لاشك أن الاستفهام عن كيف تعرف أنك مكتوب شقي أم سعيد في اللوح المحفوظ ؟، يعد من أهم المسائل التي يسعى لمعرفتها الكثيرون إن لم يكن الجميع ، فمن لا يرغب في معرفة قدره وماتخبئ له الأيام والشهور بل والسنين القادمة، ومن ثم فإن مسألة كيف تعرف أنك مكتوب شقي أم سعيد في اللوح المحفوظ ؟،أمر ضروري لا يسع الاستهانة به ولو بالقدر القليل، لذا ينبغي البحث عن كيف تعرف أنك مكتوب شقي أم سعيد في اللوح المحفوظ ؟،لعلك بها تطمئن أو تفيق من غفلتك قبل فوات الأوان.
[[system-code:ad:autoads]]كيف تعرف أنك مكتوب شقي أم سعيد
ورد في مسألة كيف تعرف أنك مكتوب شقي أم سعيد في اللوح المحفوظ ؟،أنه جاء شاب إلى أحد العارفين بالله .. وقال : سيدي ، قل لي كيف أعرف أنني مكتوب من السعداء أومن الأشقياء ؟، فرد العارف بالله قائلاً : يا ولدي ، العلامة الفاصلة بين السعادة والشقاء هي (الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ) ، فانظر لنفسك إن كنت تواظب فى الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، فاعلم إنك من سعداء الدارين وإذا كانت الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم غير موجودة فى حياتك فاحذر كل الحذر أن تكون شقيا وأنت لا تدري.
[[system-code:ad:autoads]]فقال المريد : وما الدليل على ذلك من القرآن سيدي ؟، فقال العارف : الدليل واضح فى قول الحق (إن الله وملائكته يصلون على النبى )، فالأشقياء محال أن يشتركوا مع الله فى أى شيء، بينما السعداء يشتركون مع الله والملائكة فى باب السعادة الأكبر صلى الله عليه وسلم ، فقال الشاب : وما معنى المواظبه عندكم سيدي ؟.
فقال العارف : أن تجعل لك ورداً ثابتاً كل ليلة فى الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم .
ولكن اعلم أن هناك ( السعيد و الأسعد ) ، فالسعيد : هو المواظب بشكل يومي فى الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، والأسعد : هو الذى صارت الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم هى طعامه وشرابه وفكره وهمه والهواء الذي يتنفسه ، ثم ذرفت عيون المريد بالدموع وبكى من كلام العارف ، فقال العارف : نزول دموعك تلك هى بدايات السعادة عندك ، ولولا أنك سعيد ما تركتك نفسك وجئت لتسألني ..صلوا عليه وسلموا تسليما كثيرا.
هل يمكن تغيير القدر
قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، إنه بالنسبة في مسألة هل يمكن تغيير القدر ؟، إن القدرُ نوعان ؛ قدرٌ يعني قدَّر الله أنَّه لابدَّ أن يكون، وعلمَ أنَّه لابدَّ أن يكون، فهذا لا يدفعه شيءٌ لا دعاء ولا غيره، فالقدرُ الذي علمَ اللهُ أنَّه يكون ولابدّ، لا يردُّه شيءٌ، يعني أنه لا أسباب تدفعه ليس له أسباب.
وأوضح “ جمعة” في إجابته عن سؤال : ( هل يمكن تغيير القدر ؟) ، أن هناك قدرًا آخرُ مرتَّب على عدم الأسباب التي تدفعه، فهذا القدرُ لدفعه أسباب؛ وأبلغُها في الدَّفع هو الدّعاءُ، ويكون مِن قبيل الحصر الدّعاء، أو الذي يدلّ بالدَّلالة على فضل الدّعاء في دفع القدر ، فهي أقدارُ مرتَّبة على أسباب، والأقدارُ والأسبابُ تتدافعُ، كلّ الأمور الشّرعيَّة والعاديَّة كلّها فيها تدافع، فقدرُ الجوع يُرَدُّ بقدرِ الطَّعام والأكل والعطش والمرض كلّها فيها تدافع، والدَّافعُ والمدفوعُ كلّه مقدَّر.
وبين أن الدعاء لا يغير علم الله، لكن قد يغيّر الكتاب المسطور الذي تطّلع عليه الملائكة، وقدر الإنسان يكون على قسمين هما مبرم، ومعلق، و القضاء المبرم من قضاء الإنسان لا حيلة له فيه لأنه لا يتغير كما أن الله سبحانه وتعالى فعال لما يريد وإذا أراد أن يكون شيئًا يقول له كن فيكون، وهو لا يُسأل عما يفعل ونحن نسأل عما نحن فاعلين.
وأفاد بأن هناك قدرًا محتومًا .. قدرًا مبرمًا، قدرًا في علم الله سبحانه وتعالى، وعلم الله لا يتخلّف، مؤكدًا أن الله يعلم أن هناك دعاءً، والله يعلم -سبحانه وتعالى- أن هناك أحداثًا وهو يكتب الكتاب المسطور، وقد يخالف ما يحدث الكتابَ المسطور، لكنه لا يمكن أن يخالف علم الله القائم في نفسه الذي لا يطّلع عليه لا نبي مرسل ولا ملك مقرّب إلا بإذن الله.
