يعد الاتحاد الأوروبي الشريك التجاري الأكبر لمصر، حيث تجاوز إجمالي حجم التجارة بينهما 37 مليار يورو في عام 2022، حيث بلغت الصادرات المصرية إلى الاتحاد الأوروبي 16.3 مليار يورو في 2022، وشهدت زيادة بمعدل سنوي هائل قدره 79% مقارنة بعام 2021، ومن ناحية أخرى بلغت الواردات المصرية من الاتحاد الأوروبي في نفس العام 20.8 مليار يورو.
الاتحاد الأوروبي الشريك التجاري الأكبر لمصر
وذكر يحيى الواثق بالله رئيس التمثيل التجاري، أن صادرات مصر غير النفطية إلى الاتحاد الأوروبي في عام 2022 تجاوزت 9.3 مليار يورو، وكان من أهم بنودها الأسمدة، والبلاستيك والبوليمرات، والألومنيوم والصلب، والمنتجات الزراعية، والمواد الكيميائية، والملابس الجاهزة.
وأشار الواثق بالله، إلى أنه يتم التعاون مع الاتحاد الأوروبي لتحقيق توازن في انبعاثات الكربون حيث اعتمدت مصر العديد من السياسات البيئية وتقوم بتنفيذ العديد من تدابير إزالة الكربون، وشمل ذلك اتخاذ خطوات مهمة لدعم نمو قدرات توليد الطاقة من الطاقة المتجددة، وتطوير اقتصاد الهيدروجين منخفض الكربون، كما أطلقت الحكومة المصرية استراتيجية الطاقة المستدامة المتكاملة 2035، والتي تحدد هدفًا طموحًا يتمثل في توفير 42٪ من الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة في مصر بحلول عام 2035.
ومن جانبه، أعلن المهندس هاني برزي رئيس المجلس التصديري للصناعات الغذائية، عن ارتفاع صادرات القطاع خلال الأشهر الأربعة الأولى من عام 2024 إلى 2.1 مليار دولار، محققة نسبة نمو قدرها 34% وقيمة نمو بلغت 542 مليون دولار مقارنة بالصادرات في نفس الفترة من عام 2023، التي بلغت 1.6 مليار دولار.
وتُعد هذه أعلى قيمة صادرات وأكبر نسبة نمو يحققها القطاع خلال تلك الفترة مقارنة بالبيانات التاريخية المسجلة.
وأضاف المجلس في تقرير له اليوم، أن صادرات شهر يناير 2024 بلغت 482 مليون دولار بنسبة نمو في القيمة 31% مقارنة بصادرات شهر يناير 2023 التي بلغت 368 مليون دولار، وصادرات شهر فبراير 2024 بلغت 545 مليون دولار بنسبة نمو في الصادرات 41% مقارنة بصادرات شهر فبراير 2023 التي بلغت 387 مليون دولار، وصادرات شهر مارس 2024 بلغت 592 مليون دولار، محققة نسبة نمو في القيمة 33% مقارنة بصادرات مارس 2023 التي بلغت 445 مليون دولار، وصادرات شهر إبريل 2024 بلغت 504 مليون دولار بنسبة نمو 32% مقارنة بصادرات إبريل 2023 التي بلغت 381 مليون دولار.
الفراولة المجمدة إلى سوق الاتحاد الأوروبي
وضاعفت مصر، صادراتها من الفراولة المجمدة إلى سوق الاتحاد الأوروبي خلال السنوات الخمس الماضية، واستمرت في زيادة صادراتها هذا العام ليصل إلي مستوي قياسي خلال الأشهر السبعة الأولى من العام الماضي.
ووفقا للتقرير الذي نشره موقع أيست فروت، وصلت صادرات مصر هذا العام من الفراولة المجمدة إلى دول الاتحاد الأوروبي إلى مستوى قياسي خلال الأشهر السبعة الأولي من العام الماضي.
وأوضح التقرير أنه خلال الفترة من يناير إلى يوليو 2023، تم تصدير 95 ألف طن من الفراولة المصرية المجمدة إلى دول الاتحاد الأوروبي، وهو ما يزيد بنسبة 5٪ عن نفس الفترة من العام السابق وأعلى مرة ونصف من متوسط السنوات الخمس السابقة.
وبالرغم من هذا الارتفاع بشكل عام، إلا أن التقرير كشف أنه خلال شهري مايو ويونيو فقط من العام الماضي كانت الصادرات من مصر إلى الاتحاد الأوروبي أقل من العام الماضي، بينما تجاوزتها بشكل ملحوظ في الأشهر الأخرى.
جدير بالذكر أن مصر خلال العام الماضي تمكنت من تصدير ثلثي كمية الفراولة المجمدة إلى الاتحاد الأوروبي من الدول غير الأعضاء.
