محصول الكاسافا يُعد من المحاصيل الزراعية ذات الجدوى الاقتصادية العالية، إذ يدخل في العديد من الصناعات الغذائية بسبب محتواه الغني بالدقيق والنشا والحبوب والرقائق والجريشة بالإضافة إلى ذلك، تُستخدم أوراق الكاسافا كغذاء للإنسان مثل السبانخ، وتُستخدم درناتها في تغذية الحيوانات.
وتُعرف الكاسافا أيضًا كعشبة معمرة، مما يعني أنها تستطيع النمو والعيش لفترات طويلة دون الحاجة إلى إعادة زراعتها سنويًا.
محصول الكاسافا
ومن الفوائد الاقتصادية لمحصول الكاسافا:
- إنتاج الدقيق: يمكن طحن درنات الكاسافا للحصول على الدقيق الذي يستخدم في صناعة العديد من المنتجات الغذائية.
- استخراج النشا: يُستخرج النشا من الكاسافا ويُستخدم في مجموعة متنوعة من الصناعات الغذائية والكيميائية.
- تصنيع الرقائق والحبوب: يمكن تصنيع رقائق الكاسافا والحبوب التي تُعد غذاءً شهيرًا في العديد من البلدان.
- تغذية الحيوان: تُستخدم درنات الكاسافا في تحضير أعلاف الحيوانات.
- استخدام الأوراق: تُستخدم أوراق الكاسافا كغذاء للإنسان مثل السبانخ، مما يضيف قيمة إضافية للمحصول.
الكاسافا ليست فقط محصولاً غذائياً فقط، بل هي أيضًا محصول اقتصادي يمكن أن يساهم في تحسين الدخل والمعيشة للمزارعين الذين يزرعونها.
ومن جانبه، كشف الدكتور أحمد جمال، رئيس البرنامج البحثي لمشروع التنمية المستدامة لمحصول "الكاسافا" بديل القمح المنتظر طرح شتلاته بالأسواق، عن موطن زراعته والدول التي تعتمد عليه لسد الفجوة الغذائية له.
وقال جمال في تصريحات له، إن دول شرق آسيا وتايلاند ونيجيريا وكينيا تستخدم المحصول كغذاء أساسي لهم، موضحا أنه فرم درناته ينتج عنها نشا عالي الجودة وبتقشيره وكشفه لأشعة الشمس ينتج عنه الدقيق، فضلا عن استخدام أوراقه كعلف للحيوانات بعد تنشيفها وطحنها.
وأشار جمال إلى أن محصول الكاسافا يعد محصولًا غير تقليدي من الممكن أن يلعب دورا مهما في توفير الأمن الغذائي في مصر خاصة ظل التغيرات المناخية الحالية واختلاف معدلات درجات الحرارة.
وكان مركز بحوث الصحراء قد أعلن في بيان له عن نجاح زراعة الكاسافا لخفض الفجوة من دقيق القمح، حيث أطلق عليه محصول القرن الواحد والعشرين بسبب القدرة العالية على تحمل الحرارة العالية فضلا عن كونه ذو احتياجات سمادية منخفضة مما يجعله جذاباً لدى المزارعين والمستثمرين.
ومن جانبها، قالت أستاذ بقسم بحوث التكثيف المحصولي بمعهد بحوث المحاصيل الحقلية بمركز البحوث الزراعية، الدكتورة سحر طلعت عزمي،إن الكاسافا يُستخدم بنسبة 65% للاستهلاك الآدمي، و21% لتغذية الحيوان، و14% في صناعة النشا. وهذا المحصول يمكن أن يسهم في تحقيق الأمن الغذائي وسد الفجوة الغذائية في مصر مثلما يحدث في غانا ونيجيريا، حيث تحتوي جذور الكاسافا على نسبة نشا تتراوح بين 25-30% من الوزن الطازج، وهذا يعادل ثلاثة أضعاف محتوى النشا في البطاطس، بينما تحتوي الأوراق على نسبة بروتين تتراوح بين 18-25%.
وأضافت عزمي في تصريحات لها، أن دقيق الكاسافا يُستخدم في صناعة الخبز عند مزجه جزئيًا بدقيق القمح، ويُستخدم نشا الكاسافا في إنتاج الفطائر والبسكويت والحلوى، ويمكن أن يحل محل الذرة الصفراء في تلبية الاحتياجات المحلية والأغراض الصناعية مثل صناعة النشا. كما يتم استخدام الكاسافا في إنتاج الوقود الحيوي من درنات الكاسافا عبر تخمير النشا لتحويله إلى إيثانول، وكذلك في إنتاج بعض مواد التجميل.
وتُعتبر الكاسافا من نباتات المناطق الحارة، ويمكن زراعتها بين خطي عرض 30 درجة شمالًا أو جنوبًا، وتحتاج إلى جو دافئ رطب حيث أن انخفاض درجة الحرارة عن 10 درجات مئوية يعوق نمو النباتات، فهي تتحمل فترات من الجفاف وتدخل في طور سكون يصل إلى 2-3 شهور.
المتطلبات الزراعية للكاسافا:
- الأراضي المناسبة: الأراضي الرملية الصفراء أو الطينية الصفراء الخفيفة، مع ضرورة أن يكون عمق مستوى الماء الأرضي لا يقل عن 60 سم ودرجة الحموضة مناسبة.
- طريقة الزراعة: الزراعة الرأسية حيث تغرس العقل عمودية في التربة، ويكون طول العقل المناسب للزراعة من 20-25 سم. تُحرث الأرض مرة أو مرتين للتخلص من الحشائش وتفكيك التربة، وتزرع الكاسافا كمحصول منفرد أو محمل مع محاصيل أخرى.
- التسميد: إضافة النتروجين والفوسفور والبوتاسيوم بنسبة 2:1:1 (100:100:200 كجم) للحصول على أكبر كمية من الدرنات. إذا كانت الأرض فقيرة في البوتاسيوم يمكن زيادة النسبة إلى 3. يُضاف سماد سوبر فوسفات الكالسيوم أثناء إعداد الأرض للزراعة، ويُضاف النيتروجين في صورة نترات أمونيوم على 4 دفعات كل ثلاثة أيام، بينما يضاف السماد البوتاسي على 6 دفعات كل ثلاثة أيام.
- الري: يتم ري محصول الكاسافا بالتنقيط أو الرش كل يومين في بداية عمر النبات حتى اكتمال الإنبات (حوالي الأشهر الثلاثة الأولى)، ثم يُروى مرتين في الأسبوع حتى بداية شهر نوفمبر، ويُمنع الري حتى الحصاد.
- يبدأ العزيق خلال المراحل الأولى للنمو ويستمر حتى يظلل النمو الخضري سطح التربة ويصبح منافسًا للحشائش.
- يتطلب الحقل حوالي 2-3 عزقات. عند الحصاد، يُقسم المحصول إلى جزئين: جمع الأوراق لاستخدامها كعلف أخضر يبدأ بعد خمسة أشهر من الزراعة، مع جمع الأوراق السفلية وترك القمة النامية والأوراق العليا. تُجمع الجمعة الثانية بعد شهر من الأولى والثالثة بعد حوالي 40 يومًا من الثانية.
يُعَد محصول الكاسافا خيارًا واعدًا لتحقيق الأمن الغذائي وتحسين الدخل الزراعي، بفضل تعدد استخداماته وسهولة زراعته في المناطق الحارة.