قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

متحدث جبهة الإنقاذ السابق في حواره لـ صدى البلد: الإخوان حاولوا قطع يدي اليسرى والجيش أنقذ مصر من حرب أهلية في 30 يونيو

خالد داود المتحدث السابق باسم جبهة الإنقاذ
خالد داود المتحدث السابق باسم جبهة الإنقاذ
×

خالد داود لـ صدى البلد:

- أهم مكاسب 30 يونيو عودة الشعور بالأمان وانتهاء فترة المواجهة مع الجماعات الإرهابية

- جبهة الإنقاذ تشكلت بعد تراجع الإخوان عن مبادئ ثورة 25 يناير وإلحاق الضرر بها

- الإخوان تركوا آثارا سلبية طويلة المدى فيما يتعلق بمستقبل الديمقراطية واستعداد الشعب لتقبلها

- الإخوان دفعوا مصر لحرب أهلية.. ولم يكن هناك بُد من تدخل القوات المسلحة لإنهاء حالة الفوضى

- أحد أنصار جماعة الإخوان حلول قطعي يدي اليسري في واقعة الاعتداء علي في أكتوبر 2013

- الجماعة اتسمت باستسهال عملية سفك الدماء وتصفية الخلافات مع المعارضين عبر الوسائل العنيفة

- حزب النور رفض استغلال الدين كأداة سياسية

- الحوار الوطني يملك إحياء تحالف 30 يونيو من جديد

أكد الكاتب الصحفي خالد داود، المتحدث باسم جبهة الإنقاذ -فترة حكم الإخوان- أن جماعة الإخوان ارتكبوا أخطاء ضخمة جدا لا تغتفر في حق مصر وثورة 25 يناير، قبل أن تتدخل القوات المسلحة لاستعادة الأمن والاستقرار في البلد، وهو الموقف نفسه الذي أخذه الجيش في 25 يناير عندما تصاعدت المعارضة للرئيس الأسبق محمد حسني مبارك.

وكشف "داود" - في حوار خاص لموقع صدى البلد - عن تفاصيل تعرضه للاعتداء في 4 من شهر أكتوبر 2013، حينما حاول أحد المنتمين لجماعة الإخوان قطع يده اليسرى، موضحا أن هذا الموقف يكشف إلى أي مدى استهتار تلك الجماعة بأرواح البشر وبحقهم في الحياة رغم أن الخلاف القائم حينها هو خلاف سياسي، وبالتالي لم يكن هناك أي مبرر لاسترخاص الدم والسعي لقتل المعارضين لهم.

وإلى نص الحوار..

بعد 11 عام مرت على 30 يونيو.. ماذا تحقق المصري والمصريين؟.

بداية، أهم شيء تحقق هو إنجاز بنسبة مرتفعة بالشعور بالأمان وانتهاء فترة المواجهة مع الجماعات الإرهابية خاصة في شمال سيناء، إضافة إلى العديد من الإنجازات التي أحرزتها مصر على مستوى البنية التحتية والطرق، وإن كانت هناك تحفظات الجانب المتعلق بلتبعات الاقتصادية والأزمات التي سببتها التركيز المطلق على تلك المشروعات الاقتصادية الضخمة.

بعد تلك المدة أيضا.. بما تصف مشاركتك -كمتحدث لجبهة الإنقاذ حينها- في 30 يونيو كأحد أبرز القيادات التي صنعت هذا الحدث؟

كجبهة الإنقاذ الوطني، عندما شاركنا في 30 يونيو كانت لشعورها أن الإخوان المسلمين تراجعوا عن مبادئ ثورة 25 يناير، بالعكس ألحقوا بها ضررا كبيرا، فكان لدينا أمل في أن نعود مرة أخرى للاهتمام بقضايا الحرية والعدالة الاجتماعية.

أعتقد أننا نجحنا في تحقيق إنجاز كبير في حالة الوحدة التي كانت موجودة في الشارع المصري وقت 30 يونيون لكن للأسف الشديد تفرقت السبل بعد فترة قصيرة، وتبين من وجهة نظر القائمين على الدولة أن حالة المواجهة مع الجماعة الإرهابية والتحديات الكبيرة التي واجهت مصر في تلك الفترة، لا يتماشى التمسك بقضايا أخرى مهمة على رأسها ملف الديمقراطية والحريات وممارسة الحياة السياسية.

وعلى هذا الأساس كان هناك حالة من التحالف الواسع الذي كان موجودًا وقت 30 يونيو، وأول حكومة شُكلت بعدها ضمت العديد من الوزراء الذين كانوا في جبهة الإنقاذ، ولكن هذا الموضوع لم يستمر لأكثر من 6 أشهر، إذ ظهرت مواقف مختلفة وحصلت العديد من المواجهات في العديد من القضايا.

