قالت دار الإفتاء إنه عندما نقرأ سورة الفاتحة فى الركوع أو السجود فهذا متوقف على نية القراءة، فإذا كنا نقرأ الفاتحة لمجرد أنها سورة من القرآن فهذا يكره لأن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال «لا قراءة فى الركوع ولا فى السجود» وإنما تسبحون فى الركوع وتدعون الله عز وجل فى السجود.
وأضافت دار الإفتاء فى الإجابة عن سؤال: «ما حكم قراءة الفاتحة في الركوع والسجود بقصد الدعاء؟»، أنه يكره قراءة الفاتحة في الركوع والسجود بقصد تلاوة القرآن، فإن قُصد بقراءة الفاتحة في الركوع والسجود الدعاء والثناء على الله ولم يقصد تلاوة القرآن فيجوز بلا كراهة، حيث قال شيخ الإسلام ابن حجر الهيتمي الشافعي في "تحفة المحتاج في شرح المنهاج، ومعه حواشي الشرواني والعبادي" (2/ 61، ط. دار الفكر): [وَتُكْرَهُ الْقِرَاءَةُ فِي غَيْرِ الْقِيَامِ؛ لِلنَّهْيِ عَنْهَا] اهـ؛ قال العلامة الشرواني في "حاشيته" عليه (2/ 61): [قَالَ الزَّرْكَشِيُّ: وَمَحَلُّ كَرَاهَتِهَا -الْقِرَاءَةُ فِي غَيْرِ الْقِيَامِ- إذَا قَصَدَ بِهَا الْقُرْآنَ، فَإِنْ قَصَدَ بِهَا الدُّعَاءَ وَالثَّنَاءَ فَيَنْبَغِي أَنْ تَكُونَ كَمَا لَوْ قَنَتَ بِآيَةٍ مِنْ الْقُرْآنِ. اهـ. أَيْ: فَلَا تَكُونُ مَكْرُوهَةً، وَيَنْبَغِي أَنَّ مِثْلَ قَصْدِ الْقُرْآنِ مَا لَوْ أَطْلَقَ فِيمَا يَظْهَرُ أَخْذًا مِمَّا يَأْتِي فِي الْقُنُوتِ. ع ش (قَوْلُهُ: فِي غَيْرِ الْقِيَامِ) أَيْ مِن الرُّكُوعِ وَغَيْرِهِ مِنْ بَقِيَّةِ الْأَرْكَانِ].
دعاء مأثور عن النبي في الركوع
قالت دار الإفتاء إن الدعاء في الركوع مستحب، فعَنْ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- أَنَّهَا قَالَتْ: "كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي" أخرجه البخاري في صحيحه.
وأوضحت الإفتاء فى فتوى لها، أن الخطيب الشربيني ذكر في كتابه "مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج" (1/ 366): «وَيُسْتَحَبُّ الدُّعَاءُ فِي الرُّكُوعِ؛ لِأَنَّهُ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- «كَانَ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي».
حكم نسيان قراءة الفاتحة في الصلاة
ورد سؤال لدار الإفتاء يقول صاحبه: “ما حكم نسيان قراءة الفاتحة في الصلاة لظروف مرضية؟”.
وقال الدكتور مجدى عاشور، المستشار العلمي لمفتي الجمهورية، إنه يجب على من ينسى قراءة الفاتحة إذا تذكر خلال الصلاة أنه نسي قراءة الفاتحة؛ أن يعيد الركعة التي لم يقرأ بها ومن ثم يسجد سجود السهو، وذلك لأن سورة الفاتحة ركن من أركان الصلاة.
وأضاف "عاشور"، خلال إجابته عن سؤال مضمونه «ما حكم نسيان قراءة الفاتحة في الصلاة لظروف مرضية؟»، عبر البث المباشر لـ دار الإفتاء المصرية على موقع “فيس بوك”، أنه في حال انه لم يتذكر أنه نسي شيئا في الصلاة، فلا إثم عليه وصلاته صحيحة ومقبولة.