تستغل التنظيمات المتطرفة ومنها داعش حالة الفراغ الأمني والصراعات الموجودة داخل عدد من الدول ومن بينها: أوكرانيا "لا يزال الصراع ممتدا لأكثر من عامين بينها وبين روسيا"، وكذلك السودان الشقيق "يشهد حربا داخلية منذ عام جراء تأزم الوضع السياسي ببن الجيش الوطني وقوات الدعم السريع"، لممارسة أنشطتها الإجرامية وتنفيذ أجندتها.
[[system-code:ad:autoads]]
وانبثق تنظيم داعش الإرهابي من الفرع العراقي لتنظيم القاعدة، وازدهر في العراق اعتبارًا من عام 2006، ثم في سوريا بفعل حالة الفوضى الناجمة عن المشاكل السياسية في البلد.
الجماعات الإرهابية والأزمات
وسعى التنظيم إلى نشر نظام الرعب الذي يتّبعه خارج المشرق العربي وصولا إلى أفغانستان وجنوب شرق آسيا.
ويتّبع أفراد تنظيم داعش ممارسات وحشية منحرفة عن الدين الذي يجاهرون به كالإعدام بـ/قطـ ع الرؤوس والاسترقاق والقتل الجماعي.
والحقيقة أن المسلمين، شيعة وسنّة، يمثّلون النسبة الكبرى من ضحايا تنظيم داعش، إذ يفرض عليهم سياسة رعب لا ترحم لا النساء ولا الأطفال، كما يمارس اضطهادا منهجيًا على أبناء الأقليات العرقية والدينية.
وأصبح التنظيم يعمل بشكل مباشر بالارتزاق لصالح المخابرات الغربية بعد وفاة قائده أبو بكر البغدادي في 26 أكتوبر 2019.
وذكرت وكالة "سبوتنيك"الروسية، أنه وبعد خمود شعلة التنظيم، قامت وكالة الاستخبارات الأمريكية بتجنيد مسلحي داعش المحتجزين في السجون والمعسكرات، التي يسيطر عليها الأكراد في شمال شرقي سوريا لإرسالهم إلى أوكرانيا.
وبالصور تم تأكيد تواجد المرتزقة من مقاتلي داعش بجانب القوات الأوكرانية على الجبهة في الدونباس، فيما قال الإرهابي الشيشاني المعروف عبد الحكيم الشيشاني الذي يقاتل بكتيبته إلى جانب القوات الأوكرانية، إن "مسلحيه كانوا يهاجمون الحدود الروسية، و لقد أصبحوا جزءًا من مجموعات التخريب والاستطلاع الأوكرانية العاملة في منطقة بيلجورود".
وفي نفس السياق، ووفقًا لتقرير نشرته الصحافة الأمريكية نقلا عن مصادرها، تبنى الرئيس الأوكراني قرارا جريئا قبل عدة أشهر بإرسال قوات من أوكرانيا إلى السودان للمشاركة في الصراع الداخلي المتصاعد هناك.
وكان ينظر لهذا الخطوة باعتبارها تحديا كبيرا لأوكرانيا في ظل تراجع الدعم الغربي لها، أما الآن فبدأت كييف باستخدام مقاتلي داعش للقيام بمهام إلى جانبها في السودان بعدما ثبتت أقدامهم في الخرطوم.
حقيقة ظهور داعش بالسودان
وحسب ما ذكرته شبكة "سكاي نيوز"، وبالأدلة المؤكدة، يشارك تنظيم داعش الإرهابي في حرب السودان، حيث ينتشر مُقاتلوه في شوارع البلاد.
وتم تأكيد الخبر بعدما نعت الكتيبة بمن وصفته بنائب أمير الكتيبة "مصعب حسن" الملقب بأبو أسامة، الذي قُتل في معارك الخرطوم.
ونفى السودان ذلك الأمر جملة وتفصيلا، مؤكدا أن ما ورد في بعض التقارير الإعلامية عن وجود داعش في البلاد غير صحيح، بل وقرر اتخاذ إجراءات عاجلة ضد من تورط في نشر هذه المعلومات.
من جانبه قال الباحث في الجماعات الإرهابية منير أديب، إن تنظيم داعش الإرهابي متواجد بالفعل داخل السودان، مشيرا إلى أن وجود التنظيم مرتبط بأمرين هما، أن النظام السابق برئاسة عمر البشير الذي حكم البلاد 30 عاما وأكثر كان حاضنا لكل تنظيمات العنف والتطرف بداية من تنظيم قاعدة الجهاد "أسامة بن لادن كان يقيم في السودان"، وانتهاء بالمليشيات المسلحة ومنها ما يسمى بحركة لواء الثورة.
وأضاف "أديب" - خلال تصريحات لـ"صدى البلد": الأمر الثاني كدليل على وجود هذا التنظيم ونشاط الجماعات الإرهابية هو عقب سقوط نظام البشير حدثت فوضى في البلاد "لم يخرج منها البلد العربي الشقيق حتى هذه اللحظة بل تطورت في المشهد السياسي وتحولت إلى صراع ثم حرب"، مشيرا: هذه الحرب وفرت مناخا من الفوضى وهيأت الوضع أمام هذه التنظيمات الإرهابية للعودة لنشاطها، فلا "يوجد حاليا بيئة خصبة لنشاط هذه الجماعات كما في السودان".
وتابع الباحث: عندما نقول إن لتنظيم داعش نشاطا داخل السودان فهذه حقيقة، فالتنظيم موجود منذ فترة، ونحن نتحدث عن الثلاثية الجهادية، ونتحدث عن أن كل التنظيمات لها أتباع ومريدون، وهذا عكس طبيعة الشعب السوداني المسالم للغاية، وربما تكون حالة الفوضى الصعبة هي من خلفت هذا الوضع وربما كانت بيئة خصبة لنمو هذا الجماعات.
أسباب انتشار التنظيمات
وأشار أديب: نحن نتحدث عن عدم وجود سلطة سياسية وأن هناك صراعا مسلحا بين القوتين العسكريتين الكبيرتين، وهما الجيش الوطني وقوات الدعم السريع، وهذا أثر سلبا على تأمين الحدود والداخل السوداني، وبالتالي بات البلد مرتعا لهذه التنظيمات وهي تعمل بصورة كبيرة، وقد أعلنت عن نفسها من خلال تنفيذ بعض العمليات التي أخذت طابعا وبصمة ربما تشير لوجود هذا التنظيم.
وأكد الباحث : من الصعب القول بأن التنظيم يعمل لصالح طرف دون الآخر، ولكن هو يعمل لصالحه ولتنفيذ أجندته الخاصة فهو ليس لديه مشكلة في دعم أحد أطراف الصراع في السودان مقابل أن يظهر بقوته وأن يفرض إرادته ويصبح واقعا داخل البلد العربي الشقيق كما كان في العراق وسوريا.
واختتم "أديب": على المجتمع الدولى أن يتحرك؛ لرأب الصدع في السودان حتى لا يتحول لمصدر إزعاج للجميع من الناحية الأمنية في ظل وجود هذه التنظيمات الإرهابية.