كيف تصف التحول في إدارة جماعة الإخوان للحكم.. حتى تخرج ضدهم حشودا كانت نتاجها 30 يونيو التي أطاحت بهم؟

الإخوان ارتكبوا أخطاء ضخمة جدا لا تغتفر في حق مصر وثورة 25 يناير، وأعتقد أنه كان لهم دورا كبيرًا على تمسك المواطنين بأهداف ثورة يناير أو الإيمان حتى بالتغيير المهم الذي تم في هذا الوقت.. الإخوان أدوا إلى حالة من الانقسام الكبير داخل البلد ودفعوها بشكل كبير وغير مسؤول نحو حالة شبه الحرب الأهلية، وتواجه المواطنون في الشارع نتيجة الخلاف حول القضايا المطروحة.

الإخوان أكدوا رغبتهم في الانفراد في الحكم بعد إصدار الإعلان الدستور المكمل، والاستعانة بأهل الثقة بدلا من أهل الخبرة طوال العام الذي قضوه في الحكم؛ مما ترتب عليه حالة من السُخط من جانب المواطنين الذين خرجوا في الشارع في 30 يونيو.. لذلك، الطريقة التي أداروا بها البلد خلال العام القصير أكدت للمواطنين أنه لا يمكن التهاون أو التساهل وأنه لابد من إنهاء حكم الإخوان والسعي لتشكيل الدولة التي تساع لكل المواطنين وتبتعد عن مشروع الدولة الدينية المتطرفة التي كانوا يسعون لتحقيقها.

ورغم ذلك، الإخوان تركوا أثارًا شديد السلبية لسنوات طويلة، فيما يتعلق بالمسار الديمقراطي في مصر أو استعداد الشعب للقبول بديمقراطية حقيقية فيها تداول السلطة عن طريق الانتخابات.

لكم مقال ذكرتم فيه.. أن رحيل مرسي كرحيل مبارك.. كلاهما تدخل الجيش كمؤسسة وطنية لإنهاء حالة الفوضى.. كيف لمستم هذا الدور حينها؟

في ضوء دفع الإخوان المسلمين للبد دفعًا نحو الحرب الأهلية، فنحن كنا على حافة مرحلة خطيرة للغاية، ومن المؤكد لم يكن هناك بديلًا آخر إلا تدخل القوات المسلحة لاستعادة الأمن والاستقرار في البلد، وهو الموقف نفسه الذي أخذه الجيش في 25 يناير عندما تصاعدت المعارضة للرئيس الأسبق محمد حسني مبارك.

وبالتأكيد، الجيش لعب دورًا حاسما في الانحياز للشعب المصري وحماية مصالحه في 30 يونيو، رغم الاختلاف في المسار السياسي الذي تم اتباعه في أعقاب 3 يوليو وإنشاء الجمهورية التي نعيش في ظلها حتى الآن.

قبل ذلك، هل حاول الإخوان استمالتكم لصفوفهم.. وما طبيعة تلك المحاولات؟

لم يكن هناك مجال للاستمالة، لأن المواجهة كانت واضحة وصريحة.. الإخوان لكونهم نتاج سنوات من العمل السري والغرف المغلقة، فكانوا يعتقدون أنه يمكن أن يكون هناك نوع من أنواع الصفقات التي يمكن التوصل إليها كي تتجاوز المعارضة مطالبها، مثل عرض عدد من مقاعد البرلمان أو التلميح لعرض مناصب معينة في الحكومة التي شكلوها، لكن في النهاية حجم التباعد الكبير في المواقف لم يكن ليمنح فرصة لهذا النوع من تقديم الإغراءات، لأننا كمعارضين مواقفنا واضحة وثابتة وهي أننا ضد أسلوب الحكم بشكل عام، وتحديدًا فيما يتعلق بالإعلان الدستوري، لأن هذا كان العقد الذي يجب التمسك به في إدارة شئون الدولة بعد ثورة 25 يناير. وبالتالي كل محاولات الإخوان كانت مفضوحة ومكشوفة ولم يكن هناك مجال للوصول لأي تفاهمات تخرج بنا من الأزمات التي كنا نعاني منها في هذا التوقيت.

ما ذكرياتك مع حالة الاعتداء التي تعرضت لها على يد جماعة الإخوان في أكتوبر 2013؟

تلك الواقعة حصلت في 4 أكتوبر 2013، يعني مرت عليها ما يقارب الـ 11 عام، وكانت في أعقاب 30 يونيو وما تلتها، وهذا الاعتداء تم رغم انحيازي لأهداف ومبادئ ثورة 25 يناير الرافضة للعنف بأي شكل والرافضة لأ عمليات قتل أيًا كان دوافعها، وهي كانت بوصلتي في تحديد المواقف والأمور.

