لاشك أن ما يطرح السؤال عن هل يجب صيام تاسوعاء وعاشوراء معا؟ هو فضله العظيم مع ارتفاع درجات الحرارة، وتلك الأجواء الصيفية الحارة التي يصعب معها تحمل الصيام ليوم آخر مع عاشوراء ، ولعل هذا ما يطرح أهمية معرفة هل يجب صيام تاسوعاء وعاشوراء معا ؟، خاصة وأن صيام تاسوعاء وعاشوراء يعد إحدى الوصايا النبوية، التي حرص عليها رسول الله -صلى الله عليه وسلم - بل وأوصانا باغتنام فضله العظيم، لكن يظل السؤال : هل يجب صيام تاسوعاء وعاشوراءمعا ؟، من الأمور المطروحة والخفية عن البعض، خاصة وأنه يُستحب فيه الصيام اتباعًا لسنة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، لكي ينال المسلم الأجر والثواب عند صيامه حيث يكفّر الله تعالى ذنوب السنة الماضية عند صيام يوم عاشوراء .
هل يجب صيام تاسوعاء وعاشوراء معا
قالت دار الإفتاء المصرية، إنه يستحب صوم يوم التاسع من شهر المحرم مع يوم عاشوراء ، ومن ثم لا يجب صيام تاسوعاء وعاشوراء معا ، وإنما يجوز صيام يوم عاشوراء منفردًا، أي: بدون صوم يوم قبله، ولا حَرَج في ذلك شرعًا؛ لأنه لم يَرِد نهي عن صومه منفردًا.
وأوضحت “ الإفتاء ” في إجابتها عن سؤال : هل يجب صيام تاسوعاء وعاشوراء معا ؟، أن السبب في استحباب صيام تاسوعاء وعاشوراء معا هو ما ورد عن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، قال: حِينَ صَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهُ يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ: «فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ إِنْ شَاءَ اللهُ صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ» قَالَ: فَلَمْ يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ. (رواه مسلم).
وذكر العلماء؛ أن سبب صيام تاسوعاء قبل عاشوراء ، أولًا: أن المراد منه مخالفة اليهود في اقتصارهم على العاشر، ثانيًا: أن المراد وصل يوم عاشوراء بصوم، ثالثًا: الاحتياط في صوم العاشر خشية نقص الهلال ووقوع غلط، فيكون التاسع في العدد هو العاشر في نفس الأمر.
و ورد أنه كان السّبب الرّئيسي وراء تشريع صيام يوم عاشوراء هو أنّ الله سبحانه وتعالى قد نجّى فيه سيّدنا موسى عليه السّلام وقومه بني إسرائيل من بطش فرعون وملئه، فقد روى البخاري ومسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (قدم النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء، فقال: ما هذا؟ قالوا: هذا يوم صالح، هذا يوم نجّى الله بني إسرائيل من عدوّهم، فصامه موسى - عند مسلم شكرًا - فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: فأنا أحقّ بموسى منكم، فصامه وأمر بصيامه).
وورد عن عائشة رضي الله عنها قالت: (كان يوم عاشوراء يومًا تصومه قريش في الجاهلية، وكان رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - يصومه، فلمّا قدم المدينة صامه، وأمر النّاس بصيامه، فلمّا فرض رمضان قال: من شاء صامه ومن شاء تركه) رواه البخاري ومسلم، وعن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - يقول: (إنّ هذا يوم عاشوراء، ولم يكتب عليكم صيامه، وأنا صائم فمن شاء صام، ومن شاء فليفطر) رواه البخاري ومسلم .
وجاء أنه من المستحبّ أن يصوم المسلم اليوم التّاسع مع اليوم العاشر من محرّم، وذلك لما ثبت في الحديث عن ابن عباس رضي الله عنه قال: (لمّا صام رسول الله يوم عاشوراء، وأمر بصيامه، قالوا: يا رسول الله، إنّه يوم تعظمه اليهود والنّصارى، فقال: إذا كان عام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع، قال: فلم يأت العام المقبل حتّى توفّي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم) رواه مسلم.
متىصيام تاسوعاء وعاشوراء 2024
حسمت دار الإفتاء مسألةمتى صيام تاسوعاء وعاشوراء 2024 ؟، حيث إنها في يوم الجمعة قبل الماضي استطلعت دار الإفتاء المصرية من خلال لجانها الشرعية المنتشرة في مختلف أنحاء الجمهورية هلال شهر المحرم لعام 1446 هجريا، وأوضحت أن الأحد الموافق 7 يوليو 2024 م، غرة شهر المحرم وبداية العام الهجري الجديد، وبناء عليه فإنه عن متى صيام تاسوعاء وعاشوراء 2024 ؟، يوافق اليوم الإثنين اليوم التاسع من محرم 1446هـ، وهو ما يُطلق عليه تاسوعاء، والذي أخبرنا عنه رسول الله –صلى الله عليه وسلم – أنه كان ينوي صومه مععاشوراءالذي حرص عليه وأوصانا به لولا وفاته في عامه المقبل، وغدًا الثلاثاء هو العاشر من شهر المحرم الهجري وهو عاشوراء.
متى صيام يوم عاشوراء
متى صيام يوم عاشوراء أو بصيغة أدق متى يوم عاشوراء ،اختلف العلماء في تحديديومعاشوراء والراجح من أقوال العلماء أنه يوم العاشر من شهر محرم، وهذا قول جمهور علماء، وذكر الإمام النووي أن «عاشوراء وتاسوعاء اسمان ممدودان، هذا هو المشهور في كتب اللغة قال أصحابنا: عاشوراء هو اليوم العاشر من المحرم، وتاسوعاء هو التاسع منه هذا مذهبنا، وبه قال جمهور العلماء، وهو ظاهر الأحاديث ومقتضى إطلاق اللفظ، وهو المعروف عند أهل اللغة».
صيام تاسوعاء
يستحب صيام يوم التاسع تاسوعاء والعاشر عاشوراء من شهر المحرم، لما روي عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «صُومُوا يَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَخَالِفُوا فِيهِ الْيَهُودَ، صُومُوا قَبْلَهُ يَوْمًا أَوْ بَعْدَهُ يَوْمًا»، وذلك لما روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «إذا كان العام المقبل -إن شاء الله- صمنا اليوم التاسع».
فضل صيام تاسوعاء
ورد فضل صيام يوم تاسوعاء أن صيام تاسوعاء قبل يوم عاشوراء سُنة أيضًا، فعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لَمَّا صام يوم عاشوراء قيل له: إن اليهود والنصارى تعظمه، فقال: «فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ إِنْ شَاءَ اللهُ صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ»، قَالَ ابن عباس: فَلَمْ يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ. أخرجه مسلم في "صحيحه".
فضل صيام يوم عاشوراء
ورد في فضل صيام يوم عاشوراء أن له فضل عظيم وحرمة قديمة وصومه لفضله كان معروفًا بين الأنبياء عليهم السلام، وقد صام نوح وموسى عليهما السلام يوم عاشوراء، فقد جاء عن أبى هريرة - رضى الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «يوم عاشوراء كانت تصومه الأنبياء، فصوموه أنتم»، وعن السيدة عائشة رضي الله عنها: «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم عاشوراء» أخرجه مسلم في "صحيحه".
وروى أبو قتادة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ، وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ» أخرجه مسلم في "صحيحه".