كشف الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف السابق والأستاذ بجامعة الأزهر، عن صفتين يحبهما الله ورسوله، موضحًا أن الحلم والحياء صفتان يحبهما الله ورسوله.
صفتان يحبهما الله ورسوله ويقودان للجنة
وأوضح الوزير السابق من خلال صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”: «الحياء خير كله ، الحياء من شعب الإيمان ، حيث يقول (صلى الله عليه وسلم) :” الإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ ، فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإِيمَانِ” ، ويقول (صلى الله عليه وسلم) : ” إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلامِ النُّبُوَّةِ الأُولَى : إِذَا لَمْ تَسْتَح فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ”».
وعن سعيد بن زيد الأنصاريّ (رضي اللّه عنه) قال : إنّ رجلا قال يا رسول اللّه : أوصني , قال: “ أوصيك أن تستحيي من اللّه (عزّ وجلّ) كما تستحيي رجلا من صالحي قومك” , وعن أشجّ عبد القيس أنّه قال: قال لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: “إنّ فيك خلّتين يحبّهما اللّه عزّ وجلّ) ، قلت: ما هما؟ قال: “الحلم والحياء” , قلت أقديما كان فيّ أم حديثا؟ قال: بل قديما , قلت : الحمد للّه الّذي جبلني على خلّتين يحبّهما”.
وعن أنس (رضي اللّه عنه) قال : قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وسلّم) : “إنّ لكلّ دين خلقا وخلق الإسلام الحياء " ويقول رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وسلّم) : “ما كان الفحش في شيء قطّ إلّا شانه ، ولا كان الحياء في شيء قطّ إلّا زانه" , وكان سيدنا عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) يقول : من قلّ حياؤه قلّ ورعه، ومن قلّ ورعه مات قلبه ، وكان ابن مسعود (رضي الله عنه) يقول : من لا يستحيي من النّاس لا يستحيي من اللّه.
وكان الحسن البصري (رضي الله عنه) يقول : الحياء والتّكرّم خصلتان من خصال الخير، لم يكونا في عبد إلّا رفعه اللّه ، وذكر ابن عبد البرّ عن سيدنا سليمان (عليه السّلام) أنه كان يقول الحياء نظام الإيمان فإذا انحلّ النّظام ذهب ما فيه , وعن معبد الجهنيّ أنه قال : في قوله تعالى : “وَلِباسُ التَّقْوى ذلِكَ خَيْرٌ” , قال: لباس التّقوى الحياء , وقال الحسن: أربع من كنّ فيه كان كاملا ، ومن تعلّق بواحدة منهنّ كان من صالحي قومه : دين يرشده ، وعقل يسدّده ، وحسب يصونه ، وحياء يقوده , وقال الأصمعيّ: سمعت أعرابيّا يقول: من كساه الحياء ثوبه لم ير النّاس عيبه .
وشدد على أنه إذا كان خلق الإسلام الحياء فإن الحلم صنوه ومتمم أمره وهو من شيم الكرام ، وقد كان نبينا ( صلى الله عليه وسلم ) أعظم الناس حلما وحياء ، بعطي من حرمه ويعفو عمن ظلمه ويصل من قطعه ويحسن إلى من أساء إليه ، ولما قال له أحد أصحابه أوصني قال ( صلى الله عليه وسلم) : " لا تغضب" وقال ( صلى الله عليه وسلم) : "ليسَ الشَّديدُ بالصُّرَعَةِ ، إنَّما الشَّديدُ الَّذي يملِكُ نفسَه عندَ الغَضب"
فما أحوجنا إلى التأسي بأخلاقه ( صلى الله عليه وسلم) حلما وحياء وفي سائر مكارم الأخلاق.