أقامت شعبة أدب الأطفال، باتحاد كتاب مصر، ندوة بعنوان "أدب الأطفال المصري.. جذور فرعونية"، وتحدث في الندوة الآثاري المعروف د. حسين عبد البصير، والباحثة والكاتبة د. إيمان سند، وكاتبة الأطفال أ. هالة مصطفى، والفنان التشكيلي أ. محسن عبد الحفيظ، وأدار الندوة الشاعر والكاتب أ.عبده الزراع رئيس شعبة أدب الأطفال باتحاد الكتاب.
[[system-code:ad:autoads]]وبدأ الشاعر عبده الزراع حديثه بشكر أعضاء الشعبة في الفترة السابقة وهم: الكاتب منتصر ثابت والكاتبة صفاء عبد المنعم، والكاتب مصطفى غنايم والكاتبة هويدا زكريا، كما رحب بأعضاء الشعبة الحاليين وهم الكاتبة نجلاء علام، والكاتب والباحث د. حمدي سليمان، والكاتبة ياسمين مجدي، ثم تحدث الشاعر عبده الزراع عن أهمية موضوع الندوة، الذي يحث على البحث في الجذور وتنمية الانتماء، ومعرفة مقومات الكتابة في مصر القديمة.
[[system-code:ad:autoads]]وتحدث د. حسين عبد البصير عن الحضارة المصرية القديمة قائلا: "المصري أول كلمة في كتاب التاريخ، وأول كلمة في كتاب الجغرافيا، فمنذ عهد مينا موحد القطرين بدأ المصري القديم يدون كتاباته فهناك قصة الفلاح الفصيح وقصة الملاح الغريق، وهناك الأساطير المختلفة مثل إيزيس وأوزوريس وحورس وست وغيرها، ويمكن الاستفادة من هذه القصص والأساطير وتقديمها للطفل الآن لأنها تحتوي على عناصر التشويق المختلفة.
واضاف أن المصريين القدماء قدموا للعالم كثير من الفنون ومنها فن السينما ولا نتعجب من هذا لأنهم قدموا مشاهد متتابعة بالرسم، راعوا فيها الحركة والظل والنور، وهذا ما تحدثت عنه في كتاب " السينما وحضارة مصر القديمة" الصادر حديثا عن هيئة الكتاب، كما كنت حريصا على إصدار قصص للأطفال كان آخرها كتاب "فرس النهر الأحمر العجوز"، وتضمنت هذه الكتب المعلومات العلمية الدقيقة، مع الأحداث المشوقة والشخصيات المحببة للطفل، والهدف منها إظهار صورة الحضارة المصرية القديمة، وتبسيط المعلومة، وزيادة الثقة بالنفس وتنمية الانتماء، وأنا مهتم حاليا بتقديم سمارت بوك للأطفال ليكون هناك تواصل مع الأطفال من خلال أبلكيشن مصاحب للكتاب، وفي النهاية أناشد وزارة التربية والتعليم تعليم الأطفال اللغة الهيروغليفية".
هوية ثقافية
وتحدثت د. إيمان سند قائلة: "موضوع الندوة في غاية الأهمية لأن له شقين، الأول متعلق بهويتنا الثقافية والحضارية، والثاني متعلق بأدب الأطفال، وعندما نتأمل الموضوع نجد أن القصة الفرعونية ضاربة في التاريخ، وأنها سبقت الحكايات العالمية على مستوى العالم، وعلينا أن ندافع عن هذا التراث ونحرص عليه ونوثقه.
وأشارت إلى أن الكاتب الذي يريد تناول الموضوعات التاريخية في قصته عليه أن يتوخى الحذر لأن هناك مقومات للكتابة التاريخية للأطفال، منها:
- تدقيق المعلومة: فعلى كاتب الأطفال أن يبحث بجدية عن المعلومة التاريخية الصحيحة الموثقة، ويعتمد على أصدق الروايات الموجودة، كما عليه الابتعاد عن القضايا الجدلية وخاصة لو القصة موجهه للسن الصغيرة.
- الفجوات التاريخية: فعلى الكاتب أن يكون حريصا، عندما تقابله فجوة تاريخية غير مذكور بها الأحداث التاريخية بدقة، فعليه عند تأليف حدث من خياله لربط الأحداث التاريخية أن ينوه لهذا، وأيضا أن يكون الحدث المؤلف متوافق مع الأحداث السابقة والتالية.
- مراعاة الحبكة التاريخية: مع إدخال عناصر الحبكة الفنية من الاعتماد على الفلاش باك، والحوار والإثارة والتشويق، والبناء الفني المتماسك.
