في ذكرى وفاة صلاح الدين الأيوبي، كان قد ترك وصيته لابنه قبل وفاته في 4 مارس 1193م.
الوصية تركزت على عدة نصائح وتوجيهات أهمها:
1. تقوى الله تعالى: أوصى ابنه بتقوى الله كونها أساس الخير والنجاة.
2. الامتثال لأوامر الله: طالبه بالامتثال لأوامر الله لأنها سبب نجاحه وسعادته.
3. تجنب الدماء والصراعات: حذره من إلقاء الدماء والانخراط في النزاعات، مشيرًا إلى أن الدماء لا تهدأ، وبالتالي يجب تجنبها.
4. حفظ قلوب الناس: أوصاه برعاية واهتمام الناس، فهو مسؤول عنهم وعليه أن يكون أمينًا على الله وعلى الناس.
5. التعامل الحسن مع الحكام والأعيان: نصحه بالاحتفاظ بقلوب الحكام والأعيان والمشاهير، وأشار إلى أنه لم يحقق ما حققه إلا من خلال التعامل الحسن مع الناس.
6. التسامح وعدم الحقد: حذره من حمل الحقد على أي شخص، لأن الموت يأتي للجميع، وبالتالي يجب أن يتفهم ويسامح الآخرين.
7. التواصل الجيد مع الناس: أشار إلى أهمية التواصل الجيد مع الناس، لأن الغفران يأتي عن طريق رضاهم، والله يغفر ما بين الإنسان وبينه فقط من خلال توبته إليه.
صلاح الدين الأيوبي
يشار إلى أن المستشرق البريطاني "وول ديورانت" ذكر كتابه "قصة الحضارة" عن الأيوبى : "لقد أجمعت الآراء على أن صلاح الدين كان أنبل من اشترك في الحروب الصليبية .
كان في العادة شفيقا على الضعفاء، رحيما بالمغلوبين، يسمو على أعدائه في وفائه بوعده سموا جعل المؤرخين المسيحيين يعجبون كيف يخلق الدين الإسلامي -"الخاطئ" في اعتقادهم- رجلا يصل في العظمة إلى هذا الحد، وكان يعامل خدمه أرق معاملة، ويستمع بنفسه إلى مطالب الشعب جميعها، وكانت قيمة المال عنده لا تزيد على قيمة التراب، ولم يترك في خزانته الخاصة بعد موته إلا دينارا واحدا ".
صلاح الدين الأيوبي كان قائدًا نبيلًا وعادلًا ورحيمًا، قاد حملات ومعارك ضد الصليبيين وتمكن في النهاية من استعادة معظم الأراضي المقدسة، كان يعامل خدمه بلطف واحترام وكان يستمع لمطالب الشعب ويعاملهم بإنصاف، لم يكن لديه اهتمام كبير بالثروة وترك وراءه ثروة متواضعة.
ولد صلاح الدين في تكريت، العراق، عام 1138م.
أسس الدولة الأيوبية التي وحدت مصر والشام والحجاز وتهامة واليمن، وأنهى حكم الخلافة الفاطمية، قاد حروبًا ضد الفرنجة والصليبيين لاستعادة الأراضي المقدسة، ونجح في استعادة القدس وغيرها من الأراضي في فلسطين ولبنان.