حكم المسح على الخفين ديننا الحنيف كله يسر، وسماحة ، ومن رخص الله عز وجل للمسلم أن يمسح المسلم على الخفين أو الجورب لكن في هذا الأمر شروطا وأحكاما وكيفية ، ومدة ، اختلف آراء الفقهاء في هذا الأمر.
ونعرض لكم جميع الآراء وعلى المسلم أن يختار أيسرها.. في حكم المسح على الخفين في السطور التالية.
المسح على الخفين والجوربين
المسح على الخفين والجوربين سنة فعلها سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم كما فعلها أصحابه رضي الله عنهم وأرضاهم، وقال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: إذا توضأ أحدكم فلبس خفيه فليمسح عليهما، وقال فيما رواه مسلم في الصحيح يمسح المقيم يومًا وليلة والمسافر ثلاثًا بلياليها لكن الشرط الأهم أن يلبسهما المسلم على طهارة كاملة من الحدث الأصغر والحدث الأكبر، فإن لبسهما على غير طهارة، فإنه لا يجوز المسح على الخف أو الجورب.
[[system-code:ad:autoads]]
كيفية المسح على الخفين
كيفية المسح على الخفين فيها آراء مختلفة بين الفقهاء فعند فقهاء الشافعية قالوا إنه يجب على المسلم أن يمسح ظاهر الخف، فلا يمسح أسفله ولا جوانبه ولا خلفه لكن فقهاء الحنابلة قالوا إن الواجب على الشخص أن يمسح المقدمة الظاهرة من الخف (الأكثر بروزاً) خطوطاً بالأصابع، والجورب من جنس الخف، الجورب يكون من الصوف أو من القطن أو من الشعر أو غير ذلك، هو من جنس الخف، الخف من الجلد والجورب من غير الجلد، والصواب أنه يجوز المسح على الجورب، إذا ستر القدمين مع الكعبين ... يوم وليلة للمقيم، وثلاثة أيام بلياليها للمسافر.
شروط مهمة عند المسح على الخف
شروط مهمة عند المسح على الخف شروط المسح على الخفين تنقسم شروط المسح على الخفين إلى قسمين شروط متفق عليها بين الفقهاء وشروط مختلف فيها وفيما يلي
شروط مهمة عند المسح على الخف يشترط أن يكون الشخص على طهارة كاملة عند لبس الخفين وأن يكون الخف طاهراً غير نجس. ولا يكون رقيق شفاف ولا يكون الجورب فيه خرق واختلف الفقهاء في مقدار الخروق التي يجوز معها المسح على الخفين فقال الحنفية وفقهاء المالكية إنه إذا كان حجم الخرق في الجورب بسيط أي بمقدار ثلاث أصابع من أصغر أصابع القدم، أو مقدار ثلث القدم، فيجوز المسح على الخف منعاً للحرج وتيسيراً على المكلفين، وذهب فقهاء الشافعية وفقهاء الحنابلة إلى أنه لا يجوز المسح على الخف الذي به خروق مهما كان مقدار تلك الخروق صغيرةً أو كبيرة، كما أن هناك أمرا مهما أن لبس الخف يكون على طهارة .
آراء الفقهاء في المسح على الخف
آراء الفقهاء في المسح على الخف، ألا يكون الجورب شفافاً تظهر القدم من خلاله حيث ذهب فقهاء الحنفية إلى أن يكون الخف مانعاً من وصول الماء إلى القدم سواء أكان رقيقاً أم سميكاً، وذهب فقهاء المالكية إلى أنه لا بد أن يكون الخف مصنوعاً من الجلد، وذهب فقهاء الحنابلة إلى أنّه يُشترَط في الخف ألا يصف البشرة من خلاله.
ومن مبطلات المسح على الخفين ثلاث حالات هي إذا حصل ما يوجب الغُسل؛ كالجنابة (الحدث الأكبر)، والدليل على ذلك ما رواه صفوان بن عسال رضي الله عنه قال: (أمَرَنا رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليه وسلمَ أن نمسحَ على الخفَّينِ إذا نحنُ أدخلناهُما على طُهرٍ ثلاثًا إذا سافَرنا ويومًا وليلةً إذا أقمْنا ولا نخلعَها من غائطٍ ولا بولٍ ولا نومٍ ولا نخلعَهما إلَّا من جَنابةٍ).
