تصدرت لوحة افتتاح دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024، مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب ما اثارته من غضب عالمي واسع، حيث تصور السيد المسيح عليه السلام في صورة مُسيئة لشخصه الكريم، ولمقام النبوة الرفيع، بأسلوب همجي طائش، لا يحترم مشاعر المؤمنين بالأديان، وبالأخلاق والقيم الإنسانية الرفيعة.
اعتذار منظمي الأولمبياد للعالم
واعتذر منظمو حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024، عن العرض الساخر للوحة "العشاء الأخير" في حفل الافتتاح، بعد أن أثارت ردود أفعال سلبية كبيرة وانتقادات واسعة.
وبعد ثلاثة أيام من الانتقادات، ظهر رد فعل رسمي من منظمة حفل دورة الألعاب الأولمبية في باريس، تأسف فيه لكل الجدل الذي أثير.
تبرير سخيف من منظمو الحفل
ونقلت صحيفة "A BOLA" البرتغالية اعتذار آن ديكامب، المتحدثة باسم دورة باريس 2024 التى قالت: “من الواضح أنه لم تكن هناك أي نية على الإطلاق لعدم احترام أي جماعة دينية، على العكس من ذلك، أعتقد أننا مع توماس جولي "مخرج الحفل"، حاولنا حقًا الاحتفال بتسامح المجتمع".
وأضافت: "بالنظر إلى نتائج الاستطلاعات التي شاركناها، نعتقد أن هذا الطموح قد تحقق، إذا شعر الناس بالإهانة، فبالطبع نحن آسفون جدًا جدًا".
مخرج الحفل: لم اقصد السخرية أو الصدمة
وأوضح توماس جولي، مخرج حفل الاوليمبياد في تصريحات لوكالة أسوشيتد برس، ان رغبته ليست أن يكون تخريبيًا، ولا أن يسخر أو يصدم أحد، مشيرا الى انه قبل كل شيء، أراد أن يبعث برسالة حب، ورسالة اندماج وليس تقسيم".
وأقيم حفل افتتاح الأولمبياد يوم الجمعة الماضي، وشهد مجموعة من الفقرات التي أثارت الجدل مثل تجسيد لوحة العشاء الأخير لليوناردو دافينشي من قبل مجموعة من الفنانين المتحولين جنسيا، وكذلك المغني فيليبي كاترين الذي ظهر عاريا ويجسد الرب الإغريقي ديونيسيس ضمن نفس المشهد الخاص بـ"العشاء الأخير".
الأزهر يدين مشاهد الإساءة للمسيح عليه السلام
وأدان الأزهر الشَّريف هذه المشاهد التي تَصدرتْ افتتاح دورة الألعاب الأولمبية بباريس، وأثارت غضبا عالميا واسعًا، وهي تُصَوِّرُ السَّيِّدَ المسيح عليه السَّلام في صورة مُسيئة لشخصِه الكريم، ولمقام النُّبوَّةِ الرَّفيع.
وأكِّدُ الأزهر رفضه الدائم لكل محاولات المساس بأي نبي من أنبياء الله، فالأنبياء والرسل هم صفوة خلق الله، اجتباهم وفضلهم على سائر خلقه ليحملوا رسالة الخير للعالمين، ويُؤمن الأزهر ومن خلفه ما يقرب من ملياري مُسلم بأن عيسى عليه السلام هو رسول الله ﴿وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ﴾ [النِّساء: 171]، وسماه الله في القرآن الكريم: ﴿وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ﴾ [آل عمران: 45]، وعدهُ من أُولي العَزم من الرسل، ويُؤمن المسلمون بأن الإساءة إليه عليه السلام أو إلى أي نبي من إخوانِه عليهم السلام؛ عار على مرتكبي هذه الإساءة الشنيعة ومن يقبلونها.