قال الدكتور أبو اليزيد سلامة، من علماء الأزهر الشريف، إن لنا في سيدنا النبي محمد- صلى الله عليه وسلم- أسوة حسنة في التعامل مع أزواجنا وزوجاتنا، محذرًا من التعامل بجفاء بين الأزواج.
كيف تستقبل الزوجة زوجها العائد من العمل
وأكد “ سلامة ”، ضرورة أن يكون بين الزوجين جبر خاطر فى كل تصرفاتهما، كما تعلمنا من سيرة سيدنا النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، فعندما يعود الزوج إلى بيته مكفهرًا ومتعبًا، حزينا ومهزوما بسبب مشكلة كبيرة في العمل؛ كيف تستقبله زوجته؟.
وأضاف: أنظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم مع السيدة خديجة عندما رجع إليها، النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول 'زملوني، زملوني'، أترون كيف كبرت السيدة خديجة - رضي الله تعالى عنها- في قلب النبي صلى الله عليه وسلم- هي قالت له الكلمة التي يجب على كل زوجة أن تقولها لزوجها: 'والله لا يخزيك الله أبدًا'.
وتابع: “انظر إلى الكلمات والمعاني والتعبيرات، كلها ”والله لا يخزيك أبدًا'، أنك تصل الرحم وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقر الضيف وتعين على نوائب الحق، تعدد له -صلى الله عليه وسلم - الأخلاق الحميدة التي كانت عليه قبل الإسلام، ليكون في هذه الأخلاق دليل على أن الله عز وجل سيرعاه.
وأشار إلى أنه يمكن القول بأن جبر الخواطر طريق لعناية الله سبحانه وتعالى في الحياة، بمعنى أنه عندما تجد الزوجة زوجها متعب فلا داعي أن تسأله “ ماذا بك؟” وماذا حدث لك ؟، ولا “ ماذا تفعل من الأساس؟” ، وكذلك ينبغي على الزوج عندما تشتكي له الزوجة من متاعب الحياة ، ألا يقول لها أنت دائمًا متعبة ، منذ أن أحضرتك إلى بيتي واتخذتك زوجة وأنتي دائمًا مريضة ومجهدة ، ولكن عليه مواساتها وجبر خاطرها.
حقوق وواجبات الزوجين
ورد أن مما يعزز السعادة، ويعمق الاستقرار في الزواج فهم الحقوق والواجبات وحدود المسؤوليات بين الزوجين والمعاشرة بينهما بالمعروف، وتبادل الاحترام والمودة والرحمة، فالبيت الذي يشع بالإيمان، ويظلله الدين، ويضاء بالطاعة بيت يخرج نباته طيب بإذن ربه ولو بعد حين.
وقال الله- تعالى-: (ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)، فالبركة إذا حلت في البيوت والأسرة والحياة، ترادف الخير، ونفر الشيطان منها، موضحاً أن أهم أسبابها قراءة القران، وإحياء ذكر الله والصلاة، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا دخل الرجل بيته، فذكر الله عند دخوله وعند طعامه، قال الشيطان: لا مبيت لكم، ولا عشاء» رواه مسلم.
وورد أنه مما يقرب الأرواح، ويقوي أواصر المحبة بين الأزواج، المعاشرة بالمعروف، فهي قاعدة في أسلوب الحياة، ومنهج تعامل في الحياة الزوجية، قال تعالى: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ)، وحسن العشرة: تكون بطيب القول، وحسن الفعل، والتلطف في المعاملة، وتوسيع النفقة، ولين الجانب، وإدخال السرور، والعفو والتسامح، وضبط النفس، والتحكم في الغضب.
وجاء أن من المعاشرة بالمعروف حفظ الأسرار، وستر الخلافات، والابتعاد عن التجسس وكل ما يفضي إليه، وعدم البحث في العيوب، وتتبع العورات وكشف المستور، مورد قوله عليه الصلاة والسلام (إني لم أومر أن أنقب عن قلوب الناس ولا أشق بطونهم) رواه البخاري ومسلم، وينبغي الحذر من سوء الظن بين الزوجين، فهو من آفات الحياة الزوجية الذي يفضي إلى الاتهام بغير بيّنة.
وينبغي على الأزواج الرقي في المعاملة، وتعلم فن التغافل، وعدم الإيغال في تفاصيل الأمور الصغائر، والترفع عن سفاسف الأمور وتتبع السقطات، فالحياة الزوجية قد تواجه بعض التحديات والخلافات التي تكدر صفوها، لكن العقلاء من الأزواج يجلسون على مائدة الحوار، يفندون المشكلات، ويغلبون مصلحة استقرار الأسرة وبقاء العشرة، ويتجردون من آفات حظوظ النفس.