بينت دار الإفتاء المصرية المقصود بالماء في قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «الْمُسْلِمُونَ شُرَكَاءُ فِي ثَلَاثٍ: فِي الْكَلَإِ، وَالْمَاءِ، وَالنَّارِ».
المقصود بالماء في قول النبي: «المسلمون شركاء في ثلاث»
وقالت إن الماء في الحديث السابق، هو الماء المطلق عن الحرز؛ كماء العيون والآبار والأنهار، لا الماء المُقَيَّد بحرز والمعالج بتقنيات ووسائل مُكَلِّفة؛ كشبكات ومحطات المعالجة والتحلية والتنقية التي تتكلّف مبالغ طائلة في إقامتها وصيانتها حتى تضمن مناسبة الماء للاستخدام الإنساني، حتى فرضت الدولة الرسوم المالية مقابل الانتفاع بخدمة توصيل المياه مع مراعاة تقديم الدعم المناسب لعموم أفراد المجتمع، حتى لا يكون هناك ضرر عائد على المواطنين ولا على الشركات.
قال العلامة البيضاوي في "تحفة الأبرار شرح مصابيح السنة" (2/ 300، ط. وزارة الأوقاف): [والمراد بـ(الماء): المياه التي لم تحدث باستنباط أحد وسعيه؛ كماء القنى والآبار، ولم يحرز في إناء، أو بركة، أو جدول مأخوذ من النهر] اهـ.
وجاء في "المفاتيح في شرح المصابيح" (3/ 508، ط. وزارة الأوقاف الكويتية): [يعني: الماء الذي يجري في نهرٍ ليس ملكًا لأحد، أو في عينٍ مباحة] اهـ.
وقال العلامة بدر الدين العيني في "عمدة القاري" (12/ 190، ط. دار إحياء التراث): [والمراد: شركة إباحة لا شركة ملك، فمَن سبق إلى أخذ شيء منه في وعاء أو غيره وأحرزه فهو أحق به، وهو ملكه دون سواه] اه
مترادفات المطر في القرآن ومعانيها
وردت كلمة «صيب» بمعنى المطر الكثير في سورة البقرة. قال تعالى: )أو كصيب من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق) الآية 19. كما وردت كلمة «وابل» وهو المطر الشديد ثلاث مرات في سورة «البقرة» قال تعالى: (فمثله كمثل صفوان عليه تراب فأصابه وابل فتركه صلدا) الآية 263، وقال: (كمثل جنة بربوة أصابها وابل فآتت أكلها ضعفين فإن لم يصبها وابل فطل) الآية 265.
كما وردت كلمة «الودق» بمعنى المطر مرتين في سورة «النور» الآية 43، وفي سورة «الروم» الآية 48 حيث يقول الحق سبحانه في السورتين: (فترى الودق يخرج من خلاله) أي فترى المطر يخرج من بين ذلك السحاب. ومن الآيات التي تعرضت لنزول المطر وهي مذكورة في سورة النحل قوله تعالى: هو الذي أنزل من السماء ماء لكم منه شراب فيه تسيمون ينبت لكم من الزرع والزيتون والنخيل والأعناب ومن كل الثمرات إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون الآية 10.
قال ابن كثير: «لما ذكر الله تعالى ما أنعم به عليهم من الأنعام والدواب، شرع في ذكر نعمته عليهم بإنزال المطر من السماء – وهو العلو – بما لهم فيه بلغة ومتاع لهم ولأنعامهم فقال: (لكم منه شراب) أي جعله عذبا زلالا يسوغ لكم شرابه، ولم يجعله عذبا زلالا يسوغ لكم شرابه، ولم يجعله ملحا أجاجا. (ومنه شجر فيه تسيمون) أي وأخرج لكم منه شجرا ترعون فيه أنعامكم، (وينبت لكم به الزرع والزيتون والنخيل والأعناب ومن كل الثمرات) أن يخرجها لكم من الأرض بهذا الماء الواحد على اختلاف (غير مفهومة) وطعومها وألوانها وروائحها وأشكالها، ولهذا قال: (إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون) أي دلالة وحجة على أنه لا إله إلا هو، كما في آية أخرى: (أمن خلق السموات والأرض به حدائق ذات بهجة ما كان لكم أن تنبتوا شجرها أإله مع الله مع الله بل هم قوم يعدلون) الآية 60. من سورة «النمل» أي أن الله تعالى هو الذي خلق السموات في ارتفاعها وصفائها، وما جعل فيها من الكواكب النيرة والنجوم الزاهرة والأفلاك الدائرة، وخلق الأرض وما فيها من الجبال والسهول والأوعار، والفيافي والقفار، والزروع والأشجار والثمار، والحيوانات والبحار، وأنزل لكم من السماء ماء رزقا للعباد، فأنبت فيها حدائق ذات منظر جميل وشكل بهي، ما كان لكم أيها العباد أن تقدروا على إنبات أشجارها، وإنما يقدر على ذلك الخالق الرازق وحده لا شريك له.