حنان سيدة ثلاثينية ممشوقة القوام وقفت أمام محكمة الأسرة في مصر الجديدة، ترتدي بنطال أسود وقميصا أبيض، تراها سيدة أعمال في الشكل، ولكنها أرملة من شحوب صوتها، يتيمة من نظرات عينيها، سردت قصتها مع زوجها والتي دامت قرابة ثلاث سنوات في ظلام دامس بداخلها، دون أن تشارك أحدا بها، فقد تزوجت من شخصا اعتقدت أنه سيكون العوض بعد وفاة والدها ووالدتها، إلا أنه كان سببا في معاناة تلك السيدة وزيادة قصة حياتها المأساوية.
[[system-code:ad:autoads]]
قصة حنان.. يتيمة الأب والأم
ترعرت حنان وحيدة دون أشقاء، أسرتها بالكامل في محافظة من محافظات الوجه البحري، تعيش رفقة والدها ووالدتها في القاهرة، فلا قريب أو حبيب سواهم، تربت على أن عائلة والدها أرادوا لزيجة والدتها إلا تتم وسرقوا ميراث والدها، ولم يتبقى لهم سوى أسرة والدتها المتواجدة في محافظة من محافظات الوجه البحري، وظل والدها ووالدتها برفقتها حتى توفى والدها وهي في عمر الثالثة والعشرين، ولم تلبث عامين حتى توفت والدتها، ومكثت في الحياة وحيدة بعد آخر رسالة سمعتها في عزاء والدتها «أبقى تعالي ياحنان زورينا وأحنا هنجيلك»، إلا أن الحياة كانت قاسية على قدر كافي أمام تلك الفتاة التي بلغت ربيعها الـ 25، فقد عاشت طفولة على قصصا من سرقة الميراث والجشع والطمع، ثم شبت على الوحدة، وأخيرا باتت وحيدة دون أم أو أب.
حنان: خالها دفن أمي معايا ومشفتوش
لم يحضر أحد لزيارة حنان.. حتى أنها لم تشاهد خالها سوى بعد عامين حين طلبت منه الحضور لمقابلة عريسا تقدم لها من العمل، وحضر خالها وتقابل معه ووافق عليه بدون سؤال وقال لها حينها «الجواب بيبان من العنوان»، وعاد من حيث آتى، ومكثت الفتاة عاما تجهز لزيجتها، حتى آتى موعد الفرح وحضرت أسرة والدتها إليها وتزوجت حينها، إلا أنها ومع كل مشكلة بينها وبين زوجها كانت حنان تتصل بخالها للحضور فكان يعلل لها من الأسباب مؤلفات ومؤلفات، حتى يأست منه، واستقر يقينها بأنها يجب أن تواجه الحياة وحيدة وأن تحل مشكلاتها بمفردها، وهو ما حدث بالفعل، فقد ظلت طوال زواج استمر ثلاث سنوات تصارع المشكلات مع زوجها وحيدة، حتى وجدت في حوائط محكمة الأسرة الظهر الذي طالما بحثت عنه، فقد حضرت إلى محكمة الأسرة في مصر الجديدة لتقييم دعوى خلع ضد زوجها، بعد معاناة معه، ورفضه الإنجاب منها وطلبه الدائم بالزواج من أخرى لها عائلة وأسرة.
حنان تسرد قصتها من سرقة ميراث والدها لـ طمع زوجها
قصة حنان سردتها في قرابة 45 دقيقة.. إلا أنها في الحقيقة استمرت أعواما وأعوام، فما أن دقت ساعة ربيعها السادس عشر، تتذكر جيدا صباح يوم عيد ميلادها حينما ذهبت بوالدها إلى المستشفى مصابا بـ ذبحة صدرية، جراء قيام أعمامها بسرقة ميراثه ورفضهم إعطائه أياها، وسماعها لقصة والدتها التي لم تكن تعلم أصولها وأن والدتها ظلت 4 سنوات بدون إنجاب بسبب تهديدات جدها – والد والدها – لها بأنه في حالة الإنجاب من ابنه سينهي حياة الصغير، حتى توفى والد زوجها، وبدأت المعاناة مع أشقاء زوجها – والد حنان – وحينها حملت في حنان، وحين رزقت بها قامت هي ووالدها بتغيير محل الإقامة، وقام والد حنان بالإبتعاد عن أسرته، وبعد سنوات عادوا إليها وقاموا بإجباره على التوقيع على تنازلات بالميراث، وعقب ذلك أصيب حينها، وظلت الفتاة حتى ربيعها العشرون، حينما دخلت والدتها المستشفى وأخبروها بأنها مريضة بـ المرض اللعين، وظلت سنوات في معاناة المرض مع والدتها، حتى توفى والدها وهي في عمر الـ 23 ربيع، ومكثت حياتها ما بين العمل ووالدتها التي لم تكمل عامين بعد والدها ورحلت عنها، وفي هذه الأوقات كان لها صديقا في العمل، وكان يريد الزواج منها، وبعد وفاة والدتها بقرابة عام طلب منها التحدث إلى أسرتها الذي كان يعلم منها نسبة كبيرة عن قصتها معهم.
أنا وحيدة.. حنان: لا عائلة ولا أصدقاء
حضر بالفعل خال حنان وتزوجت.. وبدأت قصة ثلاث سنوات مع زوجها، إلا أنها وكما وصفت «قليلة الحظ» فقد كان زواجها أسوأ من حياتها، حيث كان زوجها دائما في المشكلات ينعتها باليتيمة، وأنه هو من حافظ عليها من الضياع، وكان يرفض الإنجاب منها معللا أسباب وأسباب، وكانت تتصل على خالها للحضور إليها فكان يردد دوما أن المسافات وأن الأسباب قائلا لها – ده حال الدنيا مشي أمورك ياحنان – فكانت تصارع وحدها مع زوجها الذي كان يحاول دوما أن يستولى على أموالها وشقة أسرتها، إلا أنها قررت المقاومة والوقوف ضده للانتهاء من هذا الكابوس، وقررت الذهاب إلى محكمة الأسرة طالبة الخلع من زوجها، بعد أن ذاقها من المشكلات الكثير، حتى أنه أخبرها في النهاية وقبيل ذهابها إلى المحكمة «أنا مش هخلف من واحدة.. عيالي يطلعوا مقطوعين من شجرة زيها»، وكان ذلك بمثابة مشغل لشريط حياتها الذي قررت إيقافه فورا، والتخلص من زوجها ونقل حياتها بالكامل إلى محافظة أخرى أو إلى الخارج تعيش وحيدة وسط الدروب بعيدة عن أعين كل من يعرفها لم تجد حنان أسرة أو حبيبا أو صديقة.