قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

عندما أمر القذافي بالتوجه نحو القاهرة.. قصة حرب الأيام الأربعة بين مصر وليبيا

×

غالبًا ما تترك الحروب الطويلة آثارًا عميقة في ذاكرة الناس، بينما تُنسى الحروب القصيرة في الأحيان، فقد يكون الكثيرون غير مدركين لها. تبرز حرب الأيام الأربعة بين ليبيا ومصر في عام 1977 كواحدة من تلك الصراعات التي لا تزال تثير اهتمام العديد من الباحثين. في ذلك الوقت، نظم آلاف المتظاهرين الليبيين مسيرة ضخمة نحو القاهرة بدعوة من زعيمهم معمر القذافي، بهدف إسقاط الحدود بين البلدين.

قبل اندلاع الحرب بعد فترة من الزمن، شهدت العلاقات بين ليبيا ومصر توترا كبيرا نتيجة للتقارب الذي حدث بين مصر وإسرائيل، والذي شمل زيارة الرئيس محمد أنور السادات إلى تل أبيب، مما أثار استياء الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي.

التوتر بين مصر وليبيا

التوتر بين البلدين بدأ عقب هجوم من قبل مواطنين ليبيين على الحدود المصرية، وردا على ذلك هدد القذافي بترحيل حوالي 250 ألف مصري مقيم في ليبيا إلى مصر.

في 20 يوليو 1977، دعا القذافي إلى مسيرة تحمل اسم "مسيرة نحو القاهرة"، بهدف إزالة الحدود التي اعتبرها عائقا أمام تقدم الشعوب العربية وسببا رئيسيا لتفككها.

رأى القذافي أن هذه الخطوة ستكسبه دعم الشعب المصري الذي كان منتقدا لسياسات السادات التصالحية مع إسرائيل.

تصاعدت الأحداث حيث تصدت قوات حرس الحدود المصري للمسيرة الليبية، واندلعت اشتباكات مسلحة بين القوات الليبية والمصرية، مما أدى إلى قصف مدني من جانب الليبيين ورد فعل من جانب القوات الجوية المصرية.

استمرت الاشتباكات بين الجانبين حتى نهاية يوم 23 يوليو/تموز، حيث بدأ تنفيذ وقف لإطلاق النار بوساطة جزائرية - فلسطينية.

منذ بداية الحرب، سعت الرئيس الجزائري حينها هواري بومدين ورئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات جاهدين لوقف النزاع، لكنهما لم ينجحا في ذلك حتى اليوم الرابع من الصراع. في هذا اليوم، تمكنا من إقناع زعيمي البلدين بأهمية وقف القتال، مما أدى إلى توقيع اتفاقية وقف إطلاق النار في 24 يوليو،ومع ذلك، لم ينقطع القتال فعليًا إلا حتى ساعات الصباح في اليوم التالي.

على الرغم من توقف القتال، استمر الخلاف بين البلدين ولم يتم تبادل الأسرى بينهما حتى نهاية شهر أغسطس، تم تعليق العلاقات بين البلدين لمدة 12 عامًا، وانتقل هذا التوتر إلى بقية الدول العربية التي انقسمت حيال هذه الأحداث. بينما أيدت بعض الدول مصر، اعتبرت الدول القومية أن التطبيع مع إسرائيل كان خيانة، مما أدى إلى مقاطعة مصر وتجميد عضويتها في جامعة الدول العربية.

في العام التالي 1978، وقع أنور السادات اتفاقية كامب ديفيد مع رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيغن، تلاها في عام 1979 توقيع معاهدة السلام مع إسرائيل.

بحسب تقرير لراديو BBC في ذلك الوقت، بلغت خسائر الجانب المصري نحو 100 جندي بين قتيل وجريح ونحو 7 طائرات، بينما بلغت خسائر الجانب الليبي 400 جندي بين قتيل وجريح ونحو 20 طائرة و60 دبابة و400 ناقلة عسكرية مدرعة.

ووفقًا لمصادر عسكرية، تسلل الجيش المصري إلى الأراضي الليبية وتقدم نحو 20 كيلومتر داخلها خلال 24 ساعة. في خطاب لأنور السادات يوم اتفاق وقف إطلاق النار، أقر بأن مصر احتلت أراضي ليبية لمدة 24 ساعة قبل الانسحاب، وهدد القذافي بتكرار هذه العملية إذا لزم الأمر.