تستعد حكومة الاحتلال لفتح جبهة جديدة في صراعها المستمر، وهذه المرة مع لبنان، مع تصاعد التوترات مع حزب الله، اليوم الأحد، وقيام إسرائيل بإرسال دبابات إلى الحدود اللبنانية.

وبحسب تقارير مختلفة، بدأ حزب الله بالانسحاب من مواقعه في جنوب وشرق لبنان بعد تهديدات بالانتقام.

وأشار مصدر في حزب الله إلى أن هذه الخطوة تأتي ردا على التصعيد الأخير في الأعمال القتالية.

وقال وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب في بيان: “إذا أوقفت إسرائيل هجماتها، فإن حزب الله مستعد للانسحاب إلى ما بعد نهر الليطاني”.

وزير خارجية لبنان الأسبق: إسرائيل تريد توريط بيروت

موقع إخباري أمريكي: كبير مستشاري بايدن يحذر إسرائيل من ضربة محتملة لـ لبنان

وتأتي التهدئة المحتملة وسط سلسلة من الغارات الجوية الإسرائيلية التي تستهدف لبنان.

وشنت طائرات حربية إسرائيلية، صباح الأحد، غارات جوية على أربع بلدات على طول الحدود اللبنانية.

وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أن طائرات مسيرة وطائرات حربية إسرائيلية استهدفت يارون والخيام وشحين، حيث تعرضت شيحين لضربتين متتاليتين على نفس المبنى، مما استدعى إرسال فرق الإسعاف. ولم يتم نشر أي تقارير عن وقوع ضحايا.

وقدم الجيش الإسرائيلي سيناريوهات الرد للحكومة في أعقاب هجوم حزب الله على مرتفعات الجولان.

وقال مسؤول إسرائيلي مجهول: 'نريد إلحاق الضرر بحزب الله ولكننا نتجنب إشعال حرب إقليمية واسعة النطاق'.

وفي الوقت نفسه، ظهرت لقطات على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر دبابات إسرائيلية منتشرة على الحدود.

وعقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اجتماعا لمجلس الوزراء الأمني ​​لمناقشة الوضع. وبحسب تلفزيون “كان” الرسمي، ركز الاجتماع على رد إسرائيل على تصرفات حزب الله.

أردوغان يهدد إسرائيل

وفي اليوم نفسه، حذر الرئيس أردوغان علنًا من أن تركيا يمكن أن تتدخل في إسرائيل تمامًا كما فعلت في كاراباخ وليبيا، قائلاً: “يمكننا أن نفعل معهم (إسرائيل) نفس الشيء كما فعلنا في كاراباخ وليبيا، ولا يوجد ما يمنعنا من اتخاذ هذه الخطوات، بشرط أن نكون أقوياء بما فيه الكفاية”.

ردود الفعل الدولية وعمليات الإخلاء

وعلى الساحة الدولية، نصحت السعودية وفرنسا والنرويج والسويد مواطنيها بمغادرة لبنان في أسرع وقت ممكن، بحسب المونيتور.

بالإضافة إلى ذلك، أعلنت شركة طيران الشرق الأوسط (MEA)، الناقل الوطني اللبناني، تعليق بعض الرحلات إلى بيروت حتى صباح الاثنين. ونقلت الوكالة الوطنية للإعلام هذا الإعلان، مشيرة إلى أنه من المنتظر أن تستأنف الرحلات الجوية في 29 تموز الجاري.

الاستعدادات العسكرية وتحذيرات الأمم المتحدة

رداً على الهجوم الأخير على مرتفعات الجولان، يستعد الجيش الإسرائيلي لتصعيد محتمل. صرح رئيس الأركان العامة الفريق هرتسي هاليفي أن الجيش مستعد 'لأخذ الاستعدادات إلى المستوى التالي'، مما يشير إلى مرحلة جديدة محتملة في الصراع في الشمال.

وحذرت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) والمنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان من أن الصراع بين إسرائيل وحزب الله يمكن أن يؤدي إلى مواجهة إقليمية أوسع وأكثر كارثية. ويأتي ذلك بعد هجوم صاروخي على مجدل شمس في هضبة الجولان أدى إلى مقتل 12 شخصا.

ويستمر ارتفاع عدد الضحايا في غزة، حيث أبلغت وزارة الصحة الفلسطينية عن مقتل 66 شخصًا وإصابة 241 آخرين جراء ثلاث هجمات إسرائيلية خلال الـ 24 ساعة الماضية.

ومنذ 7 أكتوبر، أسفرت الضربات الإسرائيلية عن مقتل 39,324 شخصًا وإصابة 90,830 آخرين في صفوف الفلسطينيين.

إدانات وتحذيرات

وأدان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية أورين مارمورستين هجوم حزب الله، زاعمًا أنه تم استخدام صاروخ إيراني. وشدد مارمورشتاين على حق إسرائيل في الدفاع عن النفس ودعا حزب الله إلى الامتثال لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701. وحذر من أن التدخل العالمي أمر بالغ الأهمية لمنع نشوب حرب واسعة النطاق من شأنها أن تدمر لبنان.

وردد رئيس الوزراء نتنياهو هذا الشعور، مشيراً إلى أن حزب الله سيواجه عواقب وخيمة بسبب الهجوم. وأعلن أن “إسرائيل لن تتجاهل هذا الهجوم القاتل”.

بدورها، حذرت إيران إسرائيل من القيام بمزيد من الاستفزازات. وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني أن أي أعمال متهورة من قبل إسرائيل يمكن أن تؤدي إلى زيادة عدم الاستقرار والصراع في المنطقة. وحث الكنعاني الولايات المتحدة على كبح جماح إسرائيل لتجنب إشعال أزمة جديدة.

ومع تصاعد التوترات، استهدفت إسرائيل أيضًا مواقع في جنوب لبنان، بما في ذلك هيام وكفركلا وطيررفا وبرج الشمالي بالقرب من مدينة صور. ولا يزال حجم الخسائر البشرية الناجمة عن هذه الضربات غير واضح.

أدانت الحكومة اللبنانية الهجوم على مجدل شمس ووصفته بأنه انتهاك للقانون الدولي والمبادئ الإنسانية. وحثوا على الوقف الفوري للأعمال العدائية بين حزب الله والقوات الإسرائيلية.

وفي الضفة الغربية، شنت القوات الإسرائيلية أربع غارات على مخيم بلاطة للاجئين خلال الـ 24 ساعة الماضية، مما أدى إلى تفاقم الصراع. وتظهر لقطات نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي تعزيزات عسكرية إسرائيلية وإطلاق نار كثيف في المنطقة.