في مدينة بواتييه الفرنسية، كانت بلانش مونييه تنحدر من عائلة ذات مكانة اجتماعية مرموقة، فقد كان والدها عميد الجامعة المحلية. ولكن الطفلة بلانش كانت عصبية الطبع وأصبحت متمردة خلال مرحلة المراهقة، مما تسبب في خلافات مع والدتها.
بلانش مونييه
وفي سن الـ 23 عامًا، وقعت بلانش في غرام محام مقيم في المدينة، ورغم أنه كان أكبر منها سنًا وليس من ذوي الثراء، إلا أن هذه العلاقة أثارت غضب والدة بلانش بشدة.
وبدلاً من الموافقة على هذا الزواج، قامت والدة بلانش بحبس ابنتها في غرفة بالطابق العلوي من المنزل وحكمت عليها بعدم مغادرة المنزل حتى تتخلى عن هذا الحب.
وكانت بلانش شديدة التمرد والعناد، فقد ظلت محبوسة في تلك الغرفة المظلمة والمتسخة لمدة 24 عامًا متواصلة. وحتى إشعار آخر، لم يكن أحد على دراية بوجودها إلا والدتها، التي ماتت قبل المحاكمة بأيام قليلة.
وعندما اكتشف البوليس وجود بلانش، كان المشهد مروعًا للغاية. فقد وُجدت عارية ومنهكة على سرير متوسخ، وسط القمامة والحشرات، وكانت تحاول في كل مرة الصراخ والاستغاثة بالنجدة، ولكن دون جدوى.
وعلى الرغم من نجاة بلانش من هذا السجن البشع، إلا أنها لم تتمكن من استعادة صحتها العقلية. فقد ظلت تعاني من آثار هذه التجربة المروعة طوال عشر سنوات أخرى حتى وفاتها في إحدى المستشفيات النفسية.