قال الدكتور علي فخر، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إنه ينبغي علينا كآباء وأمهات أن نعترف بأنه عندما يختار ابننا أو ابنتنا شريك حياتهم ، فإنهم يجب أن ننصحهم ونوجههم حول ما إذا كان هذا الاختيار مناسب أم لا، ولكن إذا أصروا وكان الشريك المختار لديهم الكفاءة اللازمة، فلماذا نفرض رأينا الشخصي؟.
وصية أم عارضتها ابنتها وتزوجت من تحب
وأوضح “ فخر” في إجابته عن سؤال : والدتى حرمتنى من الميراث وطلبت من أخواتى لا يعطونى حقى، علشان كان متقدم لى حد وهى رفضته، وقولت لها ده شخص كويس، قالت لو هتتزوجيه هحرمك من الميراث، وتزوجته وهو شخص محترم، وأمى حرمانى أخد حقى من 15 سنة؟، أن ابننا أو ابنتنا هم من سيعيشون هذه الحياة، ونحن يمكن أن نقدم النصيحة فقط".
وأضاف أنه إذا كان الشخص غير كفء، فبالطبع يمكننا أن نقول لا، لكن إذا كان كفء ولكن ليس بالمستوى الذي نتمناه، فهذا رأي شخصي، قد يكون ما أراه ثقيلاً بالنسبة لي، لكن قد يكون خفيفاً بالنسبة لابنتي، ألا يمكن لأحد أن يحكم على حياة ابني أو ابنتي؟ فهم سيعيشون هذه الحياة طول عمرهم.
الحرمان من الميراث بوصية
وتابع: لذا دورنا كوالدين هو النصح، ما لم يكن هناك ضرر حقيقي، إذا كان هناك ضرر حقيقي، فقد يكون من الممكن أن نتدخل، ولكن إذا لم يكن هناك ضرر حقيقي، فكل ما نفعله هو تقديم وجهات نظرنا، منوهًا بأنه إذا كانت الأم منعت ابنتها من شيء لبعض الوقت.
واستطرد: فقد يكون من المناسب أن تختبر الأمر وتعطي فرصة للزمن لتتغير الأمور، بعد 15 عامًا، إذا كان الشخص يعيش حياة جيدة وراضية، فلماذا لا تستعيد ابنتها حقها؟، فهذه وصية محرمة ومن ينفذها يعتبر آثم، والمفروض أولادها يقولوا لها يا أمى اتقى الله فى ابنتك".
حكم عصيان الوالدين في الزواج
وأفاد الشيخ محمد عبد السميع، أمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، بأن الإسلام أمر ببر الوالدين وحُسن صُحبتهما وإن كانا مُشركين، متجاوزًا في ذلك مسألة الإيمان.
وأجاب “عبد السميع” عن سؤال : "ما حكم عصيان الوالدين في الزواج؟"، بأنه إذا كنا فى حالة خطبة فينبغي على الخاطب والمخطوبة أن يراعيا قصد الوالدين ولا يتصرفا إلا بقصدهما، فإذا كانا أقدما على مرحلة الزواج وجاء نصح الأم أو الأب بعد كتب الكتاب فلا يطاعا فى هذا الأمر بالتحديد لأنهما أصبحا متزوجين، وللعلماء قاعدة فى ذلك "أنه ليس من الحقوق عقوق"، أى من حق الشاب والفتاة أن يكونا متزوجين فليس فى ممارسة حقهما عقوق للوالدين.
وأشار إلى أنه إذا نصح الوالدين أولادهما بعدم الارتباط من هذا الشخص فيؤخذ بمشورتهما ولكن هذا يكون قبل الخطبة أو بعدها، أما بعد الزواج فلا يسمع بكلامهما، فإذا تزوج الشاب فلا يطلق زوجته بناءً على كلام والديه فهذا ليس من البر كذلك مع الفتاة إذا تزوجت فلا تطلب الطلاق من زوجها إذا حرضها والداها على ذلك.
ونبه الدكتور محمود شلبي، أمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء، في إجابته عن سؤال: «هل عدم موافقة والد الشاب على زواجه من فتاة فيه إثم، خاصة أنهم اختاروا له فتاة أخرى وقالوا له تحرم علينا لو لم تتزوجها؟"، إلى أن الزواج حق للولد ورفضه الزوجة التي اختارها له أهله ليس عقوقًا للوالدين، فالحقوق ليس فيها عقوق، وليس عليه إثم في عدم الزواج من الفتاة التي اختاروها له، ولكن لا ينبغي على الشاب أن يقاطع والديه تمامًا بسبب ذلك.
وأكد أنه لا يجب على الولد طاعة والديه في الزواج من الفتاة التي لا يرغب بها، كي لا يقصر في حقها، ولا يستأنس بها، ولكن يجب عليه أن يحسن الاعتذار إليهما، والتخلص من أمرهما، ناصحًا الوالدين بأن لا يجبرا ابنهما على الزواج ممن لا يرغب فيها، كي لا يؤدي ذلك إلى مفاسد تلحق بالأسرة الجديدة.
وجاء في "كشاف القناع" (5/8) من كتب الحنابلة: "ليس لأبويه إلزامه بنكاح من لا يريد نكاحها له، لعدم حصول الغرض بها، فلا يكون عاقا بمخالفتهما في ذلك، كأكل ما لا يريد أكله".