تسبب حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في باريس، العاصمة الفرنسية، في جدل كبير بسبب أداء راقصين يقومون بتقليد لوحة "العشاء الأخير" التي أبدعها الفنان ليوناردو دافنشي.
أثار هذا الأداء غضب جزء من اليمين الفرنسي واستياء واسع النطاق على الصعيدين المحلي والدولي. تميز العرض بتقديم راقصين يمثلون فئة المتحولين جنسيًا، مما جعل البعض يرون في ذلك تدخلًا في قضية مثيرة للجدل خلال أكبر حدث رياضي عالمي. وقد وُصف العرض بأنه "مسيء" من قبل العديد، مع اعتباره "افتقارًا تامًا للاحترام تجاه إحدى أشهر اللوحات في التاريخ".
التشكيلي محمد عبلة: لوحة العشاء الأخير مجرد عمل فني
قال الفنان التشكيلي محمد عبلة عن الجدل المثار حول محاكاة لوحة العشاء الأخير :"يبدو لي أن الجدل الحالي ليس بالأمر الكبير، حيث يتعلق بلوحة فنية نادرة رسمها دافنشي، والتي تم عرضها في مطعم بدير، يجب التأكيد على أن هذه اللوحة ليست دينية أو مقدسة، وإنما مجرد عمل فني، ولا علاقة لها بالدين".
واكد متابعا:" يجب أن نتذكر تاريخ الفرنسيين في التعبير عن السخرية تجاه القضايا الدينية."
لوحة العشاء الأخير
تعتبر لوحة العشاء الأخير التي رسمها الفنان الإيطالي ليوناردو دافنشي قرب نهاية القرن الخامس عشر من أكثر أعماله شهرة، ويتم عرض هذه اللوحة على جدران كنيسة سانتا ماريا ديلى جراسي في ميلانو، إيطاليا، وأثارت جدلا واسعا على مدى السنوات، خاصة بعد نشر رواية "شفرة دافنشي" من قبل دان براون.
وكنبسة سانتا ماريا ديلى جراسي هي تقع في دير الدومينيكان في مدينة ميلانو شمال إيطاليا، وهي مدرجة في قائمة التراث العالمي لليونسكو، وتحتوي الكنيسة على جدارية العشاء الأخير التي رسمها دافنشي في غرفة الطعام بالدير.
ووفقًا لموسوعة بريتانيكا، كان دافنشي يعتقد أن التعبيرات والمواقف يجب أن تنقل "مفاهيم العقل"، لذلك، رسم كل تلميذ من التلاميذ الاثني عشر بطريقة تعكس شخصيته، مما أسفر عن لوحة تبرز مشاعر بشرية متنوعة بطريقة بسيطة ومخادعة.
وفي الرسم، يظهر يسوع في وسط طاولة كبيرة محاطًا بالرسل على يمينه ويساره، يرتدي الجلباب التقليدي باللونين الأحمر والأزرق، بينما لم يشبعه بالهالة المعتادة، مما دفع بعض العلماء للاعتقاد بأن الضوء من النافذة الخلفية يمكن أن يكون المصدر المحتمل لهذا اللون الداكن حول رأسه، بينما يرى آخرون أن الخطوط الرأسية للنباتات فوق النافذة قد تعتبر بمثابة الهالة، هذا الجدل يعكس تأمل دافنشي في تمثيل يسوع كإنسان يعاني ويشعر بالألم والمعاناة.