اكتشف فريق من العلماء على متن “سفينة استكشاف” قبالة سواحل أمريكا الجنوبية أمرا مذهلاً، إذ وجدوا 4 جبال ضخمة تحت الماء، لم تكن معروفة من قبل، ويتراوح ارتفاعها ما بين 5200 قدم إلى 8800 قدم.
ويسلط هذا الاكتشاف الضوء على مدى قلة ما نعرفه عن المحيطات التي تغطي جزءًا كبيرًا من كوكبنا.
ووفقاً للتقديرات الأخيرة، فإن أكثر من80% من المحيطات لم يتم رسم خرائط لها على الإطلاق، ناهيك عن استكشافها.
وأوضح جيوتيكا فيرماني من معهد شميدت للمحيطات الذي كان فريقه يدرس "الجبال البحرية" من على متن السفينة فالكور: "أطولها يبلغ ارتفاعه أكثر من ميل ونصف، ولم نكن نعلم حقًا أنه كان هناك".
وباستخدام معدات السونار، حقق فيرماني وفريقه في شذوذ الجاذبية في أثناء الإبحار من كوستاريكا إلى تشيلي، فعادة ما تكون هذه الحالات الشاذة نتيجة لكتلة يصعب تمييزها، وفي هذه الحالة، تبرز جبال بأكملها من قاع المحيط.
وقال فيرماني لمجلة New Scientist: "كنت أفكر في واحد، وربما اثنين، ولكن العثور على 4 جبال أمر لا يصدق، إنه يظهر مدى جهلنا بما هو موجود هناك".
وبفضل جوانبها المنحدرة، عادة ما تعج الجبال البحرية بالحياة، ففي العام الماضي، اكتشف فريق دولي من العلماء، بما في ذلك فيرماني، حضانة للأخطبوط في أعماق البحار بالقرب من فتحة مائية حرارية منخفضة الحرارة بجوار جبل بحري لم يكن معروفًا من قبل قبالة ساحل كوستاريكا.
واكتشف فيرماني وفريقه، 29 جبلًا بحريًا حتى الآن، وهو جزء صغير من الجبال التي لم نكتشفها بعد.
ووفقا لمنظمة استكشاف المحيطات التابعة للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، فمن المحتمل أن يكون هناك أكثر من 100 ألف منها يبلغ ارتفاعها 3300 قدم على الأقل.
وقد بحثت دراسة مختلفة في العام الماضي عمليات رصد الأقمار الصناعية العالمية، وخلصت إلى أنه لا يزال هناك ما يقرب من 20 ألف جبل بحري يمكن العثور عليها، على الرغم من أنه تم بالفعل رسم خرائط لأكثر من 24600 جبل.
وقال كيري هاول، عالم الأحياء البحرية بجامعة بليموث، والذي لم يشارك في البحث، لمجلة “نيو ساينتست”: "إن حقيقة عدم وجود خرائط لدينا لقاع البحر لدينا هي أمر جنوني".
وبفضل تنوعها البيولوجي المذهل؛ أصبحت دراسة هذه الجبال العملاقة المختبئة، أكثر أهمية من أي وقت مضى، ولحسن الحظ، استخدم العلماء تقنيات رسم خرائط عالية التقنية للحصول على رؤية أفضل، وهي أبحاث يمكن أن تدعم بشكل كبير جهود الحفاظ المستمرة.