EN
أثارت زيارة مجموعة من المنظرين الداعمين للافروسنتريك المتحف المصري في وسط القاهرة غضب المصريين، حيث كان النقاش حول أصول الحضارة المصرية، يزعم هؤلاء المنظرون أن الحضارة المصرية القديمة كانت أفريقية الأصل وترجع إلى السكان ذوي البشرة السوداء. وانتشرت صور للمجموعة داخل المتحف على مواقع التواصل الاجتماعي، وهم يروجون لهذه الأفكار المثيرة للجدل.
جدل حول الحضارة المصرية القديمة
يُعد هذا أحدث تطور في نقاش طويل الأمد حول أصول الحضارة المصرية القديمة، فبينما يؤكد معظم المؤرخين والآثاريين أن الحضارة المصرية القديمة كانت مزيجاً من التأثيرات المختلفة، فإن هؤلاء المنظرين الأفروسينتريكيين يصرون على أن أصولها كانت أفريقية بالكامل، ويثير هذا الجدل مرة أخرى قضايا الهوية الثقافية والتاريخ القديم لمصر.
قال مجدي شاكر، كبير الأثريين في تصريحات خاصة لصدى البلد يجب على الدولة المصرية ان تتخذ موقفًا حازمًا تجاه حركة الأفروسنتريك، وذلك بسبب ما تقوم به هذه الحركة من تزوير وتحريف للتاريخ المصري القديم، بادعائها أن الحضارة المصرية تنتمي للعرق الأسود وليس للمصريين.
أكد شاكر على أن مصر لا تعادي أحداً وأنها تنتمي للقارة الأفريقية، ولكن المشكلة تكمن في محاولات الأفروسنتريك والمركزية الأوروبية المزاعم بأن الحضارة المصرية القديمة تعود لهم.
وأوضح شاكر أن الأفروسنتريك بدأت ظهورها في بداية القرن العشرين، وهي مجموعة من الأفارقة الذين بدأوا بالبحث عن هويتهم بعد سنوات عدة من الاستعباد فبعد التحرر في القرن الماضي ، أدعوا أنهم أصحاب الحضارة المصرية القديمة، وشدد على أن مصر لا لديها أي عداء مع القارة الإفريقية، لكن المشكلة هي "اللعب في الهوية أو الحضارة".
وأشار كبير الأثريين إلى أن الملوك المصريين القدماء كانوا يقومون بحملات تأديبية ضد دول مثل الزنوج، وأن المقابر المصرية تبين اختلاف الأجناس البشرية آنذاك، وأن الجنس الزنجي كان يُعتبر الأقل بين البشرية، وكان الملوك المصريين القدماء يقودون حملات عسكرية ضدهم.
ودعا شاكر إلى عقد اجتماع عاجل في شرم الشيخ بمشاركة رؤساء بعثات علوم المصريات حول العالم، للتعريف بالحقيقة التاريخية وتفنيد ادعاءات الأفروسنتريك.
