تسبب لقاء رئيس حكومة دولة الاحتلال الإسرائيلية بنيامين نتنياهو مع القناة الـ 14 اليمنية المتطرفة في غضب الإسرائيليين، لا سيما أهالي المحتجزين، عندما اعترف ضمنيًا أنه لن يتوقف عن عملياته العسكرية في قطاع غزة وأنه يتفاوض سرًا مع حركة حماس من أجل عودة جزئية لبعض المحتجزين قائلا: «إن الأمر ليس سرًا» وفق ما نقلت قناة «القاهرة الاخبارية» عن وسائل إعلام عبرية.
غضب أهالي المحتجزين في قطاع غزة
وأدت تلك التصريحات إلى موجات غضب شديدة بين المواطنين الذين باتوا متأكدين أن العمليات العسكرية التي يشنها جيش الاحتلال في قطاع غزة هي خطوة سياسية في المقام الأول من أجل بقاء نتنياهو في السلطة أكبر قدر ممكن، وفق ما نقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية.
وأضافت الصحيفة العبرية أن حديث نتنياهو عن عدم قدرة جيش الاحتلال على القضاء على حركة حماس هو اعتراف بالفشل كبير، لا سيما بعدما أكد أن العمليات العسكرية التي قام بها الجيش خلال الأيام القليلة في مدينة رفح الفلسطينة لم تتأكد من اغتيال القيادي رائد سعد في الحركة حتى الآن.
نتنياهو لا يهتم بالمحتجزين
بعد لقاء نتنياهو، أصدر أهالي المحتجزين في قطاع غزة بيانا، أكدوا فيه أن رئيس الوزراء لا يهتم بأبنائهم، وأنه مهتم بعودة البعض منهم دون الآخر.
وأكدوا خلال البيان أنه إذا لم يتم الإعلان عن التوصل لاتفاق لإعادة جميع المحتجزين إلى أسرهم خلال الأيام المقبلة، فإنهم يدعون للقيام بعصيان مدني يبدأ في السابع من يوليو المقبل لن ينتهي إلا بحل الحكومة وإجراء انتخابات مبكرة.
في السياق نفسه، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إنهم ملتزمون بالمبادرة الإسرائيلية التي أعلنها الرئيس الأمريكي جو بايدن، مردفا: «لم نغير موقفنا ولن نوقف الحرب قبل القضاء على حركة حماس»، حسبما أفادت قناة “القاهرة الإخبارية”، في نبأ عاجل.
وأضاف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: «لن ننهي الحرب دون إعادة جميع المحتجزين».
كما أنه لا يزال أمام الإسرائيليين أشهر حتى تقرر حكومة رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو عودتهم إلى الشمال في الأراضي المحتلة أم لا.
وقالت صحيفة "يسرائيل هيوم" إن حكومة نتنياهو ستمدد إقامة الإسرائيليين الذين تم إجلاؤهم من الشمال حتى نهاية أغسطس المقبل.
وأضافت الصحيفة أنه في حال عدم وقوع حرب مع حزب الله وبالظروف التصعيدية الحالية والتي إذا هدأت فقد يعود المرحلون من الشمال إلى مستوطناتهم في سبتمبر المقبل وهذا غير مؤكد.
وفي هذا الصدد، قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن الحكومة الاسرائيلية حتى الآن متماسكة وماضية في مخططها وربما رئيس الوزراء نتنياهو دخل في تشابكات داخل الحكومة ويريد نقل رسالة مباشرة وهو التأكيد على الثوابت التي يتعامل بها.
وأضاف فهمي، في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن المناورات التي يفعلها نتنياهو في الحكومة ربما تتم في سياقات معينة للحفاظ على الحكومة في مواجهة ما يتم، وتابع: "نتنياهو مناور ولديه خبرات وإمكانيات كبيرة للتعامل بصورة أو أخرى على المستوى الحزبي أو السياسي وهذه المناورات أمام ائتلافات يمينة والسيناريو الأكثر ترجيحا هو استمرار الحكومة".
اشتعال حرب وقتال مع حزب الله
وأشارت بعض التقديرات الإسرائيلية إلى إمكانية اشتعال حرب وقتال مع حزب الله خلال شهر.
من جانبه، وعندما سُئل نتنياهو عن اقتراح صفقة أخرى مع حزب الله في الشمال في ضوء قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، أجاب نتنياهو: "الاتفاق لن يكون اتفاقاً على الورق. وسوف يشمل ذلك إزالة حزب الله فعلياً من الحدود، وسيتعين علينا تنفيذ ذلك، سننظر في الأمر [اتفاق]، لكننا مستعدون"، وأضاف: "يمكننا القتال على عدة جبهات، ونحن نستعد لذلك أيضاً".
جدير بالذكر أن قوات الاحتلال الإسرائيلية استهدفت غربي رفح بغارات جوية وقصف مدفعي وإطلاق نار من الدبابات، كما شن غارات على مدرستي إيواء تابعتين للأونروا في مخيم الشاطئ وحي الدرج بغزة ومناطق أخرى أسفرت عن سقوط شهداء وجرحى، وذلك في اليوم الـ263 من العدوان الإسرائيلي على غزة.
وفي الضفة، اقتحمت قوات الاحتلال مخيم بلاطة في نابلس وحاصرت عددا من أحياء المخيم واشتبكت مع مقاومين، كما اقتحمت حي الطيرة بمدينة رام الله وبلدة الرام قرب القدس وسط إطلاق كثيف لقنابل الصوت والغاز على المواطنين.