أعلنت وزارة الصحة في غزة ليل السبت الأحد أن أكثر من 8 آلاف شخص قُ.تلوا في قطاع غزة منذ اندلاع الحرب بين حماس وإسرائيل في السابع من أكتوبر نصفهم من الأطفال، وانتشرت أنباء حول "اتصالات مصرية مكثفة مع كافة الدول والأطراف المعنية دوليا وإقليميا للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسري والمحتجزين بـ غزة".
[[system-code:ad:autoads]]
هدنة إنسانية فورية
واعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة الجمعة قرارًا غير ملزم طالبت فيه بـ"هدنة إنسانية فورية" في غزة.
وشدد القرار، الذي أعده الأردن باسم المجموعة العربية التي تضم 22 بلدا، على "هدنة إنسانية فورية دائمة ومتواصلة تقود إلى وقف للعمليات العسكرية"، وهو ما انتقدته إسرائيل بشدة، إذ قال السفير الإسرائيلي جلعاد أردان: "اليوم هو يوم مشين، شهدنا جميعا أن الأمم المتحدة لم تعد تتمتع ولو بذرّة واحدة من الشرعية أو الأهمية"، مضيفا "عار عليكم"، فيما أعرب السفير الفلسطيني رياض منصور عن سعادته، شاكرا الجمعية العامة على “شجاعتها”، كما رحبت حماس بالدعوة إلى وقف الحرب.
بغالبية كبيرة، طالبت الجمعية العامة للأمم المتحدة الجمعة بـ"هدنة إنسانية فورية" في غزة، وجاء القرار بعد إعلان الجيش الإسرائيلي "توسيع" عملياته البرّية في قطاع غزة.
وانتقدت إسرائيل والولايات المتحدة هذا القرار غير الملزم بشدة لعدم إشارته إلى حركة حماس، والذي أيّده على وقع التصفيق 120 عضوا وعارضه 14، فيما امتنع 45 عن التصويت، من أصل 193 عضوا في الجمعية العامة.
وأظهرت هذه النتيجة انقساما في صفوف الدول الغربية، خصوصا الأوروبية، إذ أيدت فرنسا القرار في حين امتنعت ألمانيا وإيطاليا وبريطانيا عن التصويت، وصوتت النمسا والولايات المتحدة ضد القرار.
وطلب القرار الذي أعده الأردن باسم المجموعة العربية التي تضم 22 بلدا “هدنة إنسانية فورية دائمة ومتواصلة تقود إلى وقف للعمليات العسكرية”، وكانت الصيغة السابقة للقرار تطالب بـ"وقف فوري لإطلاق النار".
ويتمحور مشروع القرار الذي صاغه الأردن ورعته قرابة 50 دولة، على الوضع الإنساني في غزة، ويطالب خصوصا بتوفير ماء وغذاء ووقود وكهرباء "فورا" و"بكميات كافية" ووصول المساعدة الإنسانية "بلا عوائق".
أعمال إرهابية وهجمات عشوائية
ويندد النص أيضا بـ"كل أعمال العنف الموجهة ضد المدنيين الفلسطينيين والإسرائيليين، ولا سيما الأعمال الإرهابية والهجمات العشوائية"، ويعرب عن "قلقه الشديد من التصعيد الأخير في العنف منذ هجوم السابع من أكتوبر" من دون أن يذكر حماس صراحة.
وقال السفير الأردني محمود ضيف الله حمود "بينما نشهد غزوا بريا من جانب إسرائيل في الوقت الذي نتحدث فيه، وفي غياب إجراء حازم من مجلس الأمن، فإن (القرار) له هدف بسيط لكنه حيوي، بما يتماشى مع سبب وجود الأمم المتحدة: السلام".
وأثار القرار غضب السفير الإسرائيلي جلعاد أردان الذي أضاف أمام الجمعية العامة "اليوم هو يوم مشين، شهدنا جميعا أن الأمم المتحدة لم تعد تتمتع ولو بذرّة واحدة من الشرعية أو الأهمية"، قائلا "عار عليكم".
وتابع أردان "ستواصل إسرائيل الدفاع عن نفسها، سندافع عن مستقبلنا ووجودنا نفسه من خلال تخليص العالم من شر حماس حتى لا تتمكن أبدا من تهديد أي شخص آخر مرة أخرى".
من جهتها، قالت السفيرة الأمريكية ليندا توماس جرينفيلد “من المشين أن يفشل هذا القرار في تحديد مرتكبي الهجوم الإرهابي الذي وقع في 7 أكتوبر”، وأضافت "الكلمة الرئيسية الأخرى المفقودة في هذا القرار هي الرهائن".
وأعرب السفير الفلسطيني رياض منصور عن سعادته، شاكرا الجمعية العامة على "شجاعتها" لقولها “كفى، هذه الحرب يجب أن تتوقف، الم.ذبحة ضد شعبنا يجب أن تتوقف”، ورحبت حماس من جهتها بالدعوة إلى وقف الحرب.
وقالت الحركة في بيان "نرحّب بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الداعي لهدنة إنسانية فورية ودائمة ومتواصلة تُفضي إلى وقف العدوان على شعبنا في قطاع غزة، ونطالب الجمعية العامة والهيئات الأممية ذات العلاقة باتخاذ الإجراءات الكفيلة لتطبيق القرار فورا، بما يُمكّن من فتح المعابر وإدخال الوقود والمساعدات الإغاثية الطارئة".
بدورها، رحبت وزارة الخارجية التابعة للسلطة الفلسطينية بـ"التأييد الساحق لقرار الجمعية العامة"، مضيفة أن "المجتمع الدولي تكلم بصوت عال ضد جرائم إسرائيل المستمرة".
ومع أن فرنسا أقرت بأن "بعض العناصر الأساسية تنقص في نص" القرار، إلا أنها أيدت القرار الأردني، "لأن لا شيء يمكن أن يبرر معاناة المدنيين" حسبما قال السفير الفرنسي نيكولا دي ريفيير.
من جهتها قالت سفيرة الإمارات العربية المتحدة لانا زكي نسيبة "سنستخدم السلطة الأخلاقية للجمعية العامة ونعمل في مجلس الأمن على اقتراح (من الأعضاء العشرة غير الدائمين) لمحاولة كسر الجمود".
ومن جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس والقيادي بحركة فتح، الدكتور أيمن الرقب،إن جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة جاءت بناءً على طلب المجموعة العربية تحت بند "متحدون من أجل السلام"، لافتا إلى أن هذا النوع من أنواع الاجتماع يصبح في حال تعذر مجلس الأمن إصدار قرار الحصول على ثلثي الأصوات بدون المؤيدين والمعارضين بسبب قرار مجلس الأمن.
وأضاف الرقب، في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن قرار أمس صدر بتأييد ١٢٠ دولة ومعارضة ١٤ بغض النظر عن الامتناع، كما تمت الإشارة إليه، وجاء قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار في غزة، لكن أيضا قرار الأمم المتحدة مضطر أن يوجه القرار لمجلس الأمن ليصدر قرارا بتنفيذه ولا يوجد فيتو في هذه الحالة، ولكن آليات التنفيذ هي الأزمة حول من سيلزم إسرائيل بذلك.
وأكد الرقب، أن مجلس الأمن خرج من الخطة بشكل كامل متسائلا: "كيف ستمارس ضغطا على الاحتلال لوقف الإجرام على الشعب الفلسطيني؟"، بالتأكيد أن هذا الأمر سيحتاج إلى خطوات جريئة وقوية من قبل المجتمع الدولي.