EN
يصادف اليوم ذكرى دخول جيوش المماليك بقيادة الظاهر بيبرس إلى مدينة أنطاكية، في عام 1268، وقد نجحت القوات الإسلامية في استعادة المدينة من يد الصليبيين بعد مرور 170 سنة على احتلالهم إياها، تم ذلك بعد فترة حصار طويلة، حيث كانت الإمارة الصليبية غير مدركة لخسارتها للمدينة. وقد أظهر بيبرس سخرية من استخدام قائد الدولة الصليبية السابق للقب "أمير" في لقبه.
[[system-code:ad:autoads]]استرداد مدينة أنطاكية
في عام 1268، حاصر بيبرس مدينة أنطاكية، وقد دافع البطريرك عنها بشراسة وهجر معظم سكانها. تمكن بيبرس من استعادة المدينة في 19 مايو، وسقطت القلعة بعد يومين فقط، بعد مقاومة ضعيفة نسبيًا. كانت أنطاكية قد أضعفت بسبب الصراعات السابقة مع أرمينيا والصراعات الداخلية للسلطة. قبل سقوطها، وافق سكان المدينة على الاستسلام شرطًا للحفاظ على حياة المواطنين داخل الأسوار.
[[system-code:ad:autoads]]
يشير كتاب "تاريخ أبي الفداء 1-2 المسمى المختصر في أخبار البشر ج2" للملك المؤيد إسماعيل أبي الفداء إلى أن الجيوش المسلمة تقدمت نحو أنطاكية في بداية شهر رمضان، وتقدمت القوات الإسلامية نحو المدينة وسيطرت عليها بالسيف. في يوم السبت الرابع من رمضان في ذلك العام، قتلوا سكان المدينة ونهبوا ثرواتهم.
وفقًا لكتاب "نيابة طرابلس الشام في عصر سلاطين المماليك (688-922هـ / 1289-1516م)" للدكتور شريف عبد الحميد محمد عبد الهادي، كانت أنطاكية مدينة كبيرة قوية ومحصنة. لقد فشل الأباطرة البيزنطيون في استعادتها من الصليبيين. ولذلك، اختار بيبرس أن يراسل الصليبيين في أنطاكية، يدعوهم ويهددهم بالهجوم عليهم، وفاوضهم لمدة ثلاثة أيام دون أن يتلقى ردًا منهم.
بدأ بيبرس بمهاجمة المدينة حتى تمكن من اقتحامها. في ذلك الوقت، هربت الحامية الصليبية التي تقدر بحوالي ثمانية آلاف شخص إلى السفر بحثًا عن ملاذ آمن. واستمر القتال داخل المدينة لبضعة أيام حتى سقطت القلعة الرئيسية في يد المماليك.
بعد استعادة أنطاكية، قام بيبرس بتشكيل حكومة جديدة في المدينة وأعاد بناء البنية التحتية المتضررة. كما أمر ببناء العديد من المساجد والمدارس والبيوت والقصور في المدينة. أظهر بيبرس رحمة تجاه السكان الأصليين للمدينة وسمح لهم بالبقاء وممارسة دياناتهم وحماية حقوقهم.
يعد استعادة أنطاكية من قبل المماليك حدثًا هامًا في تاريخ الصراعات بين المسلمين والصليبيين في الشرق الأوسط. كانت هذه الحملة العسكرية نقطة تحول في الصراع، حيث أضعفت سلطة الصليبيين وساهمت في تقليص نفوذهم في المنطقة.
يذكر أن الأحداث التي وقعت في القرون الوسطى لها تأثيرات وتداعيات متعددة على التاريخ والسياسة والثقافة في المنطقة، وتعكس تفاعلات معقدة بين الثقافات والحضارات المختلفة.
