أوجب اللهُ تعالى بِرَّ الوالدين والإحسان إليهما في مواضعَ كثيرة؛ منها قوله تعالى: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا﴾ [الإسراء: 23-24].
[[system-code:ad:autoads]]
ومن بر الوالدين: أن يتصدَّق ويهب ثواب الصدقة لهما، لا سيما إذا كانت صدقة جارية، فإن ذلك يصل إليهما؛ روى الإمام البخاري في "صحيحه" عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: أن رجلًا قال للنبي صلى الله عليه وآله وسلم: إن أمي تُوُفيَتْ، أينفعها إن تصدَّقتُ عنها؟ قال: «نَعَمْ»، قال: فإن لي مَخْرَفًا، فأنا أشهدك أني قد تصدقت به عنها.
[[system-code:ad:autoads]]
الصدقة عن الميت
يتسارع الأقارب والمحبين فى إخراج الصدقة عن الميت وعندما يصل ثوابها للميت يفرح والصحيح عند أهل العلم أن الصدقة عن الميت مطلوبة ويصل إليه ثوابها، قال النبي "صلى الله عليه وسلم": إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له، لذا يقدم موقع صدى البلد كل ما يخص الصدقة عن الميت وهل يجوز إعداد الطعام وتوزيعه على الفقراء بنية الصدقة للميت؟
كيف أعرف أن الصدقة وصلت للميت ؟
الصدقة يتعدى نفعها لمن مات من آبائنا وأمهاتنا، فمن أراد أن يكون لوالديه من الأوفياء فليكثر من الدعاء لهم والصدقة عنهما، بدليل الحديث المتفق عليه: أن رجلاً أتى النبي "صلى الله عليه وسلم" وقال: إن أمي افْتُلِتَتْ نفسها ولم توص، وأظنها لو تكلمت تصدقت، أفلها أجر إن تصدقت عنها؟ قال: نعم. فوصول ثواب الصدقة و الدعاء للميت هو من فعل غيره عنه، وذلك لم ينقطع، أما سعي الإنسان لنفسه فينقطع بموته، إلا في المسائل التي كان له جهد في تحصيلها قبل موته، فلا تعارض إذن بين وصول ثواب الصدقة والدعاء.
فرحة الميت بالصدقة
ورد في الحديث الشريف عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له".
وبين الدكتور على جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، أن الحديث ليس للحصر على هذه الأنواع فقط، مشيراً إلى أن العلماء وجدوا حديثا عند الإمام البيهقى يروى فيه "إلا من سبعة" وبعدها زاد بحث العلماء فى قوله "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا" فوجدوا أن النبي قال 13 نوعاً من الأعمال التي لا تنقطع عملها عن الميت.
ولفت إلى أن النابتة ينتقون بعض الروايات ويضعفون بعضها، منوها بأن بدعة الحديث الضعيف لا يقبل مطلقا وأنه مثل الحديث الموضوع، هى بدعة سيئة وهى سبب التدهور وغلظة القلوب التى نراها، لافتا إلى أن النابتة يرفضون جزءا من الشريعة بدليل رفضهم لحديث النبى "من عف فكتم فمات فهو شهيد".
وفي سؤال ورد إلى دار الإفتاء المصرية من خلال البث المباشر بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، يقول: هل يجوز التصدق عن المتوفى لتشفع له؟، قال الدكتور أحمد وسام أمين الفتوى بدار الإفتاء رداً على السائل: "الصدقة تقبل من كل أحد وعن أي متوفى من أعرفه ومن لا أعرفه، وهي مرتبة عالية أن أتصدق على غير من أعرف".
هل يجب التصدق على المتوفين كل واحد على حدة ؟
سؤال أجاب عنه الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، وذلك خلال برنامجه “ ولا تعسروا”، المذاع عبر القناة الأولى، قائلاً: احنا بنتعامل مع ربنا الكريم وليس المحاسب، ربنا خزائنه ملآ سحاء الليل والنهار".
وتابع: حسب السعة، فالأساس أن تخرجي صدقة لكل متوفي وأن تكثري الثواب، لكن لو لم يكن فى استطاعتكِ ان تخرجى صدقة لكل متوفي منهم فإخرجي صدقة واحدة لهم وسيصل اليهم جميعا، لأن هذا يكون على سبيل الدعاء.