أثار حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في باريس، العاصمة الفرنسية، جدلا كبيرًا بعد أداء راقصين يحاكون لوحة "العشاء الأخير" للمبدع ليوناردو دافنشي.
هذا الأداء أثار غضب جزء من اليمين الفرنسي كما أثار الاستياء على نطاق واسع على المستوى العالمي. وتميز العرض بتقديم راقصين يمثلون فئة المتحولين جنسيًا، وهو ما جعل البعض يعتبر ذلك تدخلًا في قضية مثيرة للجدل خلال أكبر حدث رياضي عالمي. وقد وصف العرض بأنه "مسيء" من قبل العديد، مع وصفه بأنه يعتبر "افتقارًا تامًا للاحترام تجاه إحدى أشهر اللوحات في التاريخ".
لوحة العشاء الأخير
تعتبر لوحة العشاء الأخير التي رسمها الفنان الإيطالي ليوناردو دافنشي قرب نهاية القرن الخامس عشر من أكثر أعماله شهرة، ويتم عرض هذه اللوحة على جدران كنيسة سانتا ماريا ديلى جراسي في ميلانو، إيطاليا، وأثارت جدلا واسعا على مدى السنوات، خاصة بعد نشر رواية "شفرة دافنشي" من قبل دان براون.
وكنبسة سانتا ماريا ديلى جراسي هي تقع في دير الدومينيكان في مدينة ميلانو شمال إيطاليا، وهي مدرجة في قائمة التراث العالمي لليونسكو، وتحتوي الكنيسة على جدارية العشاء الأخير التي رسمها دافنشي في غرفة الطعام بالدير.
وواحدة من أسرار هذه اللوحة هي أن دافنشي لم يستخدم تقنية الفريسكو الشهيرة في رسمها، بل اعتمد على التلوين المباشر على الحائط ليحصل على حرية أكبر في استخدام الألوان، وهذا الأمر أدى إلى تدهور سريع في اللوحة واستدعى عمليات ترميم متكررة، بدأت بعد عشرين عاما فقط من انتهاء الرسم.
رسم دافنشي للعشاء الأخير يعتقد أنه تم بين عامي 1495 و1498 في دير الدومينيكان سانتا ماريا ديلي جراتسي في ميلانو. ويصور المشهد الدرامي المشهور المترابط بشكل وثيق في الأناجيل، خاصة لحظة إعلان يسوع بأن أحد الرسل سيخونه وتأسيس القربان المقدس في وقت لاحق.
ووفقًا لموسوعة بريتانيكا، كان دافنشي يعتقد أن التعبيرات والمواقف يجب أن تنقل "مفاهيم العقل"، لذلك، رسم كل تلميذ من التلاميذ الاثني عشر بطريقة تعكس شخصيته، مما أسفر عن لوحة تبرز مشاعر بشرية متنوعة بطريقة بسيطة ومخادعة.
وفي الرسم، يظهر يسوع في وسط طاولة كبيرة محاطًا بالرسل على يمينه ويساره، يرتدي الجلباب التقليدي باللونين الأحمر والأزرق، بينما لم يشبعه بالهالة المعتادة، مما دفع بعض العلماء للاعتقاد بأن الضوء من النافذة الخلفية يمكن أن يكون المصدر المحتمل لهذا اللون الداكن حول رأسه، بينما يرى آخرون أن الخطوط الرأسية للنباتات فوق النافذة قد تعتبر بمثابة الهالة، هذا الجدل يعكس تأمل دافنشي في تمثيل يسوع كإنسان يعاني ويشعر بالألم والمعاناة.