في السنوات الماضية، كان هناك ظاهرة مقلقة تتعلق بسرقة المومياوات والآثار المصرية القديمة، هذه الممارسات غير الأخلاقية كانت تتم بهدف استخدام هذه القطع الأثرية في مجالات مختلفة، مثل استخدامها كسماد للتربة.
[[system-code:ad:autoads]]
أحد أبرز الحوادث في هذا الشأن كان بيع 18 جمجمة أثرية مصرية في مزاد علني ضمن أحد المتاحف في لندن، هذا المزاد كان ينظمه عسكري إنجليزي وباحث في علم الآثار. ووفقًا للأنباء المتداولة، فقد تم وقف هذا المزاد لاحقًا.
[[system-code:ad:autoads]]
سرقة مومياوات وجماجم
قال مجدي شاكر كبير الآثاريين في تصريح خاص لصدى البلد إنه تم الإعلان عن بيع 18 جمجمة أثرية مصرية في مزاد علني ضمن متحف في لندن صاحبه كان عسكريًّا إنجليزيًّا وباحثًا في الآثار، كما نقل عن أنباء متداولة أن هذا المزاد تم وقفه، ومنذ سنتين تم ضبط اجزاء من مومياوات بمطار القاهرة اثناء محاولة تهريبها الي أوروبا في أحد الطرود في مطار القاهرة وكانت بالتحديد "سماعات " وأثناء عملية الفحص الطبيعية تحت الأجهزة اشتبه موظفو الجمارك بوجود أشياء غريبة داخل إحدى السماعات المشحونة إلى "أوروبا"، وتم التحفظ على الطرود وإرسال لجنة مختصة من قبل وزارة الآثار وتم عمل فحص للسماعات بواسطة جهاز "X-rays" وبالفعل تم العثور على بقايا أجزاء من هياكل عظمية "مومياوات" داخل السماعات وبعد استخراج اجزاء الهياكل العظمية وبعد الفحص ثم التأكد من أثريتها واستلامتها وزارة الآثار وكانت ستة اجزاء لاثنين من المومياوات وتم إرسالها للمتحف المصري لعملية الفحص والترميم.
استطرد كبير الآثاريين : أهمية هذه الأجزاء من المومياء لا تصلح للعرض المتحفي، ولكن عن جانب آخر خفى لاستعمال المومياوات المصرية فى أمر آخر غير المتعارف عليه حاليا حيث زادت عملية بيع واقتناء الاثار المصرية وخصوصا المومياوات في القرن ١٨ و ١٧ خصوصا بعد الحملة الفرنسية حيث كان شراء المومياوات عند الأوروبيون أهم شيء، فكان يتم فك المومياء من اللفائف ويتم طحن المومياء وتستخدم في دواء او كسماد عضوي للأراضي وهذا لاعتقادهم أنها تعمل علي خصوية التربة، بل ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل كانت تستخدم المومياوات كتحف منزلية "ديكور" .
وتابع مجدي شاكر: لم تسلم مومياوات القطط المصرية القديمة أيضا من عملية الطحن ففي عام ١٨٨٨ تم اكتشاف مقبرة كبيرة للقطط وتم إرسالهم بالكامل إلي إنجلترا علي متن سفينة ليتم طحنها وبالفعل إستخدمت كسماد للتربة وكان يقدر عدد القطط المحنطة الذي طحنت في هذا الوقت بـ١٨٠ الف قطة، ومن المومياوات الهامة الذي كادت أن تطحن مومياء الملك"رمسيس الأول" ولكن لحسن الحظ لحقت، وخلال الحقبة الفيكتورية في عام 1800، لم تحظ المومياوات بالاحترام الذي تستحقه من النخب الأوروبية، وفي الواقع، يمكن شراء المومياوات من الباعة في الشوارع لاستخدامها كحدث رئيسي للحفلات والتجمعات الاجتماعية التي جرت في القرن الثامن عشر (فك التغليف الأحزاب).
وأضاف كبير الآثاريين وخلال تلك الفترة من الزمن، كانت بقايا المصريين القدماء المحفوظة جيداً بشكل روتيني تتحول إلى مسحوق واستهلاكها كعلاج دوائي، أو كسماد، أو لإنشاء صبغة مومياء بني، أو جردت من أغلفتها، والتي تم تصديرها فيما بعد للاستخدام في صناعة الورق، حتى أن المؤلف مارك توين ذكر أن المومياوات استعملت كوقود قاطرة.
مع تقدم القرن التاسع عشر، أصبحت المومياوات أشياء عرض ثمينة وتم شراء العشرات منها من قبل جامعي الآثار الأثرياء الأوروبيين والأمريكيين كتذكارات سياحية. بالنسبة لأولئك الذين لا يستطيعون تحمل تكلفة مومياء كاملة، يمكن شراء البقايا المتفككة - مثل الرأس أو اليد أو القدم - من السوق السوداء وتهريبها إلى الوطن.
كانت تجارة المومياوات إلى أوروبا سريعة للغاية حتى بعد نهب المقابر وسراديب الموتى لم يكن هناك ما يكفي من الأجسام المصرية القديمة لتلبية الطلب.
وهكذا تم تصنيع "المومياوات المزيفة" من جثث المجرمين المنفذين والمسنين والفقراء والذين ماتوا بسبب الأمراض البشعة، وذلك بدفنهم في الرمال أو حشوهم بالبيتومين وتعريضهم للشمس.