قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

ما هو دعاء سيد الاستغفار؟.. فضائله كبيرة للمسلم

دعاء سيد الاستغفار
دعاء سيد الاستغفار
×

شرع الله- تعالى- للمسلم أن يردد دعاء سيد الاستغفار، ويعود إليه في كلّ وقتٍ، خاصّةً في الأوقات المستحبّة الّتي تكون في ختام الأعمال الصّالحة؛ لأنها تجبر النّقص الحاصل فيها، ومنها الاستغفار عندما ينتهي المسلم من صلاته، وكاستغفاره عند أداء فريضة الحجّ، ولكن أوجب الله- تعالى- على المسلم أن يستغفر إذا ارتكب أيًّا من المعاصي والآثام، وأفضل وقتٍ للاستغفار هو ما كان في وقت السّحر.

دعاء سيد الاستغفار

عَن شَدّادِ بنِ أَوْسٍ ‏"‏أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهُ‏:‏ «ألاَ أَدُلّكَ عَلَى سَيّدِ الاسْتِغْفَارِ‏؟‏ اللّهُمّ أَنْتَ رَبّي لاَ إِله إلاّ أَنْتَ خَلَقْتَنِي وَأنَا عَبْدُكَ وَأنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ أَعُوذُ بِكَ مِن شَرّ ما صَنَعْتُ وأَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيّ وأعتَرِفُ بِذُنُوبِي فاغْفِرْ لِي ذُنُوبي إنّهُ لا يَغْفِرُ الذّنُوبَ إلاّ أنْتَ‏، لاَ يَقُولُهَا أحَدُكُمْ حِينَ يُمْسِي فَيَأْتِي عَلَيْهِ قَدَرٌ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ إلاّ وَجَبَتْ لَهُ الجَنّةُ وَلاَ يَقُولُهَا حِينَ يُصْبِحُ فَيَأْتِي عَلَيْهِ قَدَرٌ قَبْلَ أنْ يُمْسِي إلاّ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنّةُ‏»، رواه الترمذى، حديثٌ حَسَنٌ.

وقال الإمام صفى الرحمن المباركفوري فى شرحه لجامع الترمذي، إن قول‏ النبى:‏ ‏«‏ ألاَ أَدُلّكَ عَلَى سَيّدِ الاسْتِغْفَارِ‏؟‏»،‏ قال الطيبي: لما كان هذا الدعاء جامعًا لمعاني التوبة كلها استعير له إسم السيد وهو في الأصل الرئيس الذي يقصد في الحوائج ويرجع إليه في الأمور، وقوله –صلى الله عليه وسلم- «‏خَلَقْتَنِي وَأنَا عَبْدُكَ»‏ هى بيان للتربية والتأدب مع الله تعالى، أي أنا مخلوقك ومملوكك.

فضل الاستغفار

الاستغفار له فضائل كثيرة، نذكر منها 13 فائدة، فهو طاعة لله -عز وجل-، ويكون سببًا لمغفرة الذنوب: كما قال تعالى: «فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا» [نوح:10]، ويكون أيضًا سببًا في نزول الأمطار، كما قال تعالى: «يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا» [نوح:11].

والاستغفار يكون سببًا بالإمداد بالأموال والبنين، كما قال تعالى: «وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ» [نوح:12]، وأيضًا يكون سببًا في دخول الجنات، كما قال تعالى: «وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ» [نوح:12]، ومن فوائد الاستغفار أيضًا أنه يزيد من قوة الإنسان، كما قال تعالى: «وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمْ» [هود:52].

ويكون الاستغفار سبب المتاع الحسن، كما في قول الله تعالى: «وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَىٰ أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ ۖ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ» [هود:3]، مضيفة: والاستفغار يدفع البلاء، كما في قوله تعالى: «وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ ۚ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ» [الأنفال:33].

والاستغفار يكون سببًا لإيتاء كل ذي فضل فضله، كما في قول الله تعالى: «وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعًا حَسَنًا إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ». [هود:3]، والعباد أحوج ما يكونون إلى الاستغفار، لأنهم يخطئون بالليل والنهار، فإذا استغفروا الله غفر لهم، والاستغفار يكون سببًا لنزول الرحمة، كما قال تعالى: «وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ قَالَ يَا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ ۖ لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ» [النمل:45 /46].

ويعد الاستغفار بمثابة كفارة للمجلس، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم-: «مَنْ جَلَسَ في مَجْلس فَكثُرَ فيهِ لَغطُهُ فقال قَبْلَ أنْ يَقُومَ منْ مجلْسه ذلك: سبْحانَك اللَّهُمّ وبحَمْدكَ أشْهدُ أنْ لا إله إلا أنْت أسْتغْفِركَ وَأتَوبُ إليْك: إلا غُفِرَ لَهُ ماَ كان َ في مجلسه ذلكَ» رواه الترمذي.

كما أن الاستغفار تأسٍ بسُنة النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ فكان -عليه الصلاة والسلام- يستغفر الله في المجلس الواحد سبعين مرة، وفي رواية: مائة مرة، فعَنْ الْأَغَرِّ الْمُزَنِيِّ -رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ فِي الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ» رواه مسلم، وقَالَ أَبُوهُرَيْرَةَ -رضي الله عنه-: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «وَاللَّهِ إِنِّي لاَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ فِي الْيَوْمِ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّةً» رواه البخاري.

ومن فضله، رفع البلاء بالاستغفار ، فقد ورد أن من أسباب رفع البلاء كثرةُ الاستغفار؛ حيث قال الله تعالى: «وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ»، فكان الاستغفار أمانًا من وقوع العذاب حتى بعد انعقاد أسبابه.