هل يجوز تخصيص يوم الجمعة لزيارة القبور؟ سؤال يشغل ذهن كثير من المسلمين مع دخول ثاني جمعة من العام الهجري الجديد وثاني الجمع في شهر المحرم 1446، وفي السطور التالية نوضح حكم زيارة القبور يوم الجمعة وماذا يقال للميت من دعاء؟
هل يجوز تخصيص يوم الجمعة لزيارة القبور؟
أجاب الدكتور حسن اليداك، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على سؤال متصلة حول:"هل يمكن للزوجة أو لأي شخص آخر بعد وفاة شريكها أو أحد من أقاربها أن يستفيد من قراءة القرآن الكريم؟ هل يمكن للصدقات التي يتم جمعها شهريًا أن تصل لهم؟ هل تعتبر زيارة القبور جزءًا من البر؟".
وقال أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال فتوى اليوم الخميس: "الصدقات الجارية متنوعة جدًا، وكل شخص يجتهد حسب استطاعته.. هناك من يتبرع بالمال، وهناك من يؤسس وديعة بنكية ويتبرع بريعها للفقراء، وهناك من يشيد بيوتًا للأيتام أو مدارس أو يساهم في بناء مساجد أو بناء أسقف للمنازل أو نظم المياه والكهرباء.. هذه أمور متعددة جدًا ومتنوعة جدًا، وتستحدث باستحداث الزمان".
وتابع: "أما بالنسبة لزيارة القبور، فإذا نظرنا إلى حياة سيدنا النبي محمد صلى الله عليه وسلم، نرى أن السيدة آمنة، أم سيدنا النبي، توفيت أثناء عودتها من عند أخوال النبي، وسيدنا النبي صلى الله عليه وسلم، زارها في قبرها بالمدينة المنورة، فالزيارة إلى قبور الأقارب والأحباب بعد وفاتهم تعتبر جزءًا من البر وهي مقبولة دينًا، إن سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم كان يحرص على الزيارة خاصة في كل يوم سبت لمن فقدوا من الأموات.
زيارة المقابر يوم الجمعة
جاء في الشرع استحبابُ زيارة المقابر في بعض الأيام التي اختصها الله تعالى بمزيد من الأفضلية؛ لما في الزيارة فيها من وافر الثواب وجزيل العطاء، وقبول الدعاء؛ كيوم الجمعة.
فقد تواردت النصوص أنَّ مَن زار قبر أبويه كلّ جمعة غُفِرَ له وكُتبَ بارًّا:
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ زَارَ قَبْرَ أَبَوَيْهِ أَوْ أَحَدِهِمَا فِي كُلِّ جُمُعَةٍ غُفِرَ لَهُ، وَكُتِبَ بَرًّا» أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط".
وعن ابن عيينة عن جعفر بن محمد، عن أبيه قال: "كَانَت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تَزُورُ قَبْرَ حَمْزَةَ كُلَّ جُمُعَةٍ" أخرجه عبد الرزاق الصنعاني في "المصنف".
قال العلامة ابن عابدين الحنفي في حاشيته "رد المحتار على الدر المختار" (2/ 242، ط. دار الفكر): [(قوله: وبزيارة القبور): أي لا بأس بها، بل تندب.. وتُزَار في كل أسبوع كما في "مختارات النوازل". قال في "شرح لباب المناسك": إلا أنَّ الأفضل يوم الجمعة والسبت والاثنين والخميس، فقد قال محمد بن واسع: الموتى يعلمون بزوارهم يوم الجمعة ويومًا قبله ويومًا بعده، فتحصل أن يوم الجمعة أفضل] اهـ.
وقال الشيخ العدوي المالكي في "حاشيته على شرح مختصر خليل" (2/ 135، ط. دار الفكر): [(قوله: أو في التعيين كيوم الجمعة) انظره مع ما ورد عنه صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ زَارَ قَبْرَ أَبَوَيْهِ كُلِّ جُمُعَةٍ غُفِرَ لَهُ، وَكُتِبَ بَرًّا»، وعن بعضهم أنَّ الموتى يعلمون بزوارهم يوم الجمعة ويومًا قبله ويومًا بعده، وعن بعضهم: عشية الخميس ويوم الجمعة ويوم السبت إلى طلوع الشمس. قال القرطبي: ولذلك يستحب زيارة القبور ليلة الجمعة ويومها وبكرة يوم السبت فيما ذكر العلماء، لكن ذكر في "البيان": قد جاء أنَّ الأرواح بأفنية القبور، وأنها تطلع برؤيتها، وأن أكثر اطلاعها يوم الخميس والجمعة وليلة السبت. (أقول): ويمكن الجواب عن الشارح بأنه عبر بالتعيين، فحاصل كلامه: أنَّ يوم الجمعة لا يتعين للزيارة فيه، إلا أنه وإن كان لا يتعين إلا أنه أفضل من غيره] اهـ.
دعاء للميت ليلة الجمعة ويومها بالجنة
- اللهم في يوم الجمعة ارحم الأنفس الطيبة التي انتقلت إلى جوارك واغفر لهم ووسع لهم بقبورهم واجمعنا بهم بجناتك واجبر قلبنا بعدهم.
- اللهم ارحم من عجز عقلي عن استيعاب فراقه ويؤلمني قلبي عند ترديد دعاء الميت له يا رب ارحمه.
- يا رب ارحمنا إذا اشتدت الكربات، وتوالت الحسرات، وأطبقت الروعات، وفاضت العبرات، وتكشفت العورات، وتعطلت القوى والقدرات.
- اللهم ارحمنا إذا حملنا على الأعناق، وبلغت التراق، وقيل من راق، وظن أنه الفراق، والتفت الساق بالساق، إليك يا ربنا يومئذٍ المساق.
- اللهم ارحمه فإنه كان مسلمًا، واغفر له فإنه كان مؤمنًا، وأدخله الجنة فإنه كان بنبيك مصدقًا، وسامحه فإنه كان لكتابك مرتلًا.
- يا رب إنه في ذمتك وحبل جوارك، فقه فتنة القبر، وعذاب النار، وأنت أهل الوفاء والحق، فاغفر له وارحمه، إنك أنت الغفور الرحيم.
- اللهمّ أعذه من عذاب القبر، وجفاف ِالأرض عن جنبيها. اللهمّ املأ قبره بالرّضا، والنّور، والفسحة، والسّرور.
- اللهمّ إنّه في ذمّتك وحبل جوارك، فقِهِ فتنة القبر، وعذاب النّار، وأنت أهل الوفاء والحقّ، فاغفر له وارحمه، إنّك أنت الغفور الرّحيم.
- اللهمّ بشّره بقولك «كلوا واشربوا هنيئًا بما أسلفتم في الأيّام الخالية».
- اللهمّ لا نزكّيه عليك، ولكنّا نحسبه أنّه آمن وعمل صالحًا، فاجعل له جنّتين ذواتي أفنان، بحقّ قولك: «ولمن خاف مقام ربّه جنّتان».
- اللهمّ إنّه صبر على البلاء فلم يجزع، فامنحه درجة الصّابرين، الذين يوفّون أجورهم بغير حساب، فإنّك القائل «إنّما يوفّى الصّابرون أجرهم بغير حساب».