تراجعت أسعار الذهب عالمياً بشكل كبير مع بداية تداولات الأسبوع، في ظل ارتفاع مستويات الدولار الأمريكي لأعلى مستوياته في شهرين إلى جانب ارتفاع عوائد السندات الأمريكي، يأتي هذا بعد تقرير الوظائف القوي خلال الأسبوع الماضي بالإضافة إلى تصريحات من رئيس الفيدرالي الأمريكي.
[[system-code:ad:autoads]]
سجل السعر الفوري لأونصة الذهب العالمي أدنى مستوى في أسبوع خلال جلسة اليوم الاثنين عند المستوى 2021 دولار للأونصة، لتنخفض بنسبة 0.8% عن سعر الافتتاح عند 2039 دولار للأونصة ليتداول وقت كتابة التقرير الفني لجولد بيليون عند المستوى 2023 دولار للأونصة.
خلال الأسبوع الماضي استطاع الذهب أن يسجل ارتفاع بنسبة 1% وذلك بعد أن فقد نصف مكاسبه تقريباً ليغلق عند المستوى 2039 دولار للأونصة بعد أن كان قد سجل أعلى مستوى في شهر عند 2065 دولار للأونصة.
يرجع هذا إلى انخفاض الذهب يوم الجمعة الماضية بنسبة 0.7% ليفقد 15 دولار من قيمته بعد تقرير الوظائف الأمريكي عن شهر يناير والذي أظهر تعيين وظائف جديدة بمقدار 353 ألف وظيفة بأعلى من التوقعات 187 ألف والقراءة السابقة التي تم تعديلها إلى 333 ألف من 2016 ألف.
خسائر الذهب ناتجة عن قوة تقرير الوظائف الأمريكي والتي أظهرت مرونة مستمرة في أكبر اقتصاد في العالم مما يمنح البنك الاحتياطي الفيدرالي مجالًا أكبر للحفاظ على أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول.
صرح رئيس البنك الفيدرالي جيروم باول في مقابلة أجريت معه يوم أمس إن البنك سيظل حذرًا في النظر في أي تخفيف نقدي هذا العام، وأن مرونة الاقتصاد الأمريكي تمنحه مساحة أكبر لإبقاء أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول.
كررت تعليقاته إلى حد كبير ما جاء في اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع الماضي، بأنه ليس في عجلة من أمره للبدء في تخفيف السياسة النقدية أو خفض الفائدة.
تسبب هذا في تغير رهانات الأسواق بالنسبة لأسعار الفائدة الأمريكية بشكل كامل، فقد تراجعت توقعات خفض الفائدة في مارس القادم إلى 14%، كما استمر تقليص الأسواق لتوقعاتهم لخفض الفائدة في مايو القادم إلى 52%، وفي المقابل تتزايد التوقعات أن يبدأ الفيدرالي في خفض الفائدة مع بداية النصف الثاني من العام.
إن احتمال ارتفاع أسعار الفائدة لفترة أطول لا يبشر بالخير بالنسبة للذهب، نظرا لأن ارتفاع أسعار الفائدة يؤدي إلى ارتفاع تكلفة الفرصة البديلة لشراء السبائك. وعلى الرغم من ذلك شهد المعدن النفيس بعض الدعم في الجلسات الأخيرة من زيادة الطلب على الملاذ الآمن، خاصة وسط التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط.
في المقابل ارتفع الدولار الأمريكي مقابل العملات الأخرى وسجل أعلى مستوى منذ شهرين وفقاً لمؤشر الدولار، ليسجل ارتفاع اليوم بنسبة 0.2% وذلك بعد أن ارتفع يوم الجمعة الماضية بنسبة 1%.
بالإضافة إلى هذا ارتفع العائد على السندات الحكومية الأمريكية لأجل 10 سنوات خلال تداولات اليوم بنسبة 1.5% لتسجل أعلى مستوى في أسبوع عند 4.100%، الأمر الذي زاد من الضغط السلبي على أسعار الذهب مع بداية تداولات الأسبوع.
عقود شراء الذهب
أظهر تقرير التزامات المتداولين المفصّل الصادر عن لجنة تداول السلع الآجلة، والذي يُظهر وضع المضاربة على الذهب للأسبوع المنتهي في 30 يناير، حيث انخفضت عقود شراء الذهب بمقدار 35264 عقد مقارنة مع التقرير السابق، كما انخفضت عقود بيع الذهب بمقدار 35156 عقد مقارنة مع التقرير السابق.
البيانات المتأخرة الصادرة عن تقرير لجنة تداول السلع الآجلة (COT) تظهر انخفاض في عقود شراء وبيع الذهب مما يعني عدم يقين الأسواق في أوضاع الاستثمار في الذهب حالياً، يأتي هذا بسبب عدم الاستقرار في توقعات الأسواق بشأن مستقبل أسعار الفائدة الأمريكية وهو ما ينعكس على الطلب الغير واضح على الذهب.
قلص المضاربون الكبار وصناديق الاستثمار المدارة من مشترياتهم للعقود الآجلة للذهب للأسبوع الرابع على التوالي. ومع تكرار رئيس الفيدرالي جيروم بأول لنية البنك خفض الفائدة ثلاث تخفيضات لهذا العام، يظل الأمر محل جدل حول ما إذا كان الذهب يمكن أن يرتفع من المستويات الحالية لتحقيق أهداف صاعدة على المدى القصير.
الأسواق تراهن حالياً على تخفيض في أسعار الفائدة الأمريكية بمقدار 100 نقطة أساس خلال عام 2024، بأقل من توقعاتهم السابقة بانخفاض 150 نقطة أساس والتي كانت متواجدة يوم الاثنين الماضي الأمر الذي يدل على مدى تغير توقعات الأسواق.