التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي بالرئيس الصيني "شي جينبينج"، بالعاصمة الصينية بكين، في إطار زيارة الدولة التي يقوم بها الرئيس للصين.
ووقع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، بالعاصمة الصينية بكين اتفاقيات هامة.
وصرح المتحدث باسم الرئاسة المصرية أحمد فهمي، "شهد الرئيسان عقب المباحثات مراسم توقيع عدد من اتفاقيات التعاون بين البلدين، من بينها خطة التطوير المشترك لمبادرة الحزام والطريق، وتعزيز التعاون في مجال الابتكار التكنولوجي وتكنولوجيا الاتصالات، وعدد من مجالات التعاون الأخرى".
وأوضح المتحدث الرسمي أن "المباحثات تناولت رؤى البلدين بالنسبة للتطورات الدولية والإقليمية، حيث شدد الرئيس على ضرورة وقف الحرب في غزة، مؤكداً الخطورة البالغة للعمليات العسكرية الإسرائيلية في رفح الفلسطينية، على الأصعدة الإنسانية والأمنية والسياسية، وما تسفر عنه من مآس إنسانية وسقوط ضحايا، وآخرها القصف المتعمد لمخيم للنازحين الذي نتجت عنه كارثة إنسانية مفجعة".
الرئيس فى الصين
وأشاد الرئيس الصيني في هذا السياق "بدور مصر المحوري وجهودها الدؤوبة للتهدئة وإنفاذ المساعدات الإنسانية، واتفق الرئيسان على ضرورة وقف إطلاق النار فوراً، ورفض التهجير القسري للفلسطينيين خارج أراضيهم، مؤكدين أن تطبيق حل الدولتين هو الضامن الرئيس لاستعادة الاستقرار وإرساء السلم والأمن الإقليميين".
كما ناقش الجانبان الأوضاع في القارة الأفريقية، وسبل تعزيز التعاون بين البلدين بما يدعم جهود القارة التنموية، حيث حرص الرئيس على تأكيد الأولوية القصوى لضمان الأمن المائي المصري.
من جانبه، قال الدكتور عبدالمنعم السيد، مدير مركز القاهرة للدراسات الاقتصادية، إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الصين لحضور منتدى التعاون الصيني العربي تأتي في وقت بالغ الأهمية، خصوصًا في ظل التوترات العالمية والإقليمية التي تشهدها المنطقة، مثل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والتوترات في جنوب البحر الأحمر ومضيق باب المندب، مما أثر على حركة الملاحة في قناة السويس التي انخفضت بنسبة 40٪، وأثر سلبًا على حركة التجارة في البحر الأحمر، وهو أحد محاور مبادرة الحزام والطريق الصينية.
وأضاف “السيد” لـ صدى البلد، أن الصين تسعى لدخول خط الوساطة والمساعدة في اتخاذ قرارات عادلة وعاجلة لحفظ السلم والأمن في الشرق الأوسط.
وتابع السيد أن زيارة الرئيس السيسي لها بُعد اقتصادي أيضًا، خصوصًا أنها تأتي بعد انضمام مصر لتحالف البريكس وفي الوقت الذي تسعى فيه مصر لجذب المزيد من الاستثمارات وتوطين التكنولوجيا. وأوضح أن العلاقات المصرية الصينية تاريخية وممتدة منذ 68 عامًا، حيث كانت مصر أول دولة عربية وأفريقية تقيم علاقات دبلوماسية مع بكين. وقد تطورت العلاقات المصرية الصينية بشكل كبير منذ عام 2014، حتى باتت تُعرف الآن بالعصر الذهبي للعلاقات بين البلدين. الصين هي أكبر شريك تجاري لمصر، وتم توقيع اتفاقية الشراكة الاستراتيجية بين مصر والصين التي تقوم على دعم المصالح المشتركة والتنسيق السياسي والاقتصادي، خاصة مع اهتمام الصين بإحياء طريق الحرير.
وتنظم الصين، غدا الخميس، منتدى بحضور قادة عرب لتعزيز العلاقات.
وتأمل بكين بأن يعمّق المنتدى العلاقات مع المنطقة ويعكس "صوتا مشتركا" بشأن النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، والحرب في غزة.
وسعت بكين لتوطيد علاقاتها مع البلدان العربية في السنوات الأخيرة، ورعت العام الماضي اتفاق تقارب بين طهران والرياض.
لطالما أبدت الصين تعاطفا مع القضية الفلسطينية وأيّدت حل الدولتين لوضع حد للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي، حيث استضافت بكين الشهر الماضي كلا من حماس وفتح لإجراء "محادثات معمّقة وصريحة بشأن دعم المصالحة بين الفلسطينيين".