- المحافظة على أسماء الملوك: وكذلك على الكاتب البحث عن دلالة الأسماء، لأن كل اسم له معنى يدل على السمات الشخصية للإنسان".
كما تحدثت الكاتبة هالة مصطفى، قائلة: بدأت رحلتي في كتابة الرواية التاريخية للأطفال من خلال سلسلة تاريخ مصر التي كانت تصدر عن روايات الهلال التاريخية بدار الهلال، وكان يرأس تحريرها الكاتب الأستاذ محمد الشافعي، وهي سلسلة تخاطب الناشئين، وكنت متحمسة جدا، حيث صدرت لي الرواية الأولى تحت عنوان "تي.. المؤامرة الكبرى"
وأضافت: كان مشروعي في الكتابة يعتمد على تقديم الشخصيات النسائية المؤثرة في تاريخ مصر، فالمرأة في مصر القديمة كانت ملكة وقاضية وطبيبة وعالمة.
وتابعت: مثلا قدمت شخصية نبت وهي أول قاضية في مصر في الأسرة السادسة، كما قدمت شخصية تتي شيري وهي الملكة العظيمة المضحية جدة أحمس وأم سقنن رع، كما أهتممت بتقديم تفاصيل الحياة في مصر القديمة، مثل الأزياء التي ارتبطت بالطبقات المجتمعية، وأرى أن الحضارة المصرية القديمة تحتوي على كنز كبير من الأحداث التي يمكن أن نستمد منها عشرات الروايات والقصص المليئة بالقيم والدراما، وفي النهاية أقول إن الحضارة المصرية حضارة متجددة نكتشف كل يوم بها الجديد ولن تنضب أبدا".
و تحدث الفنان محسن عبد الحفيظ، قائلا: "في البداية أوضح أن موضوع الندوة يشمل شقين الأول عن الحضارة المصرية القديمة والثاني كيف تناول أدب الأطفال هذه الحكايات التاريخية، وفي كل الأحوال على كاتب الأطفال توخي المصداقية عن تناول المعلومات والأحداث، فالحضارة المصرية تضرب بجذورها منذ عشرة آلاف سنة، فقد تم اكتشاف كهف يسمى كهف الوحوش وهو يسبق كهف السباحين ويحتوي على رسوم كثيرة، وقد توصل أحد العلماء أن منها رسوم تمثل مجرة درب التبانة، فعندما جاء الجفاف قرر المصري القديم النزول من الهضاب والعيش بجوار النهر، وقد ترك لنا الأجداد الكثير من الآثار التي توضح مفردات شخصية الإنسان المصري الذي يمتاز بالتعاون والعمل الجماعي والطاعة والتضحية من أجل المجتمع.
وأشار إلى أنه بالنسبة للحكاية أو القصة في مصر القديمة، فقد تم كتابتها على المسلات وفي المعابد، وهناك بردية تم اكتشافها تحتوي على أربع قصص كان أولاد الملك خوفو يقصونها عليه، مما يثبت أن الدراما المصرية هي أول دراما مثبتة في التاريخ البشري كله، ومتوفر فيها كل عناصر الدراما من تشويق وأحداث مثيرة.
ونوه بأن الحضارة المصرية هي الحضارة الوحيدة التي وثقت أحداثها وحروبها وانتصارتها من خلال الرسوم، بل امتدت تأثير الرسوم في التعبير عن مناحي الحياة المختلفة من أزياء وطعام وأثاث وغيرها، فكل عصر من العصور وكل أسرة من الأسرات تم توثيقها من خلال الرسوم، ولذا علينا توخي الدقة عند رسم مفردات الحياة المصرية القديمة بحيث تكون معبرة عن العصر الذي حدثت به الحكاية أو القصة".
وفتح الشاعر عبده الزراع باب المداخلات، وتحدث كل من: الفنان التشكيلي د. محمد الصبان، د. مختار يونس أستاذ بمعهد السينما ومعهد فنون الطفل، د. أبو الفتوح البرعصي فنان تشكيلي ورئيس شعبة أدب البادية، وعماد الشافعي كاتب أطفال، ورؤى محمد عبد الحافظ معيدة بكلية الفنون التطبيقية، والكاتب الطاهر شرقاوي، والكاتب جلال الصياد، ود. سمية محجوب أستاذ بجامعة 6 أكتوبر.
ودارت المداخلات حول أهمية الأدب المصري القديم، وكيفية تقديمه لطفل اليوم، وفي ختام الأمسية قدم الشاعر عبده الزراع رئيس الشعبة شهادات تكريم للمتحدثين.