الاعتداء كان أثناء قيادي لسيارتي الشخصية أثناء التظاهرات التي كان يقوم بها جماعة الإخوان عند مستشفى القصر العيني، واضطررت حينها للدخول في شوارع جانبية لكني واجهت مظاهرة لجماعة الإخوان يحملون صورًا مرسي ورافعين علامة رابعة.. وبعد ما تعرف علي عدد منهم، كان هناك محاصرة لسيارتي وإلقاء كمية كبيرة من الحجارة عليها، وأثناء محاولتي الهرب، لاحقوني حتى كوبري أبو الريش وتمكنوا من إيقافي عنوة في كوبري أبو الريش، وتم الاعتداء عليا بالطعن بالسكاكين، وأحد حاول أن يقطع يدي اليسرى بسكين وتم تدمير سيارتي بالكامل، حتى قام مجموعة من المواطنين في منطقة زينهم بإنقاذي منهم وتم إلقاء القبض على شخص منهم.. فكانت تجربة مريرة للغاية، أكدت لي مدى استهتار تلك الجماعة بأرواح البشر وبحقهم في الحياة رغم أن الخلاف القائم بيننا هو خلاف سياسي، وبالتالي لم يكن هناك أي مبرر لاسترخاص الدم والسعي لقتل المعارضين لهم.. وربما كانت تلك إحدى المخاطر الأساسية لو كان استمر حكم جماعة الإخوان، وهو استسهال عملية سفك الدماء، وتصفية الخلافات مع المعارضين عبر الوسائل العنيفة، فهذه كلها مسائل عادية ومقبولة بالنسبة له.

صورة أرشيفية للاعتداء على خالد داود من جانب الإخوان

30 يونيو عارضت بشكل واضح الإسلام السياسي.. لكن كان هناك أحد الأضلع الرئيسية المشاركة في بيان 3 يونيو له خلفية دينية وهو حزب النور.. كيف ترى حزب النور من المنظور السياسي واتصاله بخلفية دينية معروفة للجميع؟

حزب النور رغم خلفيته الدينية، إلا أنه أثبت بمشاركته في 30 يونيو أنه لا يوافق على استغلال الدين في تحقيقي مكاسب شخصية أو إدارة شؤون البلاد لصالح جماعة بعينها.. هناك خلافات كبيرة بالتأكيد مع حزب النور ومواقفه ـ خاصة فيما يتعلق بقضايا المرأة والحريات ـ لكن في النهاية هو أكد أنه رفض استغلال الدين كأداة سياسية لأنه كان يرى الصورة ومدرك لحجم الخطر المترتب على أسلوب الإخوان في إدارة شئون البلاد، وبالتالي هو إنحاز للأغلبية ومصلحة الوطن، حتى لو كان ذلك يتعارض مع الاتصالات والعلاقات التي كانت قائمة بين السلفيين وجماعة الإخوان.

تلك الذكرى الثانية التي تأتي 30 يونيو وهي تفتقد لواحد من رموزها.. الأستاذ جورج اسحق.. هل لك موقف لا ينسى معه تتعلق بتلك الاحداث؟

الموقف البارز الذي يتذكره الجميع للأستاذ جورج اسحق، هو تواجده بشكل يومي وتقريبًا كل ساعة أيام الثورة الـ 18 "من 25 إلى 11 يناير" وحتى في المراحل اللاحقة، والكل كان يتذكر الدور الذي يقوم به في توفير الحماية للمحتجين والمتظاهرين المتجمعين في مديان التحرير أثناء قيامهم بأداء الصلاة مع مجموعة من المسيحيين الآخرين.. هذا كان تأكيدًا على مبدأ أسياسيمن مبادئ ثورة 25 يناير وهي أننا جميعا مصريون متساوون في الحقوق ومنها الشعائر الدينية.. وهذه رسالة بعث بها جورج إسحق وموقف شديد الأهمية لا ينساه أحد للراحل جورج اسحق. إلى جانب روحه المتفائلة دائما والتي كانت تبث فينا الأمل وروح الانتصار في تلك الثورة.

الراحل جورج اسحق

أين تحالف 30 يونيو وهل ممكن أن يستعيد نفسه مرة أخرى خاصة في ظل الحوار الوطني الذي فتح ذراعه للجميع؟

بعد الحوار الوطني هناك العديد من طالب بإعادة إحياء تحالف 30 يونيو من جديد، لأنه من مكن البلد للمرور من تلك المشكلة الكبير التي كانت تمر بها في وقت 2013 وهو ما كنا نتمناه، وأن يصاحب ذلك انفتاح سياسي وفتح للمجال العام وتفهم بأن الأطراف التي شاركت في ثورة 30 يونيو، فعلت ذلك بإرادتها ورغبتها في لإقامة دولة ديمقراطية وحياة مدنية سليمة، وليس فقط من أجل التخلص من جماعة الإخوان.

تحالف 30 يونيو تفكك لأسباب يعملها الجميع، وإن كان من الممكن تجاوز تلك الأسباب، إذا ما تعامل الحوار الوطني بنجاح مع القضايا الرئيسية التي طرحتها الأحزاب المعارضة فيما يتعلق بتعديل قوانين الانتخابات والحبس الاحتياطي.