب الرئيس الإيراني الجديد الذي حضره عدد من المسؤولين والقادة.
واعتبرت وسائل إعلامية تابعة للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، أن اغتـ ـيال هنية "مقامرة خطيرة لتقويض ردع طهران"، موضحة أن الحادث "تجاوز الخطوط الحمراء".
اغتـ ـيال إسماعيل هنية
وأوضح محللون عسكريون وسياسيون، أن هنية كان على قائمة الاستهدافات التي حددتها الحكومة الإسرائيلية منذ السابع من أكتوبر، ومن ثم كانت تحركاته مراقبة بشكل مكثف لأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، مما يشير لوجود "اختـ راق أمني مؤثر في تأمينه" داخل طهران.
وأكدت وسائل إعلام محلية فلسطينية أن اغتـ ـيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية وقع حوالي الثانية صباحا وكان يقيم في مقر خاص لقدامى المحاربين بـ طهران.
فيما أفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن إسماعيل هنية قُـ ـتل بصاروخ أطلق من دولة خارج إيران وليس من الأجواء الإيرانية.
وكانت حركة حماس أعلنت أن غارة إسرائيلية استهدفت مقر إقامة رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية في طهران أدت إلى استشهاده، وأحد حراسه، وذلك بعد مشاركته في حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد.
فيما أعلنت حركة حماس، اليوم الأربعاء، أنه ستقام مراسم تشييع رسمي وشعبي لرئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية، في العاصمة الإيرانية طهران، غدًا الخميس، قبل نقل الجثمان إلى العاصمة القطرية الدوحة.
وقالت حماس، في بيان لها، اليوم، إنه ستجرى لإسماعيل هنية مراسم تشييع رسمي وشعبي في العاصمة الإيرانية طهران، يوم غد الخميس الموافق 1أغسطس 2024، مضيفة أنه سينقل الجثمان إلى العاصمة القطرية الدوحة عصر غد الخميس، وتقام صلاة الجنازة على روح «هنية» في مسجد الإمام محمد بن عبدالوهاب في الدوحة بعد صلاة الجمعة، وبعد ذلك سينقل الجثمان إلى مثواه الأخير ليدفن في مقبرة الإمام المؤسس في لوسيل.
وأشارت إلى أن تجرى مراسم تشييع جثمان «هنية» في الدوحة بحضور شعبي وفصائلي ومشاركة قيادات عربية وإسلامية.
من جانبه، قال أيمن الرقب، المحلل الفلسطيني، إن أي رد جاد من الجانب الإيراني قد يكون محدودًا واستعراضيًا، مؤكداً أن المقاومة الفلسطينية هي من ستأخذ على عاتقها الثأر لهنية، بعد 299 يوماً من الصمود في غزة. واعتبر أن نتنياهو واثق من أنه لن يتلقى ردًا كبيرًا من حزب الله أو إيران، استناداً إلى تجاربه السابقة مع طهران.
وأضاف "الرقب" في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن تجارب نتنياهو السابقة مع إيران تشمل اغتيال قاسم سليماني واستهداف القنصلية الإيرانية في دمشق، حيث جاء رد طهران استعراضيا ومحدودا، موضحاً أن الطائرات المسيرة التي أرسلتها إيران إلى دولة الاحتلال كانت إعلامية أكثر منها تفجيرية، مما يعكس عدم جدية الرد الإيراني.
وأشار المحلل الفلسطيني إلى وجود خلل أمني كبير في إيران، مؤكداً أن تمكن الاحتلال من الوصول إلى رئيس المكتب السياسي في قلب طهران بعد اغتيال الرئيس الإيراني ووزراء حكومته يعكس هذا الخلل بوضوح.
مصر تدين التصعيد الإسرائيلي
من جانبها، أدانت جمهورية مصر العربية في بيان صادر عن وزارة الخارجية يوم الثلاثاء ٣١ يوليو الجاري، سياسة التصعيد الإسرائيلية الخطيرة خلال اليومين الماضيين.
واعتبرت مصر أن هذا التصعيد الخطير، ينذر بمخاطر إشعال المواجهة في المنطقة بشكل يؤدى إلى عواقب أمنية وخيمة، محذرة من مغبة سياسة الاغتيالات وانتهاك سيادة الدول الأخرى وتأجيج الصراع في المنطقة.
وطالبت مصر مجلس الأمن والقوى المؤثرة دولياً، بالاضطلاع بمسئوليتهم في وقف هذا التصعيد الخطير في الشرق الأوسط، والحيلولة دون خروج الأوضاع الأمنية في المنطقة عن السيطرة، ووضع حد لسياسة حافة الهاوية.
واعتبرت جمهورية مصر العربية أن تزامن هذا التصعيد الإقليمي، مع عدم تحقيق تقدم في مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، يزيد من تعقيد الموقف ويؤشر الي غياب الإرادة السياسية الإسرائيلية للتهدئة، ويقوض الجهود المضنية التي تبذلها مصر وشركائها من أجل وقف الحرب في قطاع غزة ووضع حد للمعاناة الإنسانية للشعب الفسطيني.
ويرى مراقبون أن ثلاث شخصيات رئيسية محتملة لقيادة حركة حماس، بعد اغتـ ـيال إسماعيل هنية في طهران، مع الأخذ في الاعتبار الصراعات العميقة بين التيارات الداخلية المختلفة.
ويقول المحلل السياسي الفلسيطني زيد الأيوبي، إن النظام الداخلي لحركة حماس ينص على وجود ثلاثة نواب لرئيس المكتب السياسي للحركة وهم، صالح العاروري، كان قد تم الإعلان عنه كنائب رسميا، لكنه اغتيل في يناير الماضي في لبنان، وهناك قياديان آخران في حماس، زاهر جبارين عضو المكتب السياسي ونائب رئيس حماس في الضفة الغربية، كما أنه مسؤول ملف الأسرى في الحركة، والثالث لم يكشف عن هويته.
من هو رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية؟
إسماعيل عبد السلام أحمد هنية سياسي فلسطيني ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس.
وُلد عام 1962 في مخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة.
سجنته إسرائيل عام 1989 لمدة ثلاث سنوات، ثم نفي بعدها إلى مرج الزهور على الحدود اللبنانية الفلسطينية.
رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية
حماس تعلن اغتيال إسماعيل هنية في إيران
في عام 1997 عيِّن رئيسا لمكتب زعيم الحركة أحمد ياسين.
في ديسمبر 2005 ترأس قائمة التغيير والإصلاح التي فازت بالأغلبية في الانتخابات التشريعية الفلسطينية الثانية عام 2006.
في فبراير 2006 رشحته حماس لتولي منصب رئيس وزراء فلسطين وتم تعيينه في العشرين من ذلك الشهر.
في 2007 أقاله رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس من منصب رئيس الوزراء.
أصبح رئيس المكتب السياسي لحركة حماس بعد انتخابه في شهر مايو 2017 خلفا لخالد مشعل.
آخر ظهور لهنية كان الثلاثاء، حيث التقى الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان في العاصمة الإيرانية طهران للمرة الأولى بعد تنصيب الأخير رئيسا.