في مثل هذا اليوم، 27 يوليو من عام 1954، وُقعت اتفاقية الجلاء البريطاني عن مصر، وهي واحدة من الأحداث التاريخية الهامة التي شكلت مسار البلدين. وبهذا اليوم يصادف الاحتفال بالذكرى السبعين لتلك الاتفاقية التي تضمنت جلاء القوات البريطانية بالكامل من الأراضي المصرية خلال مدة لا تتجاوز 20 شهرًا من توقيع الاتفاقية.
توقيع اتفاقية الجلاء بين مصر و بريطانيا
في 19 أكتوبر 1954، تم توقيع الاتفاقية نهائيًا بين جمال عبد الناصر، رئيس وزراء مصر آنذاك، وأنتوني إيدن، وزير الدولة للشؤون الخارجية البريطاني. وبعد عدة مراحل، تم جلاء القوات البريطانية عن مصر، وأُرفع علم مصر في منطقة القناة في 18 يونيو 1956، وبهذا تنتهي فترة الاحتلال البريطاني التي استمرت 74 عامًا، بدءًا من عام 1883.
بعد إعلان تأميم قناة السويس، شهدت مصر العدوان الثلاثي، وقام الجيش والشعب المصري بمعركة كبرى حيث قاوموا ببسالة. في كتابه "كنت نائباً لرئيس المخابرات"، يوضح عبد الفتاح أبو الفضل أنه بداية من سبتمبر 1952، بدأت مصر الترتيب لمطالبة البريطانيين بجلاء قواتهم تمامًا من الأراضي المصرية. تم تنظيم مقاومة في قاعدة القناة، وصدرت قرارات بتشكيل حرس وطني للاستعداد لاستخدامه في المقاومة الشعبية ضد القاعدة. تم إنشاء مكتب خاص للمقاومة في إدارة المخابرات بالقاهرة، ضمَّ سعد عفرة وكمال رفعت وعبد المجيد فريد. وتضمن هذا المكتب قسمًا للمعلومات وآخر للعمليات، وتم نقله إلى مكتب المخابرات بالإسماعيلية بالتعاون مع الزميل عمر لطفي الذي كان يعمل بهذا المكتب قبل الثورة. ويذكر أبو الفضل العديد من العمليات البطولية التي تم تنفيذها في تلك الفترة.
وتنص ديباجة الاتفاقية على أنه بعد الاطلاع على الإعلان الدستوري الصادر في 10 فبراير سنة 1953، وعلى القانون رقم 637 لسنة 1954، بالموافقة على الاتفاق وملحقيه والخطابات المتبادلة الملحقة به والمحضر المتفق عليه، المعقود بين حكومة جمهورية مصر وحكومة المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى، وشمال أيرلندا، والموقع عليه بالقاهرة فى 19 أكتوبر سنة 1954، وبناء على ما عرضه وزير الخارجية، قرر:
مادة 1- يعمل اعتبارا من 19 أكتوبر سنة 1954 بالاتفاق وملحقيه والخطابات المتبادلة الملحقة به والمحضر المتفق عليه، المعقود بين حكومة جمهورية مصر، وحكومة المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى، وشمال أيرلندا والموقع عليه بالقاهرة فى 19 أكتوبر سنة 1954، والمرفق نصه".
ويقول الدكتور عاصم الدسوقي فى مقاله "يوم انتظره المصريون 74 عاما": "دخل عبد الناصر هذه المفاوضات مستندا إلى قوة العمل الفدائى، الذى استمر ضد معسكرات الإنجليز فى منطقة قناة السويس.