أكدت الدكتورة فايزة هيكل أستاذ علوم المصريات وعميدة الأثريين المصريين، أنه كان هناك فصل الشتاء في مصر القديمة وتوجد ملابسه في المتاحف لكن عند نحت المصريين القدماء للتماثيل عمدوا إلى تمثيلها بملابس خفيفة للتباهي بدقة هذا الفن، فضلا عن التماثيل الصغيرة التي وضعت داخل المقابر مع الأشخاص تسمى (الأوشبتي) تشبه المومياوات.
[[system-code:ad:autoads]]ومع تعرض مصر لطقس شديد البرودة حاليًا، وانخفاض درجات الحرارة، يكثر التساؤل حول كيفية تعامل المصري القديم مع الشتاء، لا سيما أن معظم الصور الموجودة على جدران المعابد تظهر المصريين القدماء بأزياء خفيفة تناسب الصيف، فكيف كانوا يتعاملون مع فصل الشتاء؟.
[[system-code:ad:autoads]]التغيرات المناخية
ومرت مصر، منذ آلاف السنين، بتغيرات مناخية كبيرة، وكان المصريون القدماء يرتدون الملابس المصنوعة من الألياف الطبيعية بألوانها الطبيعية الباهية والمطعمة بالأحجار الكريمة، لإبراز مكانتهم الاجتماعية، أما الطبقات الاجتماعية الأقل فكانت ملابسهم مصنوعة من ألياف الكتان ومواد طبيعية خفيفة الوزن في الصيف، وثقيلة في الشتاء.
ولم يكن الطقس في مصر القديمة باردًا بدرجة كبيرة خلال فصل الشتاء بل كان دافئا، وكانت النساء تكفي بارتداء الشالات أو الجلباب المغزول من الكتان الناعم، إلى جانب غطاء الشعر المصنوع من الصوف، وهو عبارة عن "باروكة" منها المضفرة، أو الملفوفة، لتدفئة الرأس والأذن. وهناك صور نادرة للمصريين القدماء بملابس شتوية؛ لأنهم تعمدوا إظهار الملابس الصيفية التي تظهر جمال الجسد ورشاقته وقوته وتفاصيليه التشريحية.
واشتهرت مصر بصناعة الكتان، وعرف المصريون الكتان الرقيق والسميك واستخدموه فى نسج ملابسهم الشتوية، كذلك استخدموا صوف الأغنام وشعر الماعز، وقد كشفت الحفائر عن أمثلة لمنسوجات من شعر الماعز فى موقع قرية العمال بتل العمارنة التى يرجع تاريخها لمنتصف القرن الرابع عشر قبل الميلاد. وكان المصري القديم يصور الحياة اليومية من زراعة وصناعة وحروب وكانت غالبًا في النهار وهو ما يناسبها الملابس الصيفية الخفيفة التي تساعده في أداء أعماله فضلا عن حرارة الشمس. أما الليل فكان للسكن والنوم ولم يتم تصوير الحياة الليلية إلا نادرًا.
عطاء مصر الحضاري له تأثير على العالم
وأوضحت الدكتورة فايزة هيكل ورئيس جمعية الأثريين الدولية الأسبق، أن عطاء مصر الحضاري له تأثير على العالم، وعمق الحضارة المصرية يقاس بمدى عمق تراثنا المتمثل في العديد من مظاهر حياتنا إلى يومنا هذا؛ وأبرزها أسماء المدن المصرية كدمنهور التي تعني مدينة الإله حورس، وقفط التي تعني البوابة، وغيرها مثل المنيا والبحيرة، وكذلك التقويم القبطي والأمثال الشعبية التي ترتبط به.
وخلال ندوة (مصر فجر الحضارة)، اليوم الجمعة بالقاعة الرئيسية (قاعة سليم حسن) ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 55، أكدت الدكتورة فايزة هيكل أن العديد من دول العالم بها آثار مصرية كتمثال الحرية بمدخل نيويورك؛ فمن الضروري أن نشعر بقيمة حضارتنا، مستعرضة مظاهر الحياة المصرية القديمة المستمرة (مثل الاعتماد على الشونة في تخزين الغلال والطقوس الجنائزية وشكل التابوت وطرق النسيج وحمل الإناء على الرأس وصناعة الطوب الني وطرق لعب الأطفال "الشبر شبرين والفقة").
وحول ظهور التماثيل المصرية بملابس خفيفة.. لفتت إلى أنه كان هناك فصل شتاء في مصر القديمة وتوجد ملابسه في المتاحف ولكن عند نحت المصريين القدماء للتماثيل عمدوا إلى تمثيلها بملابس خفيفة للتباهي بدقة هذا الفن، فضلا عن التماثيل الصغيرة التي وضعت داخل المقابر مع الأشخاص تسمى (الأوشبتي) تشبه المومياوات.
من جانبها.. قالت الدكتورة جيهان ذكي أستاذ الحضارة المصرية والباحث بالمركز القومي جامعة السوربون وعضو مجلس النواب، إن اليونان والرومان تعلموا في مصر ولكن الغرب لا يشير إلى ذلك؛ وإنما يشير إلى أن حضارته ترجع لليونان وهذا جهل بما قبل حضارة اليونان، فالفكر المصري هو المؤسس لهذه الحضارات جمعاء.
وأوضحت الدكتورة جيهان ذكي، أن اللغة هي قوام الهوية عند الحديث عن الحياة أو الموت فحياة الإنسان المصري لم تتغير على مر العصور بمختلف سلوكياته فنجد تعاليم الأب لابنه، مشيرة إلى أن الأجيال ما بعد عام 2000 يقع على عاتقهم حمل لواء الحضارة المصرية وعلينا نقلها إليهم لترسيخها.
وأكدت أن صون الكلمة هي ركيزة أساسية عند الإنسان المصري، وسر تقدمه على نظرائه في الثقافة والحضارة هو إرثه وصونه لوعائه الحضاري، فالفكر المصري فكر سام وراق.
يشار إلى أن الدورة الـ 55 لمعرض القاهرة للكتاب، المنعقدة في مركز مصر للمعارض والمؤتمرات الدولية بالتجمع الخامس، تعقد في الفترة من 25 يناير الجاري وحتى 6 فبراير المقبل، تحت شعار "نصنع المعرفة.. نصون الكلمة"، بمشاركة 70 دولة من مختلف أنحاء العالم و1200 ناشر مصري وعربي وأجنبي، وتم اختيار النرويج ضيف شرف المعرض لهذا العام، ووقع اختيار اللجنة الاستشارية العليا للمعرض على عالم المصريات الدكتور سليم حسن ليكون "شخصية المعرض، ورائد أدب الطفل "يعقوب الشاروني" ليكون "شخصية معرض كتاب الطفل".