خطة محكمة نفذتها أجهزة الأمن لكشف ملابسات جريمة شقة المعصرة، فمنذ وقوع الجريمة وبلاغ حارس العقار بالعثور على جثتي مالك شركة أسمدة زراعية وفتاة عشرينية داخل شقة بشارع العشرين في المعصرة، شكلت أجهزة وزارة الداخلية في القاهرة فريق بحث بالتنسيق مع قطاع الأمن العام لكشف ملابسات الواقعة.
القصة الكاملة لـ جريمة شقة المعصرة
أحداث جريمة شقة المعصرة، بدأت من بلاغ حارس العقار مسرح الجريمة، بعد تلقي قسم شرطة المعصرة مكالمة هاتفية من حارس العقار قال فيها «أنا لقيت صاحب الشركة وبنت معاه انتهت حياتهم في الشقة»، وسرعان ما انتقلت الأجهزة الأمنية في المعصرة إلى مسرح الجريمة لكشف الملابسات، والتحقيق في بلاغ حارس العقار حول الواقعة وكشف أسبابها.
[[system-code:ad:autoads]]
بانتقال أجهزة المباحث في المعصرة إلى الشقة مسرح الجريمة، تم الكشف عن جثتي مالك شركة اسمدة زراعية يرتدي كامل ملابسه وبه إصابات متفرقة، وبجواره جثة فتاة في العقد الثالث من العمر ترتدي كامل ملابسها وبعد آثار جروح، وتبين أن الفتاة تعمل سكرتيرة في الشركة، واتجهت شكوك الأجهزة الأمنية إلى أن الجريمة خاصة بالشرف.
بإجراء التحريات الأولية، تبين أن الفتاة العشرينية المعثور عليها في شقة المعصرة، من محافظة الفيوم وكانت تقيم في الشقة مسرح الجريمة، وبالفحص تبين أن الفتاة كانت تقيم برفقة شقيقتها في المرج وأن الأخيرة مقيمة برفقة ثلاثة من ابنائها وزوجها خارج البلاد، وكانت الفتاة تتردد على منزل أسرتها في الفيوم حتى قبل 8 شهور من الواقعة.
وتبين من التحريات ايضا ومراجعة آلات المراقبة والاستماع لأقوال حارس العقار، حضور 6 أشخاص إلى العقار مسرح الجريمة بينهم سيدة، وصعودهم إلى الشقة قبل الجريمة بدقائق ثم خروجهم مسرعين من العقار، حيث تبين أن من بين المتهمين شقيقة الفتاة المجني عليها وأشقائها الأثنين وثلاثة من أصدقائهم، وجرى إيفاد مأموريات أمنية بالتنسيق مع مديرية أمن الفيوم لضبط المتهمين.
تفاصيل ضبط المتهمين في جريمة شقة المعصرة
نجحت المأموريات الأمنية بالتنسيق بين مديرية أمن القاهرة ومديرية أمن الفيوم في ضبط شقيقة الفتاة المجني عليها وأصدقاء أشقائها الذين كشفوا لغز الجريمة وأسباب وقوعها، حيث قررت شقيقتها بأن المجني عليها مختفية منذ شهور وأنهم تلقوا اتصال هاتفي من مالك الشركة قال فيه أن شقيقتهم تمكث لديه وطلب منهم الحضور لاصطحابها.
وبعد ساعات من ضبط المتهمين نجحت مأمورية أمنية في ضبط أشقاء الفتاة المجني عليها الهاربين في الفيوم، حيث تبين اختبائهم في مركز أطسا بمحافظة الفيوم وتم اقتيادهم إلى قسم المعصرة لعرضهم على النيابة العامة واستكمال التحقيقات في الواقعة حيث كشفت التحريات والتحقيقات التفاصيل الكاملة في جريمة شقة المعصرة.
تحقيقات النيابة والتحريات كشفت مفاجآت في واقعة شقة المعصرة، فقبل شهور من وقوع جريمة المعصرة كانت الفتاة المجني عليها تقطن برفقة شقيقتها في المرج، وذلك بعد أن سافر زوج الأخيرة إلى الخارج وكانوا يعيشون ما بين الفيوم والقاهرة، يذهبون إلى أشقائهم ويعودوا إلى المرج حتى تخرجت فتاة المعصرة من كلية الزراعة وبدأت في التدريب مع الخبير الزراعي - المجني عليه - على النباتات في الدقي، وبعد فترة أخبرها بأنه سيقوم بفتح شركة اسمدة زراعية وطلب منها العمل معه سكرتيرة في الشركة كونه قام بتدريبها ويعلم عنها كل شيء.
