شهدت مصر موجات حر قاسية خلال الأسابيع الأخيرة، ووصلت درجات الحرارة إلى 50 درجة مئوية في مدينة أسوان جنوبي البلاد، وهي أعلى درجة حرارة تسجلها المدينة منذ 100 عام.
وتثير هذه الموجات الحارة تساؤلات حول أسباب تكرار حدوثها على فترات قريبة، خاصة مع ازدياد حدة التغيرات المناخية على مستوى العالم.
ووفق هيئة الأرصاد الجوية، بلغت درجة الحرارة على أسوان 49.6 درجة مئوية في الظل خلال الأسبوع الأول من يونيو الجاري، متصدرة بذلك أعلى درجات الحرارة المسجلة على الإطلاق بالعالم في يوم الجمعة 7 يونيو 2024.
وأرجعت هيئة الأرصاد سبب الارتفاع الأخير في درجات الحرارة وموجات الحر القاسية، إلى تأثر مصر برياح شديدة الحرارة من شبه الجزيرة العربية، مع الارتفاع الحاد بنسب الرطوبة. يأتي ذلك وسط تحذيرات من موجة جديدة "شديدة الحرارة" تضرب البلاد في الوقت الذي أشار مركز معلومات المناخ إلى أن "التوقعات تشير إلى ارتفاع الحرارة أثناء الموجة إلى قيم قياسية".
قال المهندس السيد الصبري منصور، استشاري التغيرات المناخية والتنمية المستدامة، إن مصر تشهد ارتفاع في درجات الحرارة بشكل غير مسبوق، وزادت درجات الحرارة في العشر سنوات الأخيرة، وترتفع درجات الحرارة في بعض المحافظات لتصل إلى 50 درجة مئوية بسبب التغيرات المناخية والاحترار العالمي وذلك للاستخدام الكثيف للطاقة.
زيادة معدلات التنمية والصناعة
وأوضح استشاريالتغيرات المناخية والتنمية المستدامة في تصريحات خاصة لـ " صدى البلد " أن زيادة معدلات التنمية والصناعة أدى إلى زيادة غازات الاحتباس الحراري مثل غاز الميثان وغاز ثاني أكسيد الكربون وأكسيد النيتروز وتنتج هذة الغازات من عمليات حرق الوقود الأحفوري.
أصبح غلاف الكرة الأرضية يمتص الحرارة ويطلقها بعد ذلك على الأرض مما يؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة على الأرض وبالتالي زيادة فترات شهور الصيف على غير المعتاد، كنا في السابق ننهي فصل الصيف في شهر أغسطس، الآن بعد ارتفاع درجات الحرارة أصبح فصل الصيف يمتد إلى شهر نوفمبر وزادت درجات الحرارة على غير المعتاد بسبب الاحترار العالمي وهو ما يسمي بالتغيرات المناخية.
وكشف الدكتور محمد فهيم رئيس مركز معلومات تغير المناخ،عن حالة الطقس خلال الأيام المقبلة،محذرا من التعرض لأشعة الشمس.
“أبو الحرارة الملعونة”
وأشار الدكتور فهيم خلال تصريحات خاصة،إلى أنه هناك تنفيث حراري شديد وقبل أيام معدودة من دخول الصيف الفلكي الرسمي في مصر، وفى نهاية الأسبوع الأول من شهر بؤونة “والمعروف بـ ”أبو الحرارة الملعونة " .
وأكد " رئيس مركز معلومات تغير المناخ " أن هناك ارتفاعا قياسيا وكبيرة في الحرارة بقيم لم تشهدها مصر منذ نهاية الصيف الماضي، وأوضح أنه تتخطى درجات الحرارة العظمى حاجز 45 درجة في الظل على القاهرة وحاجز 47 في الصعيد،مع ارتفاع الحرارة ليلاً أيضا ليسود طقس حار لتكون الحرارة ما بين 25- 30 °م ليلاً.
ولفت الدكتور محمد على فهيم رئيس مركز معلومات المناخ إلى أن شهر بؤونة يعرف بشهرته المناخية كشهر شديد الحراراة يضرب فى حرارته الأمثال، ويقع شهر بؤونة ما بين شهرى بشنس وأبيب، وترتيبه العاشر فى الشهور القبطية المكونة للتقويم القبطى المصرى القديم.
أوضح أنه خلال شهر بؤونة يبدأ دخول المناخ فى مصر إلى البداية الحقيقية للصيف الفلكى "13 بؤونة الموافق 21 يونيو"، ونزول النقطة .
وأضاف رئيس مركز معلومات المناخ أنه خلال هذه الفترة المناخية تزيد خطورة التعرض للشمس المباشرة بسبب تعامد الشمس على مدار السرطان "القريب من أسوان" حيث تسود موجات الأشعة الشمسية قصيرة الموجة "الأخطر"، حيث تكون الأشعة الشمسة عمودية وقوية وتتركز على مساحة أقل وتخترق سمكًا أقل من الغلاف الجوى "ومن هنا تكمن الخطورة من التعرض المباشر لأشعة الشمس"، والتحذير الشديد من التعرض لضربات الشمس.
وأشار فهيم إلى أن هناك زيادة فى الطاقة الحرارية نهارًا، وزيادة حدة وطول الموجات الحارة أو شديدة الحرارة. بالتالى زيادة كبيرة فى معدلات البخر نتح نهارًا وزيادة معدلات تنفس الظلام "هادم المادة التى يبينها النبات" ليلًا كما يزداد فرص إصابة ثمار المانجو بلسعات الشمس وكذلك بعض ثمار الخضر مثل الطماطم وغيرها .