وعلق الدكتور حسن سلامة، أستاذ العلوم السياسية، على زيارة الرئيس السيسي إلى الصين، مؤكدًا أنها زيارة مهمة وتاريخية ومختلفة، تتزامن مع ظروف تتعلق بالبلدين وبالمحيط الإقليمي والدولي.
وأضاف سلامة خلال مداخلة هاتفية في برنامج "اليوم" مع الإعلامية دينا عصمت على قناة دي إم سي، أن الزيارة تأتي في الذكرى العاشرة لترفيع العلاقات بين البلدين إلى مستوى العلاقات الاستراتيجية. وخلال هذه الزيارة، تمت مراجعة الإنجازات التي تحققت في العلاقات الثنائية على مدار العقد الماضي.
وأكد أن الصين شاركت في العديد من المشروعات الاقتصادية الكبرى في مصر، بما في ذلك البنية التحتية، النقل، السكك الحديدية، بناء السفن، الإنشاءات، الاستثمارات، علوم الفضاء، حي المال والأعمال في العاصمة الإدارية، القطار الكهربائي في العاشر من رمضان، والاستثمارات في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس.
وأشار سلامة إلى أنه كان من الضروري مراجعة الإسهامات الصينية الكبيرة والبناء عليها. ونتيجة لذلك، اتفق الرئيسان على تدشين عام الشراكة المصرية الصينية، مما يعني وجود العديد من المشروعات المقترحة والفعاليات والاستثمارات. ومع انضمام مصر إلى مجموعة البريكس، يجب أن يكون البعد الاقتصادي حاضرًا بقوة، مما يعزز العلاقات الثنائية بين البلدين. وتم الاتفاق على برنامج تمثيلي مستقبلي لتعميق هذه الشراكة الاستراتيجية الشاملة لمدة خمس سنوات.
وأضاف أن هناك توافقًا بين الموقفين المصري والصيني بشأن القضية الفلسطينية، حيث يتفق الطرفان على ضرورة وقف الحرب على غزة بشكل فوري.
العلاقات المصرية الصينية
جدير بالكر أن العلاقات المصرية الصينية منذ عام ٢٠١٤ اتخذت شكلا آخر من التعاون الاقتصادي كما أنه يوجد ٦٣ اتفاقية تنظم العلاقات الاقتصادية والتجارية بين مصر والصين.
وفي إطار مبادرة "الحزام والطريق"، شملت هذه الاتفاقيات مجالات: الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والتنمية البشرية والتدريب والذكاء الاصطناعي، والصناعة.
وقد قام الرئيس عبدالفتاح السيسي بزيارة الصين ٦ مرات، وتعد زيارة الرئيس السيسي للصين الحالية هي الزيارة السابعة وجاء الرئيس الصيني لمصر في عام ٢٠١٦ بخلاف لقاءات جمعت بين الرئيسين في اجتماعات دولية عديدة، وتم تشكيل لجنة وزارية باسم وحدة الصين مهمتها متابعة تنفيذ الاتفاقيات الموقعة بين البلدين.
وبلغ حجم التبادل التجاري بين مصر والصين خلال عام ٢٠٢٠ مبلغ ١٢،٩ مليار دولار بزيادة عن عام ٢٠١٩ بنسبه ١٠٪، بلغ حجم التبادل التجاري خلال عام 2023 مبلغ 15.7 مليار دولار، فيما سجل حجم الصادرات المصرية إلى الصين في نفس العام 881 مليون دولار، كما وصل حجم الاستثمارات إلى 8 مليارات دولار من خلال أكثر من 2600 شركة صينية في مصر.
وزادت حجم الاستثمارات الصينية المجمعة في مصر ٨ أضعاف تقريبا في أربع سنوات، حيث كانت الاستثمارات الصينية ١،٢ مليار دولار في عام ٢٠٢٠.
المنطقة الصينية في منطقة محور قناة السويس يعمل بها ١٤٠ شركة ومصنعا تعمل في قطاعات صناعة المعدات البترولية والفايبر جلاس والمعدات الكهربائية والزراعية بحجم استثمارات يتجاوز ٣ مليارات دولار، أيضا شركات البناء الصيني العملاقة تقوم بدور هام في بعض المشروعات داخل العاصمة الإدارية منها مشروع البرج الأيقوني ومشروعات داخل منطقة الأعمال المركزيه بالعاصمة الإدارية الجديدة، وأيضا استثمارات الصين في شراكات مشروعات الاستزراع المائي وإنتاج أعلاف الأسماك في المنطقة الصناعية بمدينة جمصة، وكفر غليون.