قالت الدكتورة إيمان محمد، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إنه لابد أن نتذكر دائمًا في وقت الفقد أن الفقد نفسه ابتلاء، وابتلاء شديد.
كيف أصبر على موت ابني
وأوضحت “ محمد” في إجابتها عن سؤال : " كيف أصبر على موت ابني ؟، فكان عندي ابن من ساعة لما اتولد كان مريض جدا وتعبت به فى المستشفيات حتى توفى لكني لا أستطيع تحمل فراقه، وأريد أن أعرف ماذا أفعل ليبرد قلبي؟"، أن الفقد ابتلاء شديد .
واستشهدت بما ورد أن ، ربنا سبحانه وتعالى ذكر ذلك في كتابه العزيز ، حيث قال: "وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ"، منوهة بأن هذه البشارة هي أن ربنا سبحانه وتعالى يبشر الصابرين، وهم الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا: "إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ".
وأضافت أنه عندما تحدث المصيبة، يجب أن نتذكر دائمًا أجر الصبر، فقد قال الله سبحانه وتعالى : "وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ"، مشبرة إلى أن الصبر في مثل هذه الأوقات يكون صعبًا، خصوصًا عندما يكون الفقد عزيزًا، مثل فقدان الابن، وهذا أمر يشق على النفس.
وتابعت: عليك تذكر دائمًا أن الله سبحانه وتعالى قدر لكل شيء وقته، وقدر وقت الحياة ووقت الوفاة، إذا تذكرت ذلك، ستجد نوعًا من الطمأنينة وستستعين بالله عز وجل، سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم، وهو سيد البشر، فقد ابنه إبراهيم، وعندما توفي إبراهيم، دمعت عيناه وقال: "إِنَّ الْعَيْنَ لَتَدْمَعُ وَإِنَّ الْقَلْبَ لَيَحْزَنُ وَإِنَّا لِفِرَاقِ إِبْرَاهِيمَ لَمَحْزُونُونَ".
ونبهت إلى أن الحزن شيء طبيعي، لكن تذكر لطف الله وعظمته قد يخفف من ألم الفقد، وقد يكون في تأخير عمر الطفل خير، لأن الله سبحانه وتعالى لطف بعباده، ومن المحتمل أن تكون الحياة قصيرة ومليئة بالتعب، ربما يكون الله سبحانه وتعالى قد قدر أن يكون ذلك أفضل، فلو ظل الطفل يعاني، فإن الحزن سيظل ممتدًا.
وأشارت إلى أن المصيبة تحدث بشكل كبير، والقرآن الكريم وصف الموت بأنه مصيبة، كما قال: "فَأَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ"، لافتة إلى أن الموت من المصائب التي تصيب الإنسان في الدنيا، إذا أصابتك هذه المصيبة أو شعرت بألم الفقد، تذكر الله عز وجل واسترجع، وعُد إلى الله عز وجل قال: "أُو۟لَـٰٓئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُو۟لَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلْمُهْتَدُونَ".
وبينت أن العلماء قالوا إن الله سبحانه وتعالى يجزئ الصابرين بثلاث خصال: المغفرة على الذنوب، والرحمة، والهداية إلى سبل الخير، هذا أمر عظيم، نسأل الله أن يهون عليك ويقوي قلبك، ويخلف عليك بطفل آخر إن شاء الله، وأن يجعل ابنك شفيعًا لك يوم القيامة.
دعاء الصبر على موت الابن
- “الحمد لله وإنا لله وإنا اليه راجعون”.
- اللهمّ يا صبور صبّرني على ما بلوتني و امتحنتني يا أرحم الرّاحمين.
- اللهمّ إنّي أعوذ بك من زوال نعمتك وفجاءة نقمتك، وتحوّل عافيتك وجميع سخطك.
- رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِين.
- رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ.
- الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ.
- اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده واغفر لنا وله واجمعنا معه في جنات النعيم يا رب العالمين.
- اللهم اجعله في منازل الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
- اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة ولا تجعله حفرة من حفر النار.
- اللهم افسح له في قبره ومد بصره وافرش قبره من فراش الجنة.
- اللهم أعذه من عذاب القبر وظلمة القبر ووحشته.
- اللهم اجعل قبره مليء بالرضا والخير والسعادة والأمان والطمأنينة.
- اللهم إنه في ذمتك وحبل جوارك فقِهِ فتنة القبر وعذاب النار وأنت أهل الوفاء والحق فاغفر له وارحمه إنك أنت الغفور الرحيم.