وتابع: فعندما أدعو قد يختلف الكتاب المسطور، مكتوب في الكتاب المسطور مثلًا أني سوف أنجح في الامتحان أو أرسب في الامتحان، فدعوت الله: "يا رب أنجحني"، فوفّقني الله للإجابة ونجحت، مخالفًا للكتاب المسطور الذي يعلمه الملائكة؛ لأن الدعاء قادر على أن يُغيّر ما في الكتاب، لكن الله سبحانه وتعالى يعلم أنني سأدعو، ويعلم أنه سيتغير ما في الكاتب المسطور، ويعلم أنني سأنجح.
وأضاف أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بين لنا أن القضاء المعلق يتغير بالدعاء المقبول عند الله عز وجل وله شروطه، ومن أبرزها أنه يكون مما أكل الحلال وأكل الحلال عند العلماء على رأيين الأول: ماله من حلال أي يكون خاليًا من أي تصرف مالي قد حرمه الإسلام كالرشوة والغش منوهًا بأن الراي الثاني هو أن يكون الإنسان مطعمه من حلال بكونه أيضًا خاليًا من أي محرم كالميتة ولحم الخنزير أو الخمر.
ونبه إلى أنه إذا حرر الإنسان بدنه من كل محرم فإن الله -سبحانه وتعالى- يستجيب للدعاء، ويصعد به من الأرض إلى السماء، حيث قال الله تعالى «إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ» الآية 10 من سورة فاطر، وعن هل الدعاء يغير القدر في الزواج ، فإنه في أثناء صعود الدعاء إلى السماء يقابل القضاء فيعتلجان ويغلب الدعاء، صاعدًا ليغير الله محوًا للقضاء وإثباتًا بما في هذا الدعاء، طبقًا لاستجابته له.
الدعاء يغير القدر
وعن صحة حديث الدعاء يرد القضاء ، الوارد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا يَرُدُّ القَضَاءَ إلا الدُّعاء»، ففيه قال الشيخ عويضة عثمان، مدير إدارة الفتوى الشفوية وأمين الفتوى بدار الإفتاء، عن صحة حديث الدعاء يرد القضاء ، إن المقصود بحديث الرسول -صلى الله عليه وسلم-: «لا يَرُدُّ القَضَاءَ إلا الدُّعاء» هو القضاء المُعَلَّق وليس المُبرَم المَحتوم.
وبين “ عويضة ” أن معنى أنه لا يردُّ القدرَ إلَّا الدّعاءُ ؛ ليس المرادُ به القدرَ المحتوم، فالقدرُ الذي سبقَ علمُ الله بأنَّه يكونُ: لا يردّه شيءٌ، وعن هل الدعاء يغير القدر فإنما القدرُ الذي يردهُّ الدّعاءُ هو القدرُ المرتَّب الذي جعل الله لردِّه أسبابًا ومنها الدّعاء، فأبلغُ الأسباب لدفع المكروه مثلا الدّعاءُ، فهذا فيه تعظيم شأن الدّعاء وتأثيره في دفع المقدور.
وأشار إلى أن القضاء نوعان: «المُعَلَّق والمُبرَم»، أما المعلق فليس معلَّقًا في علم الله تعالى، فالله عالم الغيب والشهادة، لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء، عِلمُه أزلي أبدي لا يتغيَّر، وهو بيد الملائكة وهذا النوع هو الذي يغيره الدعاء، وعن صحة حديث الدعاء يرد القضاء ، أضاف: «أما القَضَاءُ الْمُبْرَمُ أي المحتوم فلا يَرُدُّهُ شَىْءٌ، لا دَعْوَةُ دَاعٍ وَلا صَدَقَةُ مُتَصَدِّقٍ ولا صِلَةُ رَحِمٍ».
وأردف: أما القضاء الْمُعَلَّقُ مَعْنَاهُ أَنَّهُ مُعَلَّقٌ في صُحُفِ الْمَلائِكَةِ الَّتي نَقَلُوهَا مِنَ اللَّوْحِ الْمَحْفُوظ. مَثلًا يَكُونُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُم فُلانٌ إِنْ دَعَا بِكَذَا يُعْطَى كَذَا، وَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ لا يُعْطَى. وَهُمْ لا يَعْلَمُونَ مَاذَا سَيَكُونُ مِنْهُ. فَإِنْ دَعَا حَصَلَ ذَلِكَ. وَيَكُونُ دُعاؤُهُ رَدَّ القَضَاءَ الثَّانِيَ الْمُعَلَّقَ، صحة حديث الدعاء يرد القضاء ، وتابع: وَهَذَا مَعْنى الْقَضَاءِ الْمُعَلَّقِ أَوِ الْقَدَرِ الْمُعَلَّقِ، وَلَيْسَ مَعْنَاهُ تَقْدِيرَ اللهِ الأَزَلِيِّ الَّذي هُوَ صِفَتُهُ مُعَلَّقٌ عَلَى فِعْلِ هَذَا الشَّخْصِ أَوْ دُعَائِهِ. فَاللهُ يَعْلَمُ كُلَّ شَىْءٍ بِعِلْمِهِ الأَزَلِيِّ. يَعْلَمُ أَيَّ الأَمْرَيْنِ سَيَخْتَارُ هَذَا الشَّخْصُ وَمَا الَّذي سَيُصِيبُهُ. وَكُتِبَ ذَلِكَ في اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ أَيْضًا.