يصادف اليوم ذكرى وفاة لودفيج فان بيتهوفن، عندما اندلعت ثورة فرنسا في عام 1789، كان لودفيغ فان بيتهوفن، الملحن الألماني الشهير، عمره 19 عامًا. تأثر بيتهوفن، مثل الكثير من الأوروبيين في ذلك الوقت، بقيم الثورة الفرنسية التي دعت إلى الحرية والمساواة وانتشرت في أنحاء أوروبا.
كان بيتهوفن يعيش في نفس الفترة التي عاش فيها الإمبراطور الفرنسي نابليون بونابرت، الذي كان أكبر سنًا بعام و4 أشهر. وعلى الرغم من تزامن وجودهما، إلا أنهما لم يلتقيا أبدًا. ومع ذلك، أثر بونابرت بشكل كبير على بيتهوفن، الذي كان معجبًا بشخصية الإمبراطور الفرنسي.
[[system-code:ad:autoads]]
في عام 1792، انتقل بيتهوفن إلى فيينا، عاصمة النمسا، لتعلم المزيد عن الموسيقى من الملحن النمساوي الشهير جوزيف هايدن. خلال تلك الفترة، سمع بيتهوفن لأول مرة عن الجنرال بونابرت، الذي حقق شهرة كبيرة في أوروبا بفضل انتصاراته العسكرية في إيطاليا وحملته العسكرية في مصر عام 1798. وبعد انقلاب 18 برومير في عام 1799، أصبح بونابرت قنصلاً أول. وبعد هذه الأحداث، أصبح بونابرت بطلاً في نظر الكثيرين الذين كانوا ممتنين له لإنهاء فترة الإعدامات والاضطرابات خلال فترة الثورة. كان بعض الناس، بما في ذلك بيتهوفن، يعتقدون أن بونابرت سينشر القيم الحقيقية للثورة، حيث كان يُنظَر إليه كشخصية وطنية دافعت بقوة عن حدود فرنسا في السنوات السابقة.
أثناء فترة إعجابه بقيم الثورة الفرنسية وشخصية بونابرت، حاول بيتهوفن التقرب منه من خلال تقديم هدية موسيقية. في عام 1802، بدأ الملحن الألماني في تأليف ما أصبح يُعرف فيما بعد بالسيمفونية الثالثة، والتي تتألف من أربع حركات، بما في ذلك حركة موكب جنائزي.
غضب واستياء
في عام 1804، تغيرت آراء لودفيغ فان بيتهوفن تجاه نابليون بونابرت. بعدما أعلن بونابرت نفسه إمبراطورًا لفرنسا، شعر بيتهوفن بخيبة أمل كبيرة وغضب وشطب اسم بونابرت من السيمفونية التي كان يعمل عليها. أطلق على السيمفونية اسم "البطولية" (Eroica) وكتب أنها تكريمًا لرجل عظيم دون الاشارة إلى بونابرت بشكل صريح.
قرر بيتهوفن فيما بعد أن يهدي السيمفونية للأمير النمساوي جوزيف فرانتس ماكسيميليان لوبكوفيتز (Joseph Franz von Lobkowitz) بدلاً من بونابرت. وعندما نصب بونابرت نفسه إمبراطورًا، أعرب بيتهوفن عن استيائه قائلاً: "أصبح اليوم إنسانًا عاديًا وفقد خلوده... سيركل خلف طموحاته وسيضع حقوق الإنسان تحت قدميه وسيسعى لتحقيق طموحاته الشخصية وسيفخر بتفوقه على البشر الآخرين وسيصبح طاغية."
في السنوات التالية، تواصل بيتهوفن تبني مشاعر الاستياء تجاه الفرنسيين وبونابرت. وأعرب عن حزنه الشديد عندما سمع صوت مدافع الفرنسيين خلال اقترابهم من فيينا في عام 1809. وعندما تعرضت قوات بونابرت للهزيمة، استعاد بيتهوفن حيويته وكتب المزيد من القطع الموسيقية، بما في ذلك أعمالاً موسيقية قدمها لدوق ويلنغتون الذي هزم الفرنسيين في معركة واترلو. كما عزف في مؤتمر فيينا الذي تم فيه مناقشة مستقبل أوروبا بعد بونابرت.
في عام 1815، تم نفي بونابرت إلى جزيرة سانت هيلينا في المحيط الأطلسي، حيث توفي في 5 مايو 1821 عن عمر يناهز 51 عامًا. وعن وفاة بونابرت، قال بيتهوفن: "لحّنت منذ 17 عامًا الموسيقى الملائمة لهذا الحدث المأساوي".