عقدت النقابة العامة للمهندسين يوم السبت 9 ديسمبر 2023 ندوة عن "ريادة الأعمال ودورها في الصناعة وكيف تبدأ مشروعًا صغيرًا"، حاضر فيها كل من المهندس محمد شلبي- رئيس جمعية الصناعات الصغيرة، ودعاء سليمة- المدير التنفيذي لمركز تحديث الصناعة، والمهندس عبدالصادق عبدالرحيم- مستشار غرفة الصناعات الهندسية باتحاد الصناعات.
المشروعات الصغيرة
من جانبه، أوضح المهندس محمد شلبي، أن هناك مصادر متعددة لتمويل المشروعات الصغيرة، منها مبادرة البنك المركزي للصناعات الصغيرة بفائدة متناقصة 5%، وجهاز المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر بفائدة تتراوح بين 9% و11% ، إضافة إلى مكتب الالتزام البيئي والتنمية المستدامة باتحاد الصناعات لتمويل شراء الماكينات والمعدات، ومبادرة "ابدأ" لدعم الصناعة والصناعات الصغيرة.
وأشار " شلبي" في محاضرته إلى أن المشروع الصغير يبدأ بفكرة مبتكرة، وإعداد دراسة جدوى لتحقيقها، ودراسة مكان إقامتها ومصادر تمويلها، ثم البدء في تأسيس الشركة (فردية أو تضامن أو توصية أو ذات مسئولية محدودة أو مساهمة)، وعمل عينات لاعتمادها من جهات الاعتماد (مركز بحوث، أو مواصفات ومقاييس محلية أو دولية).
وقال شلبي: "إن دراسة جدوى المشروعات الصغيرة تتضمن 4 دراسات أساسية، وهي: دراسة اقتصادية، وهي جدوى المنتج اقتصاديًّا ومدى احتياج الأسواق له، ودراسة فنية، وتشمل التصميمات والمواصفات، وتوفر المواد الخام وخطوات التنفيذ والإنتاج، ودراسة مالية، وبها حسابات تكاليف المنتج وكافة المصروفات، وأخيرًا دراسة تسويقية وإيجاد منافذ البيع، مع خَلق أسواق جديدة".
وعن علاقة ريادة الأعمال بالصناعات الصغيرة، قال المهندس محمد شلبي: "ريادة الأعمال تعني الإبداع والابتكار، وتبدأ بفكرة قابلة للتنفيذ أو منتج جديد أو تطوير فكرة أو منتج قديم، وأكثر مجال يحتاج إلى الإبداع والابتكار هو الصناعة، فريادة الأعمال تجد الروح لها في ابتكار الصناعة والصناعات الصغيرة والمغذية".
وأضاف: "للصناعات الصغيرة خصائص تختلف عن الصناعات الكبيرة، أُولها أن درجة المخاطر غير مرتفعة، مع قلة تكاليف التأسيس وقلة المساحة المطلوبة، وقلة عدد العمالة والموظفين، ومرونة حوكمة الإدارة، مع سرعة تغيير نظم الإنتاج حسب احتياجات السوق".
وأوضح "شلبي" أنه حسب تصنيف البنك المركزي المصري، فإن الصناعات الصغيرة هي التي تتراوح دورة إنتاجها السنوي من مليون إلى أقل من 50 مليون جنيه، أما الصناعات المتوسطة فتتراوح دورة إنتاجها السنوي أكثر من 50 مليونا حتى أقل من 200 مليون جنيه، في حين أن دورة إنتاج الصناعات متناهية الصغر تبلغ أقل من مليون جنيه سنويًّا.
إدارة المخاطر والأزمات
وأكد "شلبي"، أن رائد الأعمال له سمات محددة تشمل الرغبة في إدارة الأعمال، والمثابرة على العمل والإصرار، والثقة بالنفس، والقدرة على إدارة المخاطر والأزمات، والتأقلم مع البيئة الداخلية والخارجية، والقدرة على الإنجاز، والإبداع والابتكار، ومهارة القيادة، وطموح لا يتوقف، وطاقة إيجابية، قائلًا: "هناك مهارات خاصة لرواد الأعمال، تتمثل في القدرة على التأثير على مَن حوله، ومهارات التفاوض، والمرونة في التعامل، والقدرة على التخطيط، ومهارة التواصل، والبحث عن الأفكار الجديدة، ومهارات العرض والإقناع".
فيما أشارت دعاء سليمة في بداية كلمتها، إلى أن مركز تحديث الصناعات تم تأسيسه منذ 23 عامًا، حيث بدأ عمله في ديسمبر 2000 لإعطاء قوة دفع لصناعة مصرية حديثة، حيوية تنافسية ومستدامة، من خلال دعم المؤسسات الصناعية، وتقديم الدعم الفني اللازم لتطوير وتحديث المصانع داخل مصر، وتعميق التصنيع المحلي وتقليل الاعتماد على الواردات، مستعرضة دور المركز في إيجاد وعرض الفرص الاستثمارية وتشجيع الاستثمار في مصر.
وشددت "سليمة" على أن الدولة المصرية تتبنى ريادة الأعمال، وهناك دعم كبير من الدولة في هذا الإطار، الأمر الذي كان له نتائج إيجابية، حيث أصبحت مصر العاشرة عالميًّا على مستوى ريادة الأعمال، مؤكدة أن هناك توجيهات رئاسية لتعميق التصنيع المحلى، وأصبحت الصناعة من أولويات الدولة، موضحة أن الدولة أعلنت منذ شهور قليلة عن حوافز غير مسبوقة للصناعات الاستراتيجية، مؤكدة على أن قانون الاستثمار جيد جدًّا، وبه حوافز سخية، وأن مصر بها عدد كبير من الشركات ذات المزايا التنافسية العالية، وهو ما يدل على أننا لدينا صناعات قوية، كاشفة أن مركز تحديث الصناعة ينظم حاليًا عددًا من المسابقات لتشجيع الشباب على التصنيع، وأنه يطرق جميع الأبواب من أجل دعم وتعميق الصناعة المحلية.
فيما أوضح المهندس عبد الصادق عبدالرحيم، أن غرفة الصناعات الهندسية باتحاد الصناعات تعمل على محورين أساسيين، أولهما دعم الصناعات الصغيرة والمتوسطة، والثاني الاهتمام بالموارد البشرية من خلال تخريج فني على درجة عالية من التقنية والجودة العالية.
وأشار "عبدالرحيم" إلى أنه في إطار دعم الصناعات الصغيرة والمتوسطة، يتم العمل على تعميق التصنيع المحلى، حيث إن الصناعات الصغيرة والمتوسطة يكون لها دور في تصنيع المكونات الأساسية للصناعات الكبيرة، وبذلك تكون سلاسل إمداد لتلك الصناعات، مضيفًا: "يتم دعم التواصل بين الشركات المصنعة وسلاسل الإمداد، بالإضافة إلى تدعيم الصناعات الصغيرة للوصول إلى مستوى الجودة المطلوبة في المنتج النهائي"، مشددًا على أن غرفة الصناعات الهندسية باتحاد الصناعات تهتم بالتعليم المزدوج، من خلال تخريج فني يتم تدريبه في الشركات، لذا يتم إنشاء مراكز تميز لتخريج فنيين في الصناعات الهندسية يتم تدريبهم في شركات قطاع الصناعات الهندسية.
وشهدت نهاية الندوة مناقشات وحوارات، استعرض خلالها الحاضرون، المشكلات التي تواجه الصناعة، وكان هناك إجماع على أن الصناعة، وتعميق التصنيع المحلي، هما السبيل للخروج من الأزمة الاقتصادية.