«هل يمكن أن يؤدى الطقس الفضائي - فرع من فيزياء الفضاء وعلم الملاحة الجوية المرتبط بالظروف الزمنية المتغيرة داخل النظام الشمسي- إلى تأخيرات في مواعيد القطارات أو حوادث القطارات؟» سؤال أجابت عنه دراسة بريطانية حديثة في جامعة لانكستر ، فماذا كشفت؟.
قال كاميرون باترسون، باحث دكتوراه في جامعة لانكستر والمؤلف الرئيسي للدراسة: «توصلنا إلى أن الطقس الفضائي يشكل خطرا وإن كان نادرا نسبيا، على نظام إشارات السكك الحديدية، مما قد يسبب تأخيرات أو حتى يكون له آثار أكثر أهمية على السلامة، لذا يجب أن يؤخذ هذا الخطر الطبيعي على محمل الجد».
وأوضح باحث الدكتوراه في جامعة لانكستر والمؤلف الرئيسي للدراسة أن السر وراء ذلك يتمثل في قذف الشمس باستمرار المواد الشمسية في الفضاء، سواء في تدفق ثابت يُعرف باسم «الرياح الشمسية»، أو في «رشقات نارية» أقصر وأكثر نشاطًا من «الانفجارات الشمسية».
وأضاف كاميرون باترسون أنه عندما تضرب هذه المادة الشمسية البيئة المغناطيسية للأرض – المعروفة باسم الغلاف المغناطيسي – فإنها يمكن أن تخلق عواصف مغناطيسية أرضية.
الطقس الفضائي
وفي دراستهم الجديدة، شرع الباحثون في فهم كيفية تأثير التوهجات الشمسية على صناعة السكك الحديدية.
وركز الفريق على طريقين - قسم بريستون إلى لانكستر من الخط الرئيسي للساحل الغربي، وخط جلاسكو إلى إدنبرة.
ومما يثير القلق أن نماذجهم كشفت كيف يمكن للعواصف الشمسية أن تخلق تيارات مستحثة مغناطيسيا، والتي يمكن أن تتداخل مع شبكات نقل وتوزيع الكهرباء.
ونبه كاميرون باترسون: "تشير دراستنا إلى أن الطقس الفضائي قادر على قلب الإشارة في أي من الاتجاهين، وتحويل الإشارة الحمراء إلى اللون الأخضر أو الإشارة الخضراء إلى اللون الأحمر".
وفي سياق متصل، فقد بينت «ناسا» أنه يمكن أن تتراوح تأثيرات هذه العواصف المغناطيسية من معتدلة إلى شديدة، لكن في عالم يعتمد بشكل متزايد على التكنولوجيا، فإن آثارها تصبح أكثر تدميراً من أي وقت مضى.
ومما يثير القلق أن خطر هذه العواصف يتزايد مع اقترابنا من «الحد الأقصى للطاقة الشمسية» - حيث أن ذروة دورة نشاط الشمس التي تبلغ 11 عامًا - والتي من المتوقع أن تصل في عام 2024.