الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بركان بحجم مدينة يتكون تحت المحيط الهادئ.. تفاصيل

صدى البلد

كشف العلماء اللغز الكامن وراء كيفية تشكل بنية بركانية بحجم ولاية أيداهو تحت المحيط الهادئ، وحدد فريق من الباحثين الدوليين، الذين يطلق عليهم اسم هضبة الحدود الميلانيزية، أن الهيكل الذي تبلغ مساحته أكثر من 8500 ميل مربع قد تم إنشاؤه عندما حكمت الديناصورات الأرض منذ 145 إلى 66 مليون سنة وما زالت تنمو حتى يومنا هذا.

استخدم الباحثون البيانات وعينات الصخور ونماذج الكمبيوتر لتحديد أربع فترات من الانفجارات البركانية العميقة تحت السطح والتي بدأت قبل 100 مليون سنة، كما تم العثور على الهيكل المغمور بالعناصر النادرة المستخدمة في الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر والأجهزة الطبية.

وفي الدراسة الجديدة، قام فريق دولي من العلماء بقيادة كيفن كونراد، الأستاذ المساعد لعلوم الأرض بجامعة نيفادا لاس فيغاس، بتجميع البيانات المتاحة لتحديد عمر هضبة الحدود الميلانيزية، بحسب ما نشرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.

خلال رحلة استكشافية محيطية في عام 2013، جمع كونراد وزملاؤه عينات من الصخور من نقاط متعددة حول هضبة الحدود الميلانيزية عن طريق الحفر بعمق على طول منحدراتها من على متن سفينة.

لقد عرف العلماء أجزاءً من كيفية تشكل الهضبة الحدودية الميلانيزية، لكنهم لم يتمكنوا من بناء صورة شاملة حتى الآن، وقد ساعدهم تحليل الأعمار والتركيب الكيميائي لهذه الصخور على تجميع قطع اللغز.

وهذا البحث ليس مهمة بسيطة، حيث يمكن أن يصل عمق المياه في المنطقة إلى 2000 قدم، ويقدم هذا العمل لمحة عن القوى التي بنت الأرض كما نعرفها، وقد يقدم نظرة ثاقبة لما سيبدو عليه مستقبل كوكبنا.

محيطات الأرض مليئة بالبراكين تحت الماء. وشكلت ثوراناتها سلاسل جزر مثل هاواي واليابان، بالإضافة إلى جبال وتلال تحت سطح البحر لم تخترق سطح المحيط من قبل.

وقد تراكمت بعض الهياكل التي أنشأها النشاط البركاني في تكوينات أكبر مع مرور الوقت، وعادة ما يكون ذلك في حدث كبير واحد على حواف الصفائح التي تشكل قشرة الأرض  حيث تلتقي صفيحتان.

ومن المعروف أن هذه الحدود بين الصفائح هي مواقع النشاط البركاني، لذلك فمن المنطقي أنها ستولد تكوينات من الصخور النارية البركانية، لكن هياكل أخرى تشكلت مع مرور الوقت في منتصف الصفائح، حيث يوجد نشاط بركاني أقل وضوحا، وهذا يجعل أصولهم أقل وضوحا.

وتعد هضبة الحدود الميلانيزية أحد هذه الهياكل، وهي عبارة عن بنية فوقية محيطية متوسطة الصفيحة، كما يسميها كونراد وزملاؤه، للوهلة الأولى، قد تبدو مثل هضبة الحدود الميلانيزية التي تشكلت من تدفق هائل للحمم البركانية من تحت سطح الأرض.

ومع ذلك، كان من الممكن تسجيل مثل هذا الحدث خارج المنطقة المحلية، مما أدى إلى إرسال كتل من المواد البركانية إلى الماء.

قال كونراد:"هناك بعض الميزات في حوض المحيط الهادئ حيث لا يملك العلماء سوى عينة واحدة فقط، ويبدو وكأنه حدث فردي ضخم للغاية، في بعض الأحيان عندما نختبر هذه الميزات بالتفصيل، ندرك أنها مبنية بالفعل على نبضات متعددة على مدى عشرات الملايين من السنين ولن يكون لها آثار بيئية كبيرة".

بدلاً من ذلك، يبدو أن أربع فترات مختلفة من النشاط، جميعها ذات أصول مختلفة، هي التي قامت ببناء هضبة الحدود الميلانيزية مع مرور الوقت.

ووفقا للدراسة الجديدة، بدأت الهضبة في التشكل نتيجة للنشاط البركاني تحت سطح البحر خلال العصر الطباشيري، قبل ما بين 145 و66 مليون سنة، عندما كانت الديناصورات لا تزال تجوب الأرض.

خلال هذه الفترة الأولى، احترقت نقطة بركانية ساخنة تسمى نقطة لويزفيل الساخنة عبر الغلاف الصخري، وهي الطبقة الخارجية من قشرة الأرض، لتشكل سلسلة من التلال وبعض الجبال الصغيرة تحت سطح البحر، بالقرب مما سيصبح في النهاية هضبة الحدود الميلانيزية