تُحيي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم الثلاثاء، الموافق 6 بشنس حسب التقويم القبطي، تذكار إستشهاد القديسة دولاجي وأولادها الأربعة، الملقبة بباكورة شهداء إسنا.
أشهر قديسات الصعيد
وبحسب كتاب ( السنكسار)، الذي يرتب جميع الأحداث والأعياد والمناسبات الكنسية بصورة يومية نشأت الأم دولاجى في مدينة إسنا التى كان كرسى الإسقفية بها من زمن الأنبا أمونيوس أسقف إسنا، وتعتبر الأم دولاجى واحدة من أشهر قديسات الصعيد الأعلى، التى برهنت للعالم أن محبة المسيح لا يقاسمها أى من الماديات أو الفانيات، فأصبحت شفيعة ليس لهذه المدينة فحسب، بل للعالم بأسره.
[[system-code:ad:autoads]]فكانت الأم دولاجي أرملة ولها أولاد أربعة وهما: صوروس وهرمان وأبانوفا وشنطاس وكانوا يعملون بالزراعة، ويذكر التاريخ أنها كانت غنية ووزعت ما لديها علي الفقراء والمساكين، وكانت هذه السيدة تسلك حسب وصايا الإنجيل حافظة كلمة الله فى قلبها مُحبه للجميع، حتى شب أولادها مثلها ثابيتن فى الإيمان، لا يزعزعهم تهديد أو وعيد.
[[system-code:ad:autoads]]باكورة شهداء إسنا
ويطلق علي الام دولاجي “باكورة شهداء إسنا” في الصعيد هي الأم القبطية القوية التى طلبت من الوالي أن يؤجل قطع رقبتها حتى تتأكد أن أولادها نالوا إكليل الشهادة ولم يضعف أحد منهم.
كان اريانوس والى أنصنا في مدخل إسنا ورأى أربعة فتيان يسوقون دابة محملة بالبطيخ فسألهم عن دينهم فقالوا أنهم مسيحيون، طلب منهم السجود للأوثان فرفضوا ووصل الخبر لأمهم دولاجى التى جرت إلى موقع أولادها لتشجع وتشدد وتؤكد تمسكها وأولادها بالمسيح، وفي الحبس كانت تصلى أن يمنحها الله القوة لأن تشهد له وأن يقوى إيمان الصغار ليتمسكوا به، وظهرت لهم العدراء أم المخلص، وكانت تعزية كبيرة من أم جاز في نفسها سيف.
وعندما حانت ساعة الاستشهاد طلبت الأم دولاجى أن يستشهد أولادها قبلها، كانت تريد ان يصل الأولاد إلى ميناء الخلاص خافت حد يضعف أو يتراجع أو يخاف وكان قلب الوالى حجرا فأمر أن تقطع رقاب الأولاد على ركبتى الأم.
أجسادهم محفوظة بالكنيسة
ويذكر التاريخ أن الوالى أمر بذبح أولادها على ركبتيها واحدًا تلو الآخر وهو يترقب لحظة تراجعها، إلا أن إيمانها القوى هى وأولادها كان يفوق كل تعذيب وكل قسوة، وبعد أن ذبح أولادها أمام عينيها قطع رأسها وهى فى غمرة صلواتها وترتيلها للسيد المسيح.
ولا تزال أجسادهم المقدسة محفوظة بالكنيسة التى تحمل أسمها بمدينة أسنا، وتعيد الكنيسة تذكار شهادتهم فى اليوم السادس من شهر بشنس كل عام.
والام دولاجي لها كنيسة بنيت فى القرن الرابع الميلادى، ولكنها كانت تحت الأرض حتى عام 1940 م حيث تم تجديدها وترميمها بناء على وصية الأميرالاى ” أبادير بك جرجس” الذى تكفل هو وأخوته بتجديدها، ويوجد قبره بالجهة الشرفية البحرية من الكنيسة، وحسب ما نقل عن الأسلاف فإن هذه الكنيسة مقامة على أنقاض بيت الأم دولاجى.
الأنبا يواقيم يرأس صلوات القداس
وترأس الأنبا يواقيم أسقف عام إسنا وأرمنت للأقباط الأرثوذكس، صباح اليوم الثلاثاء، صلوات قداس عيد تذكار استشهاد الشهيدة الأم دولاجي وأولادها الأربعة، وذلك بكنيستها بمدينة إسنا جنوب محافظة الأقصر.
وشارك الأنبا يواقيم في الصلوات، أباء كهنة الإيبارشية، ورهبان الأديرة والكنائس الأخري، وخورس الشمامسة وجمع خفير من الشعب القبطي.
أقباط إسنا يحتفلون
وكان احتفل أقباط مدينة إسنا جنوب الاقصر، مساء أمس، بعشية عيد استشهاد الأم دولاجي وأولادها الأربعة، بكنيستها وسط مدينة إسنا، تحت رعاية وحضور صاحب النيافة الأنبا يواقيم أسقف عام إسنا وأرمنت، وبحضور أباء كهنة الإيبارشية، ورهبان الأديرة والكنائس الأخري، وخورس الشمامسة والشعب القبطي.
وبدأ الاحتفال بتراس نيافة الأنبا يواقيم صلاة العشية، واشترك معه لفيف من الآباء الكهنة والرهبان، حيث تم تطييب الأنبوبة التى تحوى رفات الأم دولاجى وأولادها الأربعة، والطواف بالمقصورة الخشبية المرسوم عليها الأم دولاجى وأولادها الأربعة داخل الكنيسة.