قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، إن الله عز وجل يقول تعالى : {وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ} [هود: 3]، أُمرنا حتى نفتح الباب أن نبدأ بالاستغفار، ولكن الغريب أن يقول: {ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ} فما الفرق بين الاستغفار وبين التوبة؟.
الاستغفار هو نوعٌ من أنواع الدعاء؛ لكن التوبة هي نوعٌ من أنواع الانقلاع عن الذنب، الاستغفار: استعانة بالله، الاستغفار: نوعٌ من أنواع العبادة. {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} استئذان؛ يا رب اغفر لي فإنني لا أهتدي ولا أقدر على نفسي إِلَّا إذا غفرت لي.
واللهُ سبحانه وتعالى يستجيب لدعاء الناس، فيغفر لهم، ثم إنه يبقى على ذنبه؛ ولذلك من شروط التوبة: الإقلاع عن الذنب، ارتكبت الذنب أمس؛ ولكنني ما زلت مستمرًا عليه اليوم.
فالاستغفار فتح للأبواب؛ لكن الآن وقد فُتِحَ الباب رفضت أن أدخل، فاللهُ سبحانه وتعالى غفر لي ما قد مضى، ولكن: {وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا} لكنني أصررتُ على ما فعلت.
فالاستغفار حينئذٍ تراه الملائكة وكأنه نوع من أنواع الاستهزاء بالله -والعياذ بالله تعالى- ، كيف تطلب منه فتح الباب، ثم ترفض عندما يفتحه لك !.
إذن الاستغفار يكون لفتح الباب، والتوبة لابد أن تتلوه بترك المعاصي، والإقلاع عنها.
فمن شروط التوبة: الندم على ما فات، والعزم على أَلَّا يفعل ذلك فيما بعد.
وقالوا أيضًا أن الفرق بين الاستغفار والتوبة هو : أن الاستغفار يتعلَّق بالذنوب العقدية، والتوبة تتعلَّق بالذنوب العملية السلوكية. وقالوا غير ذلك.
ولكن هذا الحال الذي أرشدنا إليه اللهُ سبحانه وتعالى فيه أنه يجب علينا أن نكثر الاستغفار باللسان، ومعه القلب، وأن نبتعد عن المعاصي بجوارحنا مع ندمٍ قلبي على الذنوب.