اتفاقات تسهل مجال لعبور الصادرات المصرية
وفي هذا الإطار، كشف وليد جاب الله الخبير الاقتصادي، أسباب زيادة صادرات مصر خلال الفترة الأخيرة، موضحا أن الدولة المصرية صارت في مسار فتح الأسواق وبناء اتفاقات تسهل مجال لعبور الصادرات المصرية.
وأضاف جاب الله- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن مصر منفتحة انفتاحا كبيرا وفقا لاتفاقات موقعة مع الاتحاد الأوروبي، وهو سوق كبير، كما أن هناك اتفاقا موقعا مع تركيا حقق نتائج كبيرة، والذي يعد سوقا هاما، بالإضافة إلى السعودية والإمارات وهما سوقين كبار جدا، فضلا عن باقية الدول العربية، وكذلك السوق الأمريكية.
وأشار جاب الله، إلى أن من البديهية أنه في حالة وجود صادرات يعني أن لدينا إنتاج، حيث زيادة الإنتاج المصرية ظهر وقت كورونا، فكانت الدول تتبع سياسة الإغلاق، ولكن مصر كان لها سياسة متعلقة، وهي وسط ما بين الإغلاق والانفتاح، وكان هناك تصميم على استمرار المشروعات ودمج القطاعات الإنتاجية لتكون قادرة على النجاح.
وعلى سبيل المثال، تضاعفت صادرات البصل المصري إلى الاتحاد الأوروبي بأكثر من الضعف خلال السنة المالية 2022/2023، وفقًا لتقرير أيست فروت، علاوة على ذلك، ووصل حجمها إلى أعلى مستوى لها منذ 5 سنوات.
وصدرت مصر، 128 ألف طن من البصل إلى سوق الاتحاد الأوروبي في الفترة ما بين يوليو 2022 ويونيو 2023، وبالمقارنة فإن حجم الصادرات المصرية لم يتجاوز 60 ألف طن سنويا خلال السنوات التسويقية الأربع السابقة.
ومع ذلك، لا تزال الكميات الحالية أقل من الرقم القياسي البالغ 165 ألف طن المصدرة من مصر إلى الاتحاد الأوروبي في العام المالي 2018/2019.
وكان السبب الرئيسي وراء هذا الارتفاع الحاد في طلب المستوردين الأوروبيين على البصل المصري هو فشل محصول البصل في الاتحاد الأوروبي بسبب الجفاف في صيف العام الماضي، وكانت مخزونات المزارعين المحليين تستنزف بسرعة.
المنتجات المصرية أكثر قدرة على المنافسة
وبدأت مصر في زيادة إمداداتها إلى الاتحاد الأوروبي في ربيع عام 2023، بالإضافة إلى ذلك، أدى انخفاض قيمة الجنيه المصري إلى جعل المنتجات المصرية أكثر قدرة على المنافسة من حيث السعر في السوق العالمية.
وظلت هولندا المستورد الرئيسي للبصل من مصر في السنة المالية 2022/2023 واستخدمته في الغالب لإعادة تصديره إلى بلدان أخرى، ومع ذلك حصلت هولندا على أدنى حصة في هيكل تصدير البصل المصري في 2022/23، بلغت 40% فقط، بينما تراوحت في السابق بين 53 و64% ووصلت إلى 80% في 2021/2022.
وبهذه الطريقة، نجحت مصر في زيادة حصة المستهلكين المباشرين لبصلها في هيكل التصدير، وتضم مجموعة أكبر خمسة مستوردين للبصل المصري في الاتحاد الأوروبي أيضًا إيطاليا وسلوفينيا ورومانيا واليونان.
واستوردت الدول الأربع بشكل تراكمي، ما يقرب من 60 ألف طن من البصل من مصر، أو 45% من إجمالي حجم صادراتها إلى الاتحاد الأوروبي.
في المجموع، استورد الاتحاد الأوروبي ما يقرب من 400000 طن من البصل من جميع الدول غير الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في السنة المالية 2022/23، بزيادة قدرها 76٪ على أساس سنوي ولكنها لا تزال أقل مما كانت عليه في السنة المالية 2018/2019 (550000 طن).
ويتم تسجيل الطلب الأكثر نشاطًا على البصل المستورد في الاتحاد الأوروبي خلال ذروة الصادرات المصرية والشحنات من الدول الموردة الأخرى بالكميات المتاحة من المحصول الجديد.
ولهذا السبب على وجه التحديد تمثل هذه البلدان الحصة الأكبر في هيكل واردات البصل في الاتحاد الأوروبي. وتعد مصر المورد الرئيسي، حيث وصلت حصتها إلى 33% في الفترة 2022/2023.