يصادف اليوم ذكرى ميلاد جوزيه كاردوتشي (1835-1907) هو أحد أبرز شعراء إيطاليا الحديثة والملقب بـ"شاعر البلاط".
كان كاردوتشي أول إيطالي يحصل على جائزة نوبل في الأدب في عام 1906، تقديرًا لإسهاماته الكبيرة في إثراء الشعر الإيطالي.
جوزيه كاردوتشي
نشأ كاردوتشي في أرياف إيطاليا، حيث كان والده طبيبًا وعضوًا في جمعية "الكاربونيريا" السرية التي ساهمت في توحيد إيطاليا.
ربما أثرت هذه البيئة السياسية في اتجاه كاردوتشي الشعري نحو المواقف السياسية والقضايا الاجتماعية. بالإضافة إلى ذلك، كان تأثره بالتاريخ الروماني والحياة الاجتماعية ملحوظًا في أشعاره.
بعد إنهاء تعليمه الثانوي في عام 1855، عمل كاردوتشي في التدريس وبدأ بكتابة الشعر بشكل ناضج. وتم تعيينه مدرسًا للأدب الإيطالي في جامعة بولونيا من قبل وزير التعليم الوطني.
شاعر البلاط
حصل كاردوتشي على لقب "شاعر البلاط" نتيجة معرفته بمرجريت دوسافواي، زوجة الأمير الإيطالي أمبرتو الأول، والتي قربته منها. وخلال عام 1890، أصبح شاعر الحزب، ثم تم تعيينه عضوًا في البرلمان الإيطالي.
كان لحياة كاردوتشي الشخصية تأثير كبير على كتاباته الشعرية. فقد مر بفترات حزينة، كوفاة شقيقه "دانتي" انتحارًا في سن الرابعة والعشرين، وفقدان والدته في عام 1870 وحبيبته كارولينا في عام 1881. هذه الآلام والحزن كانت مفتاح حياته الشعرية.
في عام 1906، حصل كاردوتشي على جائزة نوبل في الأدب عن ديوانه "أغاني وإيقاعات"، الذي كتبه على مدار اثني عشر عامًا وضم قصائد عن النبل والبطولات. لكن هذا الإنجاز لم يكن مصدر فرح له، حيث أصابته "لعنة الجائزة"، وتوفي بعد عام واحد من نيله لها، في عام 1907.
ظهرت الأعمال الكاملة لكاردوتشي في عشرين جزءًا، وشملت مجموعات شعرية مشهورة مثل "أشعار جديدة" (1872) و"قصائد متوحشة" (1877). كما صدر بعد وفاته كتابان من إبداعاته النثرية بعنوان "نثر جوزويه كاردوتشي".
ساهم جوزيه كاردوتشي بشكل كبير في إرساء مجد الشعر الإيطالي الحديث، وحصوله على جائزة نوبل كان تكريمًا لهذه المكانة المرموقة التي احتلها في الأدب الإيطالي.