EN 
بدأ العد التنازلي لانطلاق "معرض القاهرة الدولي للكتاب 2024" في دورته الخامسة والخمسين لعام 2024، ويأتي المعرض في ظل أزمة اقتصادية كبيرة يشهدها العالم لها انعكاسات كثيرة على صناعة النشر، إذ ارتفعت أسعار الورق ومستلزمات الطباعة بشكل غير مسبوق، مما شكل أزمة للناشر والقارئ على السواء.
معرض القاهرة الدولي للكتاب
ويعتبر معرض القاهرة الدولي للكتاب الأهم من نوعه في المنطقة كلها، حيث يرتاد معرض الكتاب سنويا نحو مليوني زائر، وذلك وفقا لإحصائيات وزارة الثقافة المصرية التي تشرف على تنظيم المعرض.
ويفتتح معرض القاهرة الدولي للكتاب أبوابه رسميا الأربعاء 24 يناير الجاري، في العاشرة صباحًا، ويقتصر الدخول على أصحاب الدعوات والمشتركين في صالة العرض الرئيسية، وللجمهور يوم الخميس 25 يناير الجاري.
ومن المقرر أن يفتتح المعرض أبوابه أمام الزائرين من 10 صباحًا وحتى 8 مساء، ما عدا يومي الخميس والجمعة حتى 9 مساءً، اعتبارًا من 25 يناير الجاري حتى 6 فبراير لعام 2024، وفقا لما أعلنته هيئة الكتاب.
ويشارك في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2024 عدد كبير من دور النشر المصرية والعربية، ومن المقرر أن تقدم تخفيضات وخصومات على الكتب.
وتقام الدورة في مركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس، تحت عنوان "نصنع المعرفة.. نصون الكلمة"، واختير الدكتور سليم حسن عالم المصريات شخصية الدورة، ويعقوب الشاروني شخصية معرض كتاب الطفل وتحل النرويج ضيف الشرف.
وتشارك الهيئة العامة للكتاب في هذه الدورة بمجموعة كبيرة من العناوين التي صدرت طيلة الشهور الماضية من بينها مؤلفات وتراجم كل سليم حسن وطه حسين.
التضخم يضرب كافة الصناعات
وحول تأثر حركة الطباعة والتأليف الكتب عالميا بنوحه التضخم والغلاء التي يشهدها العالم قال الدكتور رائد سلامة، الباحث الاقتصادي والمقرر المساعد للجنة التضخم وغلاء الأسعار، إن ظاهرة التضخم العالمية ضربت كل الصناعات في العالم بأسره.
وأوضح سلامة ـ في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن التضخم باعتباره ظاهرة اقتصادية تنتج عن الفجوة بين العرض والطلب، فالذي حدث أن المجتمعات التي تستورد المواد الخام لتجري عليها عمليات تحويلية، صارت تعاني من ارتفاعات الأسعار، معقبا: هذه القواعد تنطبق على صناعة الطباعة وانتاج الكتب التي تحتاج إلى الورق الذي يتم صناعته من اخشاب الأشجار المتواجدة في غابات كثيفة في امريكا اللاتينية مما ادى إلى ارتفاع تكلفة الانتاج بسبب زيادة تكلفة النقل.
وتابع: بالإضافة الى زيادة أتعاب المؤلفين لتعويضهم عن ارتفاعات تكلفة الحياة بشكل عام، وارتفاع تكاليف نقل الكتب في حالة كونها كتبا غير مصرية او كذلك بسبب ارتفاع اسعار الالوان والطاقة التي تعمل بها الآلات الطباعة على هذا النحو، اضطرت بعض الأسر إلى تخفيض او إلغاء ما كانت تخصصه للإنفاق على القراءة حتى تتمكن من مواجهة باقي تكاليف المعيشة وهذا أمر يؤثر بشكل كبير على الحالة الثقافية.
وواصل: وهذا ما سنتأكد منه مع بداية ظهور نتائج مبيعات" معرض القاهرة للكتاب" لهذه السنة، ومن ناحية أخرى وكنتيجة للتطور الهائل في مجال تكنولوجيا المعلومات، دخلت على الخط الكتب المقروءة على الكمبيوتر والكتب المسموعة، وهو أمر أدى إلى انخفاض أسعار الكتب، لكن ليس لشريحة كبيرة من القارئين الذين مازالوا يعتمدون على القراءة الورقية معقبا: وانا شخصيا منهم.
التضخم وتقليل حركة الطباعة
ومن جانبه، قال الدكتور خالد الشافعي، الخبير الاقتصادي، ورئيس مركز العاصمة للدراسات الاقتصادية، إن الطباعة على مستوى العالم تأثرت تأثر سلبي بارتفاع معدلات التضخم.
وأوضح الشافعي ـ في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن دخول الانترنت وكل ما يتبعه من توفير لكل البيانات والمعلومات على مواقع الاليكترونية قلل من حركة الطباعة وتأليف الكتب عالميا.
وتابع: الافراد على مستوى العالم الثقافة بالنسبة لهم تغيرت نتيجة توفر المحمول وقله تكلفته فهذا يقلل الطلب على تأليف الكتب عالميا ويقلل الطلب على حركة تجارة الكتب ويقلل حافظ التأليف، بالإضافة الي زيادة أسعار تكاليف الورق وارتفاع أسعار الطباعة والتسويق.
وفي وقت سابق، قال أحمد جابر رئيس غرفة الطباعة والتغليف باتحاد الصناعات، إن أسعار الورق المحلي والمستورد شهدت ارتفاعا بنسبة 10%، ويتراوح متوسط سعر طن الورق المستورد بين 35 و40 ألف جنيه، ويصل سعر طن الورق المحلي إلى نحو 20 ألف جنيه خلال نوفمبر الماضي.