مدة المسح على الخفين
مدة المسح على الخفين إنها للمقيم يوم وليلة، وثلاثة أيام بلياليها للمسافر، ولا عبرة بعدد الصلوات بل العبرة بالزمن، فالرسول عليه الصلاة والسلام وقَّتها يوماً وليلة للمقيم، وثلاثة أيام بلياليها للمسافر، واليوم والليلة أربع وعشرون ساعة، وثلاثة الأيام بلياليها اثنتان وسبعون ساعة.
وهكذا روى صفوان بن عسال: أن النبي ﷺ: أمرهم إذا لبسوا الخف على طهارة أن يمسحوا يومًا وليلة للمقيم، وثلاثة أيام للمسافر بلياليها، والنبي صلى الله عليه وسلم فعل ذلك: كان يمسح على الخفين .... بعض أسفار صلى الله عليه وسلم توضأ ومعه المغيرة يصب عليه، فلما مسح رأسه، أراد المغيرة أن ينزع خفيه فقال: دعهما فإني أدخلتهما طاهرتين فمسح عليهما عليه الصلاة والسلام.
انتهاء مدة المسح على الخفين، فلا يجوز المسح على الخفين بعد انتهاء مدة المسح المحددة شرعًا وهي يوم وليلة للمقيم، وثلاثة أيام بلياليها للمسافر.
كيفية المسح على الخفين
كيفية المسح على الخفين للفقهاء في كيفية المسح على الخفين أكثر من رأي في هذا الأمر قال فقهاء الحنفية إن كيفية المسح على الخفين تكون بأن يبدأ الشخص بالمسح على الخفين ابتداء من أصابع القدم بشكل خطوط إلى جهة الساق، فيضع الشخص أصابع يده اليمنى على مقدمة خف رجله اليمنى، ويضع أصابع يده اليسرى على مقدمة خف رجله اليسرى، مع التفريج بين أصابع اليد قليلاً بحيث يعمّ المسح أكبر قدر ممكن من الخف.
كيفية المسح على الخفين قال فيها فقهاء المالكية يجب مسح جميع ظاهر الخف، ويُستحب للشخص أن يمسح أسفله وذلك بأن يضع أصابع يده اليمنى فوق أطراف أصابع رجله اليمنى، ويضع أصابع يده اليسرى تحت أصابع رجله اليمنى، ويمرر بكلتا يديه على خف رجله اليمنى مُتّجهاً بهما نحو الكعبين، وبالنسبة لرجله اليسرى؛ يضع أصابع يده اليسرى فوق أطراف رجله اليسرى ويده اليمنى تحت أصابعها، ويمرّر بكلتا يديه على خف رجله اليسرى مُتّجهاً بهما نحو الكعبين أيضاً، فيكون بذلك قد مسح جميع الخف ظاهره وباطنه.
وإذا كان الجورب في النعل ومسح عليهما جميعًا فلا بأس، لكن إذا خلع النعل يخلع الجورب، أما إذا مسح الجورب وحدها فإنه يخلع النعل متى شاء، ويكون الحكم معلقاً بالجورب، يمسح يومًا وليلة في الإقامة، وثلاثة أيام بلياليها في السفر، أما النعل وحدها فلا يمسح عليها لأنها لا تستر، وإنما يمسح على الجورب بالنعل، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه مسح على الجوربين والنعلين عليه الصلاة والسلام، فإذا مسح عليهما جميعاً صار الحكم لهما، يخلعهما جميعًا ويبقيهما جميعًا، والمشروع في المسح على الخفين أو الجوربين المسح على ظاهرهما لا باطنهما، فقد رُوي عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- أنّه قال: (قد رأيتُ رسولَ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- يمسَحُ على ظاهرِ خُفَّيهِ)، ويكون ذلك بتمرير اليدين بعد أن تبليلهما بالماء على الخفّ لمرةٍ واحدةٍ، ولا يُشترط لصحّة المسح استيعاب ظاهر الخُفّ أو الجورب كاملاً، بل يكفي مسح البعض منه للإجزاء.