وافقت فتاة المعصرة على العمل مع الخبير الزراعي، وبمرور الوقت كانت تذهب إلى العمل في الثامنة صباحا حتى السادسة مساء، ونشبت بينها وبين الخبير علاقة عاطفية تطورت إلى علاقة غير شرعية، وفي هذه الأوقات كانت الفتاة المجني عليها تتأخر في العودة إلى شقيقتها وأخبرتها حينها أنها تتأخر بسبب ضغط الشغل عليها، إلا أنها وبعد فترة أختفت تماما وتركت منزل شقيقتها ولم تعلم لها طريق.
حكاية جريمة شقة المعصرة
وبعد فترة بدأ أشقاء فتاة المعصرة في البحث عنها، وقاموا بالسؤال عن الخبير الزراعي في الدقي في مركز الزراعة، حتى علموا بأنه قام بفتح شركة أسمدة زراعية في المعصرة، وظلوا يبحثون عن هذه الشركة دون جدوى، وفي هذه الأثناء كانت الخلافات قد دبت بين مالك الشركة المجني عليه وفتاة المعصرة، حيث طلبت منه الزواج إلا أنه رفض ذلك وقال لها حينها «أنتي نسب يعر، اتجننتي ولا أيه أنا اتجوزك على أخر الزمن».
مع حديث الخبير الزراعي لـ فتاة المعصرة ورفضه الزواج منها، خرجت من الشركة في أحد الأبراج السكنية في شارع العشرين في المعصرة، وقامت بقطع شرايين يدها إلا أنه تم إنقاذها وكان الخبير الزراعي قد علم من مركز البحوث أن أسرة الفتاة التي كان يقوم بتدريبها حضروا للسؤال عنه وعن الفتاة، فقام بالاتصال بهم وإخبارهم بالحضور لاصطحاب شقيقتهم بعد محاولتها إنهاء حياتها.
تجمع الشقيقين في الفيوم واصطحبوا أصدقائهم الاثنين وحضروا إلى القاهرة وقاموا بالتقابل مع شقيقتهم وتوجهوا صوب البرج السكني على العنوان الذي أخبرهم به وتقابلوا مع حارس العقار الذي أخبرهم بأن مالك الشركة في انتظارهم وصعد المتهمين إلى الشقة، وما أن دلفوا إلى داخل الشقة وشاهدوا شقيقتهم حتى أنهارت أمامهم وأخبرتهم بأن المجني عليه أقام معها علاقة غير شرعية وأنها أخطأت معه، وأنها مكثت 8 أشهر برفقته في الشقة.
وفي هذه الأثناء خرج أصدقاء أشقاء فتاة المعصرة من الشقة بعدما تبين أن الأمر يخص العرض والشرف وتركوا اشقائها الثلاثة بالداخل معهم، وظل أشقاء فتاة المعصرة يتعدون عليها وعلى الخبير الزراعي بالضرب المبرح حتى طلبوا منه الزواج منها فقال لهم - أنتوا نسب يعر أنا ولا هتجوز ولا حاجة وخدوا أختكم وامشوا من هنا بدل ما أجيبلكم الشرطة - ومن هنا بدأت المشاجرة بين الفتاة وأشقائها ومالك الشركة.
تعدى أشقاء الفتاة على مالك الشركة بالضرب المبرح والإعتداء بكوريك حتى سقط على الأرض جثة هامدة، وبعد ذلك قام أحد الأشقاء بتقييد حركة شقيقته والأمساك بها وقام الأخر بانهاء حياتها في الحال، وتركوا الجثتين وفروا هاربين من الشقة، وبعد ساعات صعد حارس العقار لاستكشاف الأمر ولم يرد عليه مالك الشركة أو الفتاة، فقام بالاستعانة بالجيران وكسروا الشقة وما أن دخلوا حتى شاهدوا الجثتين متواجدين على الأرض وقاموا بإبلاغ الشرطة للحضور وكشف ملابسات الواقعة.