معنى ثلاث من كن فيه كن عليه.. ولماذا الفجر أثقل صلاة على المنافق ؟ سؤال كشف الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء عنه حيث أوضح ثلاث من كن فيه كن عليه.
ثلاث من كن فيه كن عليه
وأشار علي جمعة إلى قول مَكْحُولٌ -رحمه الله- : " أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كُنَّ لَهُ، وَثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كُنَّ عَلَيْهِ ؛ فَأَمَّا الْأَرْبَعُ اللَّاتِي لَهُ: فَالشُّكْرُ، وَالْإِيمَانُ، وَالدُّعَاءُ ،وَالِاسْتِغْفَارُ ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: {مَا يَفْعَلُ اللهُ بِعَذَابِكَمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ} ، وَقَالَ: {وَمَا كَانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} ، وَقَالَ: {مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ} .
[[system-code:ad:autoads]]وتابع أَمَّا الثَّلَاثُ اللَّاتِي عَلَيْهِ: فَالْمَكْرُ ، وَالْبَغْيُ، وَالنَّكْثُ، قَالَ اللهُ تَعَالَى : {وَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ} وَقَالَ: {وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ} ، وَقَالَ: { إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ } .
[[system-code:ad:autoads]]خصال المنافقين
وقد أخبر الرسول ﷺ عن المنافقين بخصال ليحذرنا منها، حتى نبتعد عنها، يقول ﷺ: آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان يحذرنا من إخلاف الوعد، ومن الكذب في الحديث والأخبار، ومن الخيانة في الأمانة، وأنها من خصال أهل النفاق نعوذ بالله فيجب الحذر منها.
ويقول ﷺ: أربع من كن فيه كان منافقًا خالصًا، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق، حتى يدعها: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا خاصم فجر، وإذا عاهد غدر رواه الشيخان من حديث عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما-، فهذا يدل على أن المنافق من خصاله إخلاف الوعد، والكذب في الحديث، والخيانة في الأمانة، وأنه إذا خاصم فجر، وفجوره التوسع في المعصية والكذب.
وإذا عاهد غدر إذا عاهد إخوانه، أو عاهد الكفار غدر بهم، ولم يوف بالعهد لضعف إيمانه، أو عدم إيمانه.
وإذا خاصم كذب في خصومته وتوسع في الكذب والفجور وظلم؛ لعدم إيمانه، أو لضعف إيمانه، فالفجور هو التوسع في المعصية وإظهارها -نسأل الله العافية- كانفجار الماء.
النفاق معناه وآياته
والنفاق من العادات المذمومة في الشريعة الإسلامية، فالمنافق يأتي إلى الصلاة متكاسلًا، ويرائي الناس أعماله، ليعتقدوا أنه من الصالحين، يقول الله تعالى: «إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَىٰ يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا» (سورة النساء: 142)، والإنسان يستطيع معرفة المنافقين سهولة لأن المنافق يكون كسولًا عند أداء صلاتي الفجر والعشاء، مستدلًا بما رواه الإمام مسلم في صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ أَثْقَلَ صَلَاةٍ عَلَى الْمُنَافِقِينَ صَلَاةُ الْعِشَاءِ وَصَلَاةُ الْفَجْرِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِيهِمَا لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا وَلَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ بِالصَّلَاةِ فَتُقَامَ ثُمَّ آمُرَ رَجُلًا فَيُصَلِّيَ بِالنَّاسِ ثُمَّ أَنْطَلِقَ مَعِي بِرِجَالٍ مَعَهُمْ حُزَمٌ مِنْ حَطَبٍ إِلَى قَوْمٍ لَا يَشْهَدُونَ الصَّلَاةَ فَأُحَرِّقَ عَلَيْهِمْ بُيُوتَهُمْ بِالنَّارِ»، كما جاء في شرح الحديث للحافظ بن حجر: «وَإِنَّمَا كَانَتْ الْعِشَاء وَالْفَجْر أَثْقَلَ عَلَيْهِمْ مِنْ غَيْرهمَا لِقُوَّةِ الدَّاعِي إِلَى تَرْكِهِمَا ، لِأَنَّ الْعِشَاء وَقْت السُّكُون وَالرَّاحَة وَالصُّبْح وَقْت لَذَّة النَّوْم».
لماذا كانت العشاء والفجر أثقل الصلاة على المنافق ؟
قال الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن من أراد الخير والبركة فى حياته ويخرج من دائرة النفاق فعليه أن يحافظ على صلاتي الفجر والعشاء فى وقتهما.
صلاة الفجر وصلاة العشاء أثقل الصلوات على الشخص الذي يدعي الإيمان، وأن صلاة الفجر و صلاة العشاء في وقت الظلمة، وهذا الشخص يصلي فقط حتى يقال عنه أنه يصلي وليس من أجل التقرب لله، ولهذا يصلون فقط في الوقت الذي يمكن أن يتم رؤيتهم فيه وهم يصلون، أما الفجر والعشاء فلن يميزهم أحد، إضافة لأن وقت الفجر هو وقت النوم، هم يتكاسلون عن ترك النوم من أجل الصلاة، كما أن وقت العشاء وقت العودة من العمل، وبالتالي يشعرون بالتعب ويفضلون النوم والراحة على الصلاة.