بُعثت طائفة الحشاشين من مرقدها وتاريخها الدموي إلى الحياة من جديد في مسلسل من بطولة كريم عبدالعزيز، ليجسد أبطال المسلسل أحداث من القرن الحادي عشر، وصفت في التاريخ بأنها من الفترات الأكثر دموية.
من هي طائفة الحشاشين؟
مع نهاية القرن الـ 11 الميلادي والـ 5 الهجري، ظهرت طائفة الحشاشين وهي طائفة شيعية إسماعيلية نزارية منشقة عن الفاطميين، وهي أخطر الجماعات في التاريخ الإسلامي.
وقد تأسست الطائفة عام 1090 ميلاديًا على يد الحسن بن الصباح الذي يعرف بـ الشيخ مؤسس الدعوة الجديدة، وامتدت سيرتهم وقوتهم التي ترهب أعدائهم من القرن الـ 11 إلى القرن الـ أي من القرن الـ 5 حتى الـ 7 الهجري.
القلاع درع يحمي أفكارهم
من داخل القلاع بقمم الجبال حكمت طائفة الحشاشين، وقد كانت قلعة آلموت في بلاد فارس هي مركز دعوتهم، وتشعبوا حتى وصلوا إلى الشام وذلك بعد أن هاجر جزء منهم إلى إيران.
وقد تسببت أفكارهم التي حلت على الشام وإيران في معاداة الخلافة العباسية الفاطمية وكذلك السلاجقة والخوارزميين والزنكيين والأيوبيين حتى الصليبيين.
من الإمامة إلى الانتحار
كانوا يدعون إلى إمامة نزار المصطفى لدين الله ومن جاء من نسله، ومن ثم يبتدعون لأنفسهم استراتيجية عسكرية خاصة حكمت الجماعة من أول يوم حتى نهايتها على يد المغول.
فقد كانت لاستراتيجية العسكرية لطائفة الحشاشين قائمة على الاغتيالات التي يقوم بها انتحاريون لا يخشون الموت في سبيل تحقيق هدفهم.
الحشيش وعلاقته بـ طائفة الحشاشين
يقف وراء تسمية الطائفة بهذا الاسم العديد من الروايات والحكايات، فالأولى هي قصة قتلهم لـ الوزير "نظام الملك" والتي سبق مقتله صراع طويل بدأ بتحرك حسن الصباح للسيطرة على كل ما يحيط بـ قلعة آلموت انزعجت الدولة العباسية وأرسلت السلاجقة لمهاجمته وبالفعل وقع الهجوم وحاصروا أفراد الطائفة ومنع عنهم الطعام والشراب فبدأوا في أكل حشاش الأرض من نباتات وغيرها.
وعندما اغتال واحد منهم الوزير نظام الملك شعر الناس بالرعب والقوة التي يتمتعون بها وظنوا أن حسن الصباح قد منح لهم مخدرًا للقيام بهذه العملية الاغتيالية.
أما الرواية الثانية وهي أن كلمة القتلة أو الاغتيالون تعني بالفرنسية أساسان (Assasins) حيث أطلقها عليهم الفرنسيون.
استطاع أفراد الطائفة التي حكمها 8 ملوك بقوتهم وجراءاتهم أن يبثوا لرعب في نفس الحكام والأمراء، وأغتالوا الخليفة العباسي المسترشد والراشد والوزير السلجوقي نظام الملك وملك بيت المقدس كونراد.
المغول تكتب نهايتهم
جاءت نهاية الطائفة التي أرعبت العالم على يد هولاكو زعيم المغول، وكانت بداية سقوطهم عام 1256 ميلاديا في بلاد فارس، وذلك بالسيطرة على حصنهم المنيع آلموت وإلى جانبها 100 قلعة بإحراقها، وعام 1273 سقطت الطائفة أيضًا في الشام على يد الظاهر